ايلاف من لندن: دعت ايران العراق الاربعاء الى اخراج ما وصفته بالوجود الاميركي الشرير من اراضيه وملاحقة قتلة سليماني والمهندس وطالبته بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما في ما يتعلق بالمدن الصناعية والاسواق الحدودية والتبادل التجاري ونقل السلع والمطالبات المالية والقضايا البنكية.

وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في طهران التي وصلها اليوم، فقد اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني على ضرورة الملاحقة القضائية "للآمرين والمرتكبين للجريمة الارهابية" المتمثلة باغتيال القائدين قاسم سليماني (قائد فيلق القدس فس الحرس الثوري الايراني) وابومهدي المهندس (نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية) بطائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير عام 2020 وانزال اشد العقاب بهم كما نقل عنه الاعلام الايراني في تقرير تابعته "ايلاف".

واشار الى ضرورة الاسراع بالتنفيذ الكامل للاتفاقيات المشتركة منوها بـ"الترابط بين ايران والعراق في مجالات الامن والاستقرار". وقال "إن تعزيز وتثبيت اقتدار وسيادة الحكومة العراقية في اقرار النظام وتنفيذ القانون ضرورة للعبور من المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية في العراق".

واعتبر شمخاني "ان العنصر الاساس للازمة وعدم الاستقرار في المنطقة هو التواجد الشرير للقوات الاجنبية خاصة الاميركية فيها ".. مشيرا الى ان التنفيذ السريع لقرار مجلس النواب العراقي في اخراج القوات الاجنبية من العراق يعد تمهيدا جيدا لخروجهم من المنطقة كلها".

وخفضت القوات الاميركية باتفاق مع الحكومة العراقية عديد قواتها في العراق من 5500 فرد الى 2500 خلال الاشهر الاربعة الاخيرة، بحسب جدول زمني وضعه البلدان.

واشاد شمخاني باصدار القضاء العراقي قرار القاء القبض على ترمب (الرئيس الاميركي السابق) وبومبيو (وزير الخارجية الاميركي السابق) واضاف"يجب ملاحقة الآمرين والمرتكبين للجريمة الارهابية بقتل المهندس وسليماني وانزال اشد العقاب بهم".
واعتبر ان احياء دور العراق الاقليمي "فرصة لأداء بغداد دورا فاعلا في مسار حل الخلافات ودعم الاستقرار المستديم في الدول العربية والاسلامية".

من جانبه، اشار وزير الخارجية العراقي الى اهمية تطوير التعاون بين العراق وايران في جميع المجالات خاصة الاسراع بتنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة باعتبار ذلك من الاولويات الرئيسية لسياسة العراق الخارجية.

طهران تطالب بغداد بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين
وقبيل ذلك، بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف العلاقات الثنائية واحدث التطورات الاقليمية والدولية وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما في ما يتعلق بالمدن الصناعية والاسواق الحدودية والتبادل التجاري ونقل السلع والمطالبات المالية والقضايا البنكية.

واعتبر ظريف انهاء وجود القوات الاميركية في المنطقة افضل رد على عملية قتل قاسم سليماني والمهندس مشيدا بالمتابعة القضائية لملف الاغتيال من قبل الحكومة العراقية.. معربا عن امله "بأن ينال الآمرون والمرتكبون لهذه الجريمة الارهابية جزاء عملهم الاجرامي عن طريق المتابعات القضائية". واضاف ان إنهاء وجود القوات الاميركية في المنطقة هو افضل رد على هذا العمل الارهابي.

وعبّر ظريف عن الارتياح لانعقاد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين معربا عن امله بتنفيذ التوافقات المشتركة في مختلف المجالات سريعا خاصة في ما يتعلق بالمدن الصناعية والاسواق الحدودية والتبادل التجاري ونقل السلع والمطالبات المالية والقضايا البنكية.

بدوره، استعرض وزير الخارجية العراقي وجهات نظر بلاده تجاه مختلف القضايا الاقليمية والدولية .. مؤكدا الاهتمام الخاص من قبل رئيس الوزراء العراقي تجاه متابعة وتنظيم العلاقات بين البلدين .

تجاهل الانتخابات وممارسات المليشيات الموالية لطهران
وتأتي زيارة فؤاد حسين إلى طهران بعد يوم من انتهاء زيارة المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت الى ايران ومناقشتها مع المسؤولين هناك القضايا المتعلقة بالانتخابات العراقية المبكرة .

وكان وزير الخارجية العراقي قد زار طهران في سبتمبر الماضي ونقل رسالة شفوية من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني حول التطورات في المنطقة .

ولم يشر الاعلام الايراني الى تطرق مباحثات حسين مع شمخاني وظريف الى الانتخابات العراقية المقررة في العاشر من اكتوبر المقبل والمباحثات التي اجرتها في هذا الصدد في طهران الاحد الماضي رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت مع مستشار المرشد الإيراني حول "أهمية أن يشهد العراق انتخابات حرة ونزيهة"، كما قال مكتبها الاعلامي.

وكان وزير الخارجية العراقي قد كشف في 18 من الشهر الماضي عن توجيه بلاده طلباً إلى إيران بقصد إيقاف عمليات استهداف المنطقة الخضراء والتي تضم مقار حكومية ودبلوماسية وتوجه الصواريخ من قبل المليشيات العراقية الموالية لطهران صوب السفارة الأميركية في بغداد.. مشيراً إلى انعكاسات الصراع الأميركي الإيراني على العراق.