بغداد: بدأت في بغداد الأحد قمّة ثلاثية تضمّ بالإضافة إلى المسؤولين العراقيين، الرئيس المصري والملك الأردني، ركّزت مناقشاتها على ملفات إقليمية، وسبل التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين الدول الثلاث، فيما يسعى العراق مؤخراً إلى أداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط.

استمرار التنسيق

وفي كلمة افتتاحية للقمة التي جمعت بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن الدول الثلاث ستواصل "التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية كالملف السوري والليبي واليمني وفلسطين وبلورة تصور مشترك تجاه هذه القضايا بالتعاون والتنسيق".

لقاءات ثنائية

وقبل بدء أعمال القمة، أجرى كل من عبد الفتاح السيسي وعبدالله الثاني لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي برهم صالح.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، تناولت المباحثات مع الملك عبدالله الثاني "سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك" لا سيما "في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة".

وناقش الكاظمي مع السيسي "العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

صالح يُغرِّد

من جهته، وإثر استقباله نظيره المصري وملك الأردن، كتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة "استقبلنا الاخوة، فخامة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبدالله. علاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا، رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة. تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة لمنطقتنا أساسها مكافحة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية".

يشار إلى أن هذه القمة تُعقَد بعدما أُرجِئَت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في مصر في آذار/مارس والثانية إثر قضية "زعزعة الاستقرار" في الأردن في نيسان/ابريل.

وهي ثالث قمة بين هذه الدول الثلاث بعد القمة الأخيرة التي عقدت في عمان في آب/أغسطس 2020، فيما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تتطلع لاستضافة القمة الرابعة بين بغداد والقاهرة وعمان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأردني والعراقي في بغداد.

السيسي يعيد الوصل

وزار الملك عبدالله الثاني العراق مطلع العام 2019 للمرة الأولى منذ عشر سنوات، فيما بات السيسي أول رئيس مصري يزور العراق منذ غزو نظام صدام حسين السابق للكويت في العام 1990 وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن العلاقات بين البلدين تحسنت بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

وتسعى بغداد إلى تحقيق تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، أي السعودية والأردن ومصر، وتدعم أيضاً عودة سوريا إلى الجامعة العربية. والتقى وفدان إيراني وسعودي في نيسان/ابريل في بغداد التي تسعى إلى أن تتحول إلى وسيط إقليمي قوي لتفادي أن يصبح العراق ساحة صراع بين القوى الإقليمية.

ابتزاز إيران

وقال المحلل السياسي إحسان الشمري لفرانس برس إن العراق يسعى من القمة الثلاثية إلى "تثبيت سياسته الخارجية في ما يرتبط بالمحيط والمنظومة العربية وتعويض ما يمكن أن يكون ورقة ابتزاز من قبل دول إقليمية وبالتحديد إيران".

واعتبر أن هذه القمة أيضاً "رسالة إلى الولايات المتحدة أن العراق لن يكون أحادي العلاقة مع إيران على حساب الدول الأخرى"، فيما يتوقّع أن يجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارةً للولايات المتحدة لم يحدد موعدها بعد، كما أعلن المتحدث باسمه قبل أيام.

وقطعت الرياض وطهران علاقاتهما الدبلوماسية قبل خمس سنوات ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

ومن شأن أي تهدئة بين طهران والرياض أن تعود بالفائدة على العراق الذي لا يزال يشهد هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تُعد ورقة بيد إيران تستخدمها في كل مفاوضات مع بغداد، بحسب مسؤولين عراقيين.