حذّر المسؤولون من ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل "متسارع" في ألمانيا، في الوقت الذي تستعد خلاله أوروبا لموجة ثالثة من انتشار الوباء.

ورجّحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إعادة فرض اجراءات الإغلاق.

وأشار وزير الصحة الألماني ينز شبان، إلى أن أوروبا تفتقر إلى اللقاحات اللازمة لخفض عدد الإصابات بشكل كبير.

وقال لمراسلين: "يجب أن نكون صادقين، نحن لا نملك اللقاحات الكافية في أوروبا لوقف موجة ثالثة من خلال التطعيم فقط".

وأدّى التأخير في عملية تسليم اللقاح، بالإضافة إلى تعليق استخدام لقاح أوكسفورد أسترازينيكا، إلى عرقلة توزيع اللقاحات في أوروبا.

ودافعت المستشارة الألمانية يوم الجمعة، عن قرار التعليق المؤقت لطرح لقاح أسترازينيكا، وقالت إنها لا تعتقد أن سمعة اللقاح قد تضرّرت.

وقالت ميركل التي تبلغ من العمر 66 عاماً، إنها ستأخذ لقاح أسترازينكيا، وأضافت :"سأنتظر إلى أن يحين دوري".

جانب من الحضور في قاعة اختفالات
EPA
لجأت ألمانيا مؤخراً إلى تخفيف قيود الإغلاق

ما هو الوضع في ألمانيا؟

يرجح أن الإبلاغ عن عدد الإصابات المرتفع، سببه تفشي الوباء وسط فئة الشباب.

وحذّر وزير الصحة من "أسابيع صعبة" مقبلة.

وقالت ميركل إنها كانت تأمل عدم العودة إلى فرض الإغلاق بعد فترة وجيزة من تخفيف القيود، لكنّ التطورات "المؤسفة" تعني أن الأمر لا مفرّ منه.

وأضافت: "لقد اتفقنا على أنه في حال تجاوز معدل الإصابة المئة، لكلّ مئة ألف شخص خلال سبعة أيام، في منطقة أو ولاية، سنعود إلى القيود التي كانت سارية حتى 7 مارس/آذار"، وأطلقت على الاجراءات الجديدة اسم "مكابح الطوارئ".

وأبدى الوزراء قلقهم من فترة عطلة عيد الفصح. وحثّوا الناس على عدم السفر واقتصار اللقاءات على أفراد الأسرة المباشرة".

وتلقّى 8 في المئة فقط من سكان ألمانيا الجرعة الأولى من اللقاح.

وأعادت الحكومة طرح لقاح أكسفورد - أسترازينيكا يوم الجمعة.

وقال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، إنّ معدّل الإصابات في ألمانيا يتصاعد "بشكل متسارع وواضح للغاية".

ماذا عن فرنسا وهولندا؟

سيخضع نحو 21 مليون فرنسي، في 16 منطقة من بينها العاصمة باريس، إلى إجراءات الإغلاق بدءاً من منتصف ليل الجمعة، وسط مخاوف في البلاد من انطلاق موجة ثالثة من الوباء.

وقيل إن مقاعد القطارات التي تغادر باريس إلى مناطق لا تخضع للإغلاق، مثل بريتاني وليون، حجزت بالكامل قبل بدء سريان الإغلاق بساعات. كذلك وردت تقارير عن زحمة مرورية خانقة على طرقات الخروج من العاصمة.

ويستمر في بولندا ارتفاع عدد الإصابات، مع تسجيل معدّل يومي لانتشار العدوى، لم تشهده البلاد منذ ذروة الموجة الثانية في نوفمبر / تشرين الثاني.

وفرض إغلاق جزئي لثلاثة أسابيع يبدأ يوم السبت، في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس. وستغلق المتاجر والفنادق والمرافق الثقافية والرياضية في جميع أنحاء البلاد.

شخص يتلقى اللقاح
Reuters
رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس خلال تلقيه الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا

ما هو الجديد بشأن لقاح أسترازينيكا؟

رغم طمأنة وكالة الأدوية الأوروبية بشأن سلامة وفعالية لقاح أسترازينيكا، لا تزال بعض الدول تمانع في متابعة استخدامه في حملات التطعيم.

وأعلنت السلطات الصحية في هولندا أن التوقف عن استخدامه سيدوم أسبوعاً على الأقل.

ووصفت الخطوة بالإجراء الاحترازي، بعد ورود تقارير في البلاد عن إصابة مريضين بجلطات في الدم.

بينما أعلنت كلّ من السويد والدانمارك والنرويغ يوم الجمعة، عن الحاجة إلى المزيد من الوقت لتحديد ما إذا التلقيح بأسترازينيكا سيستمر.

بينما أعادت دول أخرى إعادة إطلاق حملات التطعيم بلقاح أسترازينيكا، ومن بينها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا.

وأوصى المسؤولون في قطاع الصحة في فرنسا، بتقديم اللقاح فقط إلى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 55 سنة وما فوق.

وقامت وكالة الأدوية الأوروبية بالتدقيق باللقاح بعد إعلان 13 دولة أوروبية تعليق استخدامه، بسبب إثارة مخاوف من التسبب بجلطات في الدم.

ومن جانبها، حثّت منظمة الصحة العالمية الدول على متابعة استخدام لقاح أسترازينيكا.

وقال خبراء في منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن للقاح "إمكانات هائلة لمنع العدوى وخفض عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم".

وقالت اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية في بيان إنّ "البيانات المتاحة لا تشير إلى أي زيادة عامة في حالات التجلط في الدم مثل التجلط الوريدي العميق أو الانسداد الرئوي، بعد إعطاء لقاحات كوفيد-19".

وسعى بعض القادة الأوروبيين إلى طمأنة المواطنين بشأن جرعة اللقاح.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، إنه سيسعد بحصوله على اللقاح، لكنه قال إنه لم يحجز دوره بعد.

بينما تلقى نظيره الفرنسي جان كاستكس، جرعة لقاح أسترازينيكا الجمعة. كذلك فعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.