أصدرت السلطات الفرنسية مذكرة توقيف دولية، في أعقاب اختطاف طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام الأسبوع الماضي.

وعُثر على الطفلة ووالدتها في سويسرا الأحد، بعد أيام من اصطحابها من منزل جدتها.

وقد اعتقلت الشرطة أربعة رجال للاشتباه بتورطهم في الاختطاف، الذي يُعتقد أن والدة الطفلة طلبته. كما ألقي القبض على الأم.

لكن التحقيق حاليا يدور حول رجل يبلغ من العمر 55 عاما يقيم في ماليزيا.

وهناك اعتقاد بأن المشتبه به، الذي يُدعى ريمي دايليت-فيدمان، لعب دورا في تدبير عملية الاختطاف، حسبما قال المدعي العام في مدينة نانسي الفرنسية.

من جهته، قال دايليت-فيدمان، متحدثا لقناة "بي إف إم" التلفزيونية، إن القضية لا تتعلق بحادثة "اختطاف، بل بإعادة طفلة إلى والدتها بناء على طلبها".

من هو المشتبه به؟

بحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن دايليت-فيدمان سياسي محلي سابق، كان يدعم حزب "الحركة الديمقراطية" الذي ينتمي لتيار الوسط، في منطقة بجنوب غربي فرنسا.

وقد طُرد لاحقا من الحزب وأصبح يمينيا متطرفا، قبل أن يكتسب مكانة بارزة وسط حركة المؤامرة عبر الإنترنت بسبب مقاطع الفيديو الخاصة به التي تدعو إلى "انقلاب شعبي".

وقال في مقطع فيديو نُشر بموقع يوتيوب أواخر العام الماضي: "لقد قررت تولي السلطة في فرنسا، لاستعادة هذا البلد، ومنحكم الحرية".

وكرر بيان، من 81 نقطة، مرتبط بأحد مقاطع الفيديو الخاصة به نظريات مؤامرة مفادها وجود أضرار وراء شبكات الاتصال من الجيل الخامس وكذلك ارتداء الكمامات.

حادثة الاختطاف

قيل إن الفتاة كانت بصحة جيدة عندما عُثر عليها الأحد في مصنع قديم في قرية سانت كروا الحدودية السويسرية.

لولا مونتيماجي
gouv.fr
نشرت وزارة العدل الفرنسية صورة للأم لولا مونتيماجي بعد فترة وجيزة من الاختطاف

وبحسب الادعاء، أقدم ثلاثة رجال على اختطاف الفتاة واصطحابها من منزل جدتها، متظاهرين بأنهم من مسؤولي حماية الأطفال.

ثم عبروا الحدود إلى سويسرا سيرا على الأقدام مع والدة الطفلة، لولا مونتيماجي. ثم اصطحب رجل آخر الأم وطفلتها.

ويزعم المشتبه بهم أنه طُلب منهم تنفيذ عملية الاختطاف عبر الإنترنت. ولا يوجد لأي من الرجال الأربعة، الذين ألقي القبض عليهم حتى الآن، سجلات جنائية.

وقال المدعون إن ثلاثة منهم ينتمون إلى فئة تضم أفرادا مناهضين للدولة يعيشون على هامش المجتمع وغالبا ما يرتبطون باليمين المتطرف.

وقالت السلطات إن العنف لم يستخدم في عملية الاختطاف، لكن عملية تفتيش منفصلة لمنزل مشتبه به آخر أدت إلى العثور على مواد يمكن استخدامها لصنع متفجرات.

وقال فرانسوا بيران، وهو مدع عام في مدينة نانسي الفرنسية، إن الاختطاف نُفذ على غرار "عملية عسكرية"، وأن المجموعة كانت مجهزة تجهيزا جيدا.

وسُلمت حضانة الطفلة إلى جدتها لأمها في يناير/ كانون الثاني الماضي بعد أن قالت الأم لقاضي الأسرة، حسبما ورد، إنها تريد "العيش على هامش المجتمع".

وقال ممثلو الادعاء إنها أعربت في وقت سابق عن رغبتها في بيع ممتلكاتها والعيش في منزل متنقل "في الخفاء".