استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستشهد صعود مرشحين مختلفين، وستنعقد الجولة الثانية بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان وحدهما.

إيلاف من دبي: في مثل هذه اليوم في العام المقبل، تكون فرنسا في عز السباق على الرئاسة، وهو سباق تصفه "غارديان" البريطانية بالمرير، على أمل أن تكون جائحة كورونا قد انقضت، وذهب الفيروس لشأنه.

يقول تقرير "غارديان" إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستشهد صعود مرشحين مختلفين، "إلا أنهم سيلقون الهزيمة كلهم في الجولة الأولى، وستنعقد الجولة الثانية بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان وحدهما".

تضيف الصحيفة أن إدارة ماكرون تواجد تحديات وقضايا أكثر إلحاحًا تتعلق بكورونا، "لكن لوبان جاهزة لإطلاق حملتها الانتخابية من دون معوقات، وقد نشر حزبها، حزب التجمع الوطني، في مقاطعة بورغوندي، حيث يتقدم على منافسيه، ملصقاته على لوحات الإعلانات وأرسل منشوراته بالبريد لتعبئة أنصاره استعدادًا لانتخابات إقليمية تعقد في يونيو المقبل. وفي بروفانس، معقل اليمين المتطرف، يبدو حزب لوبان أقرب إلى تحقيق فوز سهل بالجولتين.

نسبة منخفضة.. ولكن!

بحسب الصحيفة، تصل شعبية ماكرون اليوم إلى 37 في المئة، وهذه نسبة منخفضة لكنها تبقى أعلى كثيرًا من شعبية سلفيه في الوقت نفسه في ولايتتهما (29 في المئة لنيكولاس ساركوزي و17 في المئة لفرانسوا هولاند)، رغم أنه كل منهما حظي بولاية رئاسية واحدة. ويعتقد مستشارو الرئاسة الفرنسية أن الأمر يتحول كارثيًّا بالنسبة إلى ماكرون إن جرت الانتخابات المقبلة في ظل الحرب على كورونا.

ونسبت "غارديان" إلى سيلفان كريبون، المحاضر في جامعة تورز والمتخصص في اليمين المتطرف، قوله إن فوز مارين لوبان ممكن، لكنه غير مرجح، "فقبل ستة أعوام، أيقنا بأن لوبان لن تفوز في الانتخابات، لكن الأمور تغيرت الآن، فلديها فرصة أفضل من الانتخابات السابقة للفوز، لكن يجب وضع أي فوز محتمل في سياقه الخاص، كما أن الانتخابات العامة ستعقب الانتخابات الرئاسية، وليس لحزب التجمع الوطني إلا القليل من الممثلين المحليين أو الإقليميين، والقليل من الممثلين المنتخبين في البرلمان، والقليل من المال وعدد ناخبين ليس كثيرًا. الثورة فعليًا هي انتخاب لوبان رئيسةً للبلاد، لكنها ستفقد القدرة على تنفيذ سياستها من خلال الحصول على أغلبية في البرلمان وتشكيل حكومة".

نتيجة محتملة

النتيجة المحتملة أكثر، بحسب "غارديان"، أن تحاول ماريان وحزب التجمع الوطني التوافق مع تيار اليمين ما يضعف سلطتها، لكها تبقى رئيسة لفرنسا وقائدة للقوات المسلحة ومسؤولة عن الدفاع والسياسة الخارجية.

يمكن حزب الجمهوريين أن يُقدم مرشحًا كلريزمانيًا، مثل إدوارد فيليب، رئيس الوزراء السابق صاحب الشعبية الكبيرة. وبحسب "غارديان"، من بين 27 استطلاعًا للرأي نُشرِت منذ بداية 2021، تُشير جميعها إلى إعادة سيناريو انتخابات 2017 بمواجهة ماكرون ولوبان في الجولة الثانية. ومن بين 12 استطلاعًا للرأي نُشرِت عن الجولة الثانية، لم يرجِّح أيٌّ منها فوز لوبان.

لكن استطلاعات الرأي ليست هي المؤشر الفعلي لما سيحصل، إذ نقلت "غارديان" عن ألكسندر ديزيه، الأستاذ في جامعة مونبلييه ومعهد الدراسات السياسية في باريس، قوله: "أصبحت استطلاعات الرأي شكلًا من أشكال النبوءة ذاتية التحقق لا أكثر".

وقالت كريستيل لاجيه، أستاذة العلوم السياسية في جامعة أفينيون: "إذا نجحت مارين لوبان في الوصول إلى الجولة الثانية، فستواجه معضلة تشكيل تحالفات لجذب ناخبين من أحزاب أخرى. فهي ستحتاج إلى حلفاء، ولا أعتقد أنها تستطيع تكوين حلفاء لها من الآن حتى وقت الانتخابات".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/world/2021/apr/18/could-marine-le-pen-finally-triumph-with-her-third-tilt-at-french-presidency