سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل ترى أن سيطرة طالبان على أفغانستان ستحيي تنظيم القاعدة في المنطقة؟". قال 68 في المئة من المشاركين في الاستفتاء "نعم"، مقابل 32 في المئة قالوا "لا".

إيلاف من دبي: عادت طالبان إلى إمارة أفغانستان الإسلامية. فهل تعود إليها القاعدة أيضًا؟ أي هل تعود أفغانستان اليوم، بعد 20 عامًا من حكم الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، ملاذًا آمنًا لبقايا تنظيم أسامة بن لادن؟ هذه أسئلة مشروعة اليوم، خصوصًا بعد تنبيه أممي – دولي من عودة البلاد الساقطة حديثًا في يد الإسلاميين منطلقًا لهجمات تشبع إلى حد بعيد هجمات 11 سبتمبر، عشية الذكرى العشرين لهذه الهجمات.

أغلبية قالت "نعم"

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل ترى أن سيطرة طالبان على أفغانستان ستحيي تنظيم القاعدة في المنطقة؟".

قال 68 في المئة من المشاركين في الاستفتاء "نعم"، مقابل 32 في المئة قالوا "لا".

لا شك في أن "طالبان" الجديدة، كما يحلو لبعض الغرب أن يسميها، قد أعلنت مرارًا أنها ستنتهج نهجًا أكثر اعتدالًا مما كانت عليه. كما قال محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان: "لا تواجد لتنظيم القاعدة في أفغانستان ولا علاقة معها، بعد سيطرتنا على البلاد".

اضاف نعيم لقناة "الحدث" الإخبارية: "تنظيم القاعدة غير موجود في أفغانستان وليس بيننا وبينهم علاقة"، مشيرًا إلى أن اتفاق طالبان مع الولايات المتحدة الذي كان أحد مخرجات المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، نص على عدم السماح لأي جهة متطرفة باستخدام أراضينا، ومؤكدًا: "لن نسمح لأي فرد أو جماعة بدخول أراضينا لممارسة أنشطة عسكرية".

مسألة حتمية

نفى نعيم تسليم مسؤولية الأمن في كابول لخليل حقاني، العضو البارز في شبكة حقاني التي ترتبط وثيقًا بالقاعدة، وتقول الولايات المتحدة إن خليل كان على صلة بعمليات إرهابية نفذها تنظيم القاعدة.

لكن، تنقل "بي بي سي" عن كبار الضباط والسياسيين الغربيين تحذيرهم من أن عودة القاعدة بقوة إلى أفغانستان مسألة حتمية.

كما نبه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بعد اجتماع طارئ بشأن الأزمة إلى ضرورة اتحاد الدول الغربية "لمنع تحول أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية الدولية مجدداً".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي إلى استخدام جميع الوسائل المتوافرة "لقمع التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان".

تريد اعترافًا

في الوقت نفسه، ثمة مراقبون يلفتون إلى أن طالبان تعتبر نفسها الحاكم الشرعي لإمارة أفغانستان الإسلامية، وسترغب في نيل الاعتراف الدولي بها. ويبدو أن قادة الحركة حريصون بالفعل على طرح فكرة أنهم جاؤوا لاستعادة النظام والهدوء والسلطة، بعد الفساد والاقتتال الداخلي والهدر الذي اتسمت به الحكومة على مدى السنوات العشرين الماضية.

وخلال محادثات السلام الفاشلة التي جرت في الدوحة، وضّح المفاوضون لطالبان أن هذا الاعتراف المنشود لن يتحقق ما لم يقطعوا علاقتهم بالقاعدة تماماً، وقالت طالبان: "فعلنا ذلك". لكنهم لم يفعلوا ذلك بحسب تقرير حديث للأمم المتحدة، أشار إلى الروابط القبلية والمصاهرة الوثيقة بين المجموعتين.

ففي خلال سيطرة طالبان على البلاد، تم الإبلاغ عن رؤية العديد من "الأجانب" في صفوفهم، أي "مقاتلين غير أفغان"، وهذا مؤشر يبعث على القلق.

طبعًا!

من جانبه، قال "ناشونال إنترست" في تقرير تناول الوضع المستجد في أفغانستان: "طبعًا.. ستعود أفغانستان منطلقًا لإرهاب مشابه لـ 11 سبتمبر".

أضاف التقرير مستدركًا: "الحقيقة القاسية هي أن هناك مئات الأماكن حول العالم - من باكستان والسودان ولبنان وإثيوبيا إلى فرنسا والمكسيك وحتى الولايات المتحدة - يمكنها إيواء الإرهابيين الذين يمكنهم تنظيم هجمات على أميركا.

فقبل 11 سبتمبر، كان الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأميركيين هو تفجير أوكلاهوما سيتي في عام 1995 الذي دبره المحارب الأميركي المخضرم تيموثي ماكفي. بعض هذه الأماكن محكوم وبعضها غير محكوم. بعض الحكومات ديمقراطية، وبعضها استبدادي، وبعضها قمعي، وبعضها متساهل بشكل أساسي".

ويصب هذا الكلام في أن على الدول البحث جيدًا عن منابع الإرهاب، التي قد لا تكون كلها محصورة في إمارة أفغانستان الإسلامية.