إيلاف من لندن: دخل العراق الجمعة موجة حر تجاوزت نصف درجة الغليان. واعلنت السلطات العراقية خلال الساعات الاخيرة عن توقيع عقود جديدة للربط كهربائيا مع الاردن واستيراد المزيد من الكهرباء والغاز من ايران.

في بغداد، وقعت وزارة الكهرباء عقداً مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لتنفيذ اتفاقية ربط الشبكة الكهربائية وبيع الطاقة بين البلدين. واشارت الى ان العقد وقع بحضور وكيله الوزارة لشؤون الانتاج عادل كريم ووزيرة الطاقة الاردنية هالة زواتي موضحة في بيان مساء الخميس أنه يتضمن تزويد الأردن للعراق في المرحلة الأولى من المشروع بطاقةٍ تبلغ (150) ميغاواطا من الكهرباء بعد استكمال شبكة الربط بين البلدين تتبعها المرحلة الثانية والتي تتيح للجانبين رفع قدرة تبادل الطاقة الكهربائية بينهما.

وقال وكيل الوزارة العراقية ان وزارته مهتمة بإنشاء هذا الخط الرابط لأهميته في استقرار المنظومة الوطنية وتبادل المنفعة بين الدول المتجاورة بضمنها العراق وجعلها ممراً لنقل الطاقة".. مؤكدا على أن "اتفاقية الربط الكهربائي هذه ستعزز التكامل الاقتصادي العربي".
من جانبها اشارت الوزيرة زواتي الى "أهمية الربط الأردني- العراقي هذا في تعزيز التعاون الثنائي في إطار تطلع الأردن للربط مع دول الجوار بهدف تبادل الطاقة الكهربائية ما سيسهم في استقرارالأنظمة الكهربائية وجعل العراق والأردن مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة بجميع أشكالها". وأوضحت أن "شركة الكهرباء الاردنية ستبدأ المشروع مع الشركة المنفذة نهاية هذا العام على أن يتم الوصول خلال الصيف المقبل الى انتاجية عالية بشرط جاهزية الربط بين البلدين".

ثم ناقش الوزيران المراحل التنفيذية لإنشاء الربط الكهربائي بين بلديهما وتحديد المتطلبات والمواصفات والمحددات الفنية لمحطات التحويل وخطوط النقل وغيرها من المعدات اللازمة لإتمام عملية الربط من كلا الجانبين.

المزيد من الغاز والكهرباء من ايران
بالتزامن مع ذلك، فقد تم الاعلان في طهران عن تعاقد ايران مع العراق لتزويده بالمزيد من غازها وكهربائها.
وقال عضو الهيئة الرئاسية لغرفة التجارة العراقية الايرانية المشتركة حميد حسيني ان بلاده تعاقدت مع العراق لتزويده بكميات اخرى من الطاقة الكهربائية تبلغ الف و200 ميغاواط .
واشار الى ان التبادل التجاري بين ايران والعراق سجل خلال الاشهر الاخيرة زيادة قدرها مليار دولارحيث يرجع جزء من هذا الرقم إلى حساب صادرات الغاز الايراني الى العراق. ويبلغ الميزان التجاري بين البلدين الان حوالي 16 مليار دولار سنويا ويطمحان لزيادته الى 20 مليارا.
واشار حسيني في تصريح لوكالة "ايرنا" الايرانية تابعته "ايلاف" الى إن العراق قد سدد لايران 125 مليون دولار من ديونه اليها (من أصل 4 مليارات دولار) استخدمتها لشراء لقاحات ضد وباء كورونا فيما سيخصص جزء اخر من هذه الديون لاستيراد المواد الغذائية والباقي سيتم تسديدها نقدا في حال تحسن العلاقات المصرفية بين البلدين التي تواجه صعوبات بسبب العقوبات الاميركية على ايران.
ويحتاج العراق حاليا إلى رفع طاقته الإنتاجية بنحو الضعف لتأمين مستويات مستقرة من الطاقة الكهربائية حيث ينتج ويستورد 19 ألف ميغاواط في الساعة فيما يحتاج إلى نحو 40 ألف ميغاواط لتأمين الكهرباء للدور والمؤسسات الحكومية.
وتقول وزارة الكهرباء العراقية انها بحاجة الى ضخ الغاز الايراني لتلبية حاجات محطاتها التوليدية للكهرباء.

موجة حرارة تتجاوز نصف درجة الغليان

عراقيان يواجهان لهيب حرارة الصيف بحمام مكشوف في احد شوارع بغداد

يأتي ذلك في وقت دخل العراق الجمعة وخاصة في مدنه الوسطى والجنوبية ارتفاعا في درجات الحرارة تجاوز نصف درجة الغليان.
وقال المتنبئ الجوي العراقي عضو لجنة الخبراء في منظمة الارصاد الجوية العالمية صادق عطية على صفحته بفيسبوك ان مرتفعا جويا يتمركز في الطبقات العليا من الجو مع منخفض جوي حراري سطحي يعملان معا على أرتفاع متصاعد بدرجات الحرارة فضلا عن موجة حر لاهبة .. متوقعا ان تستمر موجة الحر طوال الاسبوع المقبل.
واشار الى ان درجات الحرارة ستسجل في الظل 50-51 درجة مئوية في مدن الجنوب والوسط والفرات الاوسط و44-45 درجة مئوية في المدن الغربية و48-49 درجة مئوية في المدن الشمالية.

تخريب يقطع الطاقة الكهربائية
يشار الى ان الشبكة الكهربائية في العراق تعرضت مؤخرا إلى انهيار كامل تسبب بانقطع الكهرباء عن معظم مناطق البلاد عدا اقليم كردستان الشمالي بالتزامن مع تعرض أكثر من 70 برجا لنقل الطاقة الكهربائية إلى التخريب.
وفي السادس من الشهر الحالي القى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي باللائمة على تركة الفساد وسوء التخطيط وفوضى القرارات في سوء خدمات المنظومة الكهربائية في بلده .. مؤكدا ان التحقيقات مستمرة لملاحقة صغار وكبار المفسدين في قطاع الكهرباء قائلا "هؤلاء مثلوا يداً آثمة ساعدت الإرهاب وخدمت أهدافه".
يشار الى انه بعد انفاق العراق حوالي 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.