إيلاف من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة القادة الامنيين غير القادرين على حماية المواطنين الى التنحي رافضا خضوع المؤسسة الامنية لاطراف سياسية، مشددا على ان تفجير امس خرق أمني لن يتم السماح بتكراره، فيما قالت المبعوثة الاممية في العراق انها مصدومة وغاضبة لوحشية التفجير وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل الشنيع محاسبة كاملة.

وقال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في كلمة خلال اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري للامن الوطني لبحث تداعيات التفجير المزدوج الذي شهده وسط بغداد الخميس وادى الى مقتل واصابة 142 عراقيا وتابعتها "ايلاف"، إن "ما حصل يوم امس هو خرق لا نسمح بتكراره، لقد وعدنا شعبنا بالأمن، وهذا الخرق دليل ومؤشر على ان هناك خللا يجب الإسراع بمعالجته".

وشدد الكاظمي على ان "الأمن ليس مجرد كلمة نتحدث بها في الاعلام، بل مسؤولية، فحياة الناس وحياة اطفالنا ليست مجاملة، ومن لا يرتقي الى مستوى مسؤولية حماية المواطنين وأمنهم عليه ان يتنحى من موقعه".

المنصب مسؤولية

واشار الى ان "المنصب الأمني مسؤولية، وحين يحصل خرق يجب ان تتحمل القيادات الأمنية مسؤوليته، ولا يعني هذا التقليل من شأن القادة الذين تصدوا في مراحل سابقة، بل هو تأكيد على أن من يتصدى عليه تحمل المسؤولية في أي موقع يتم إختياره فيه من قبل المراجع".

واكد ان القيادات الأمنية تتحمل مسؤولية وعليها أن تهتم بتطوير الكادر الوسطي وتدريبه وتقويمه وتأهيله لمواجهة التحديات. ونوه الى ان "القائد في الميدان عليه واجبات جسيمة في مقدمتها التعامل بمسؤولية مع موقعه الامني، والمساهمة في انتاج القادة الجدد وتنمية القيادات الوسطى ليكون لها دور مستقبلي".

وشدد الكاظمي بالقول "واجبنا في هذه المرحلة التاريخية في العراق، ان ننتج قادة أكفاء على كل المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية". وقال "نعمل على وضع خطة شاملة ولن نسمح بخضوع المؤسسة الأمنية لأطراف سياسية".

واوضح ان "اجهزتنا الأمنية قامت بجهد كبير خلال الأشهر الماضية وكانت هناك عمليات كبيرة ضد عصابات داعش الارهابية ونجحت اغلب عملياتنا".. مشيرا الى ان "هناك محاولات يومية لداعش للوصول الى بغداد تم إحباطها بعمليات إستباقية، وللأسف تمكنت من ذلك يوم أمس وسالت دماء بريئة، ولن نسمح بتكرار الخروقات الأمنية".

وأضاف "هناك تحديات في الأجهزة الاستخبارية يجب معالجتها بشكل عاجل وسأشرف شخصيا على هذا الموضوع ولذلك سنفرض وضعا جديدا للعمل وإتخاذ تدابير عاجلة".

واكد ان "العراق دولة واحدة ويجب ان تتصرف كل مؤسساته الأمنية والعسكرية بروح واحد وسنفرض توحيد الجهود الاستخبارية بكل جدية لا مكان للمجاملة على حساب العراق والعراقيين".

زاد الكاظمي قائلا "أجرينا سلسلة تغييرات في البنية الأمنية والعسكرية ونعمل على وضع خطة أمنية شاملة وفاعلة لمواجهة التحديات القادمة".

وبين ان "حياة الناس ليست مجاملة، ولن نسمح بخضوع المؤسسة الأمنية الى صراعات بين أطراف سياسية.. يجب أن نتعلم الدرس ونتعامل بمهنية عالية في المجال الأمني".

إطاحة قيادات أمنية

اثر التفجير المزدوج، اطاح الكاظمي مساء الخميس بقيادات أمنية واستخبارية مهمة اثر التفجيرين شملت مناصب عليا في وزارة الداخلية وقيادة الشرطة الاتحادية واستخبارات الداخلية ومدير عام الاستخبارات ومكافحة الارهاب وقائد عمليات بغداد ومدير قسم الاستخبارات وامن عمليات بغداد

وتبنى تنظيم داعش الجمعة مسؤولية التفجير الانتحاري المزدوج الذي شهدته ساحة الطيران وسط بغداد امس وأوقع 32 قتيلا و110 جرحى من البائعين والمتسوقين في الساحة المزدحمة بالمواطنين.

وكشف التنظيم عبر وسائل اعلامه في بيان تابعته "ايلاف" عن منفذي التفجير المزدوج قائلا انهما "ابو يوسف الانصاري" و"محمد عارف المجاهد" من دون ذكر منصبيهما في التنظيم لكنه وصفهما بانهما "فارسان من فرسان الشهادة" مهاجما الشيعة الذين قال انه استهدفهم مع عناصر القوات الامنية.

واشار التنظيم الى ان الانصاري فجر حزاماً ناسفاً كان يرتديه في ساحة الطيران، بينما تم تنفيذ تفجير ثانٍ بحزام اخر من قبل المهاجر بعد تجمع لأشخاص احتشدوا قرب الموقع بعد التفجير الأول .

بلاسخارت مصدومة

ومن جهتها، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت انها مصدومة وغاضبة لوحشية الهجوم الانتحاري المزدوج في بغداد .

واشارت في بيان صحافي الجمعة تابعته "ايلاف" "أشعر بصدمة وغضب بالغين إزاء الوحشية والشر المتعمدين للهجوم الانتحاري المزدوج في ساحة الطيران - حيث وقع التفجيران عمداً للتسبب في قتل وإصابة المدنيين عشوائياً".

واضافت "بالنيابة عن أسرة الأمم المتحدة بأكملها في العراق، أود أن أعرب عن تعازينا القلبية لأولئك الذين فقدوا أحباءهم في هذه الهجمات. كما أتمنى الشفاء العاجل لمن جُرحوا".

وبينت "لقد تم اختبار العراقيين مراراً وتكراراً من قبل أولئك الذين يسعون إلى جلب الفوضى والقمع إلى بلدهم وقد عانوا كثيرا من الإرهاب في الماضي وضحوا بالكثير لتحرير أرضهم من ويلاتها".

وشددت على ان "هذه الهجمات الجبانة لن ترهب الشعب العراقي. الآن هو وقت الوحدة ويجب أن تنصبّ كل الجهود الوطنية على ضمان أمن الشعب".

وطالبت بضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذا العمل الشنيع محاسبة كاملة. إن الغلبة لصمود ووحدة شعب العراق على الدوام وهذه الأعمال الدنيئة لن تضعف مسيرة العراق نحو الاستقرار والازدهار".

وأكدت المبعوثة الاممية ان منظمة الأمم المتحدة ستواصل دعم العراق وشعبه في السعي الى تحقيق مستقبل ينعم بالاستقرار والسلام."

غوتيريش يدين

وكان الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قد دان امس بشدّةٍ "التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف مدنيين في سوقٍ ببغداد امس، واعرب عن خالص تعازيه لأُسر الضحايا ولحكومة وشعب العراق".

وناشد شعبَ العراق أن يرفض أيّة محاولاتٍ لبثّ الخوف والعنف بهدف زعزعة السلام والاستقرار والوحدة.. داعيا الحكومة إلى ضمان الإسراع بتحديد هوية من يقف وراء هذه الجرائم المروعة وتقديمهم إلى العدالة.

وشدد غوتيريش التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم شعب وحكومة العراق في جهودهم لتوطيد السلام.

يشار الى ان تفجيري وسط بغداد قد اثارا موجة غضب واسعة اكدت خلالها العديد من دول العالم ومنظماته الدولية عن تضامنهم مع العراق ودعمه في مواجهة الارهاب الذي يستهدفه.