في أول لقاء له مع محطة تلفزة عربية، قال محمود أحمدي نجاد لـ "الشرق" إن المنطقة في خطر شديد، والقوى الخارجية تبث الفرقة بين إيران والسعودية كي تسيطر على مقدرات المنطقة.

إيلاف من بيروت: للمرة الاولى على شاشة عربية، استضافت قناة "الشرق" الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، فكشف في لقاء أداره الصحافي السعودي عضوان الأحمري، ضمن برنامج "المدار"، حقائق لم تكشف عن عهده في رئاسة إيران، وقال إن الشرق الأوسط يمر بظروف خطرة جدًا، ويقف على شفا حرب هي قاب قوسين أو أدنى، داعيًا إلى تعزيز التعاون الإقليمي في المجال النووي، لمواجهة "من يريدون السيطرة على كل شيء".

تطرق أحمدي نجاد إلى تغييرات تتوقع المنطقة والعالم حدوثها في السياسة الخارجية الإيرانية، إن عاد إلى الرئاسة الإيرانية، فقال إنه يريد طرح نظرية صريحة تتعلق بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية؛ "إذ يجب أن يكون المبدأ بين الشعوب هو التواصل والعلاقات المبنية على العدالة والاحترام، فالعالم يتطور سريعًا، ويجب إرساء حال من الاحترام بين الشعوب في المنطقة".

لم أهدد أحدًا

بخصوص ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، بحسب تقارير اعتبرته "مرشحاً قوياً للرئاسة"، قال أحمدي نجاد إنه لم يعلن نيته الترشح للانتخابات، ورفض الحديث بشأن ما إذا كان مجلس صيانة الدستور سيرفض ترشيحه للانتخابات الرئاسية مجددًا. وعندما سأله الأحمري عن تصريحات منسوبة له بأنه هدد بإفشاء أسرار كثيرة إن منع من الترشح للانتخابات الرئاسية، قال: "لم أهدد أحداً حتى الآن بإفشاء أسرار خطيرة!".

وفي ما يمكن ألا يصب في صالحه، رأى أحمدي نجاد أن السلاح النووي يشكل خطرًا أكيدًا، "ويجب التمييز بين النشاط النووي العسكري والنشاط النووي السلمي، ويجب أن يتعاون الاختصاصيون والعلماء في دول المنطقة للحفاظ على البيئة وضمان احترام المعايير الدولية، فهناك أكثر من 500 مفاعل نووي تعمل في أنحاء مختلفة وتوفر الطاقة النظيفة".

اضاف أحمدي نجاد: "ثمة من لا يريد لإيران أن تتطور في المجال النووي، ومن يريد السيطرة على كل شيء".

وصف أحمدي نجاد العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بأنها مقاطعة ضد الشعوب، لأنها برأيه تمثل ضغطًا على الشعب الإيراني، ومواجهتها تستدعي الاعتماد على القوى الوطنية، وإشراك أبناء الشعب الإيراني في الإدارة العلمية، مستبعدًا أي تطور في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة بتأثير من فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

يبثون الفرقة

تابع: "ثمة من يديرون الأمور من خلف الستار، وهم من يرسم السياسة الخارجية الأميركية، لذلك تأثير الانتخابات الأميركية على إيران نافل"، لكنه استدرك بالقول إن المنطقة تعيش في خطر داهم، قبل تسلم بيدن منصبه، خصوصًا مع ارتفاع نسبة احتمالات ضرب أميركا أهدافًا إيرانية، مع إرسال الولايات المتحدة مقاتلات بي – 52 بعيدة المدى، وحاملة الطائرات "جورجيا" إلى منطقة الشرق الأوسط، ومرور الغواصة الأميركية في مضيق هرمز.

قال: "المنطقة تعيش على شفا الحرب، وحصولها أقرب من أي وقتٍ مضى، وهذه الحرب، مهما كان نوعها، ستضر بجميع شعوب المنطقة، وعلى كل من يحبون المنطقة وأصدقاء شعوبها السعي لمنع حدوث هذه الحرب"، متهمًا القوى الخارجية ببث الفرقة بين شعوب المنطقة، خصوصًا بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، والسعي إلى اندلاع الحروب لتتمكن من بيع أسلحتها، والسيطرة على المنطقة وعلى مصادر الطاقة فيها.

وأكد أحمدي نجاد أن اتحاد دول المنطقة يخدم مصالح شعوب المنطقة كلها، "ويغير موازين القوى في العالم، وأنا آمل في أن يحلّ الوئام بين دول المنطقة، فنحن يجب أن نتعايش معًا وندير المنطقة ونسيطر عليها"، وأعرب عن تفاؤله الكبير بحدوث توافق سعودي - إيراني - تركي في الفترة المقبلة.

اللافت في إطلالة أحمدي نجاد على شاشة "الشرق" كان إصراره على التهرب من الإجابة عن سؤال وجهه إليه الأحمري بشأن رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقبل ذلك إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن رؤية بلاده للحل في اليمن، وعن سبب عدم توجيهه هذه الرسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وإلى قادة الحرس الثوري الذين يدعمون الحوثيين في اليمن.

أعاد عليه الأحمرى السؤال ثانية وثالثة، وأمام إصرار الإعلامي السعودي على انتزاع إجابة من الرئيس الإيراني السابق، قطع أحمدي نجاد المقابلة بتمنّيه "أن نشهد السلام في المستقبل القريب في كل العالم، بما فيه هذه المنطقة"، وطلبه إنهاء الحوار بذريعة ارتباطه باجتماع طارئ.