إيلاف من لندن: لم تتمكن المفوضية العليا العراقية للانتخابات حتى بعد ظهر الاثنين الايفاء بوعدها باعلان نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت امس بسبب ارباكات تنظيمية وفنية مما دفعها الى اللجوء الى المحافظات لاعلان نتائج التصويت فيها وليس مركزيا كما جرت العادة.


فبعد ان دعت مفوضية الانتخابات صباح اليوم الصحافيين الى التوجه لمقرها للمشاركة في مؤتمر صحافي يعقده رئيس مجلس المفوضين في المفوضية القاضي جليل عدنان لاعلان النتاج عند منتصف النهار فظهر على الاعلام لكنه لم يعلن عن اي نتائج الامر الذي اربك الكتل السياسية المتنافسة التي لجأت اثر ذلك للاعلان عن ارقام غير رسمية عندد المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها.


واشار الى ان نتائج 10 محافظات هي يمكن متابعتها من خلال الموقع الالكتروني للمفوضية لكن الموقع ظهر معطلا بسبب الزخم العالي للدخول اليه كما يبدو. وقال عدنان "أعلنا قبل ساعات عن نسبة التصويت الأولية ونستعد الان لعرض نتائج التصويت الخاص والعام لكنه لم يعلن اي نتائج.


واضاف مستدركا في هذه اللحظة هذا الاداء توج بسرعة وصول عصا الذاكرة واسترجاع اجهزة الاقتراع".
واضاف ان المفوضبة في هذه اللحظة تعلن النتائج في محافظات ديالى والقادسية والمثني وميسان وواسط ودهوك وصلاح الدين وكربلاء والنجف واربيل والان موجودة في الاماكن التي حددتها المفوضية القاعات التي اعلنت عنها ويتم ذلك عبر الشاشات اضافة الى الموقع الالكتروني للمفوضية وبالامكان متابعة النتائج في تلك المحافظات وهي اولية تعتمد على ما وصل الى المفوضية من نتائج عبر الناقل وعصا الذاكرة". واوضح ان المفوضية الان قطعت الارسال والصناديق التي حصل بها بعض المشاكل القليلة تقوم بنقلها صباح يوم غد الى المكتب الوطني للمفوضية في بغداد.


وتفاديا للاحراجات الناتجة عن هذا الارباك فقد ظهرت المتحدث باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي على الاعلام لتقول ان جميع نتائج المحافظات ترفع حاليا عبر شاشات العرض في الصالات التي حدتها المفوضية في بغداد والمحافظات كافة.
وقالت "اننا ملزمون بإعلان نتائج جميع المحافظات خلال الساعات المقبلة تباعا ولغاية مساء هذا اليوم بالكامل".

الصدر: للاسراع في النتائج

وازاء هذا الارباك فقد دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مفوضية الانتخابات الى الاسراع في اعلان نتائج الانتخابات مؤكدا الاذعان لها لكنه حذر من التزوير.
وقال الصدر في تغريدة على توتير تابعتها "ايلاف" إنه "مما لا ينبغي إنكاره هو جهود المفوضية العليا القائمة على الانتخابات وما أبدته من مهنية وجهد كبيرإلا أننا في نفس الوقت نشد على يدها للإسراع في إعلان النتائج والنظر في الطعون القانونية لتبعدل كل الفرص عن المتربصين بالعملية السياسية ومحاولات التزوير او تعطيل العملية من خلال بعض الافعال غير القانونية".
وزاد قائلا "كما اننا سنذعن لأي اعلان يتم من قبلها وسنتقبله برحابة صدر ولن نلجأً لأي شيء لايكون وفق الشرع والقانون، بل وحفظ السلم الاهلي ووفق التطلعات الديمقراطية".

قاآني في بغداد

وبالترافق مع ذلك فقد وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اليوم الاثنين إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة غير معلنة.
وقال مصدر حكومي لوكالة شفق نيوز قاآني عقد فور وصوله اجتماعات مع مسؤولين عراقيين وعدد من الأطراف السياسية لغرض تنسيق المواقف بشأن التحالفات السياسية لمرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة.

وعادة ماتدخل ايران في الضغط على القوى الشيعية الفائزة في الانتخابات الى ترك خلافاتها جانبا وتشكيل الكتلة السياسية الاكبر التي تتيح لها اختيار رئيس للحكومة ووضع ملامح التشكيلة الوزارية الجديدة بما يتناغم مع التوجهات الايراني للاوضاع في العراق.

مكاسب غير رسمية للكتل


وقد اثار هذا التاخير في الاعلان على النتائج القوى المتنافسة فس الانتخابات التي لجأ معظمها الى اعلان ارقام غير موثقة عن عدد المقاعد التي حصلت عليها في البرلمان الجديد الذي يضم 329 عضوا.
وبينما قال التيار الصدر انه حصل على 70 مقعدا فقد توقع ان يرتفع هذا العدد الى 90. و قال تحالف الفتح بقيادة هادي العامري رئيس منظمة بدر انه جاء ثانيا بعد قائمة الصدر .. ومن جانبه قال تحالف عزم السني برزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي على 40 مقعدا.

اما تحالف الحكمة برئاسة عمار الحكيم -حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق فقد اشار الى انه قد حصل على 25 مقعدا برلمانيا.

ويتوقع خبراء أن تحافظ الكتل السياسية الكبرى على هيمنتها على المشهد السياسي من دون أغلبية واضحة على الرغم من ان التيار الصدري الذي يملك الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي عبر 54 مقعدا الأوفر حظا في الفوز مجددا بأكبر كتلة اذ يطمح زعيمه مقتدى الصدر إلى تحقيق نتائج تتيح له التفرّد باختيار رئيس للحكومة"

اغلاق المنطقة الخضراء

وقد تم اليوم إغلاق مداخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بشكل مؤقت وقال مصدر أمني أن قوات الأمن أغلقت جميع مداخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة مقر الرئاسات الثلاث والمؤسسات الحساسة العراقية وبعض السفارات الاجنبية بينها الاميركية والبريطانية وبعثتي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بشكل مؤقت.
وأوضح أن القوات تسمح فقط "لحاملي الباجات والاستثناءات بدخول المنطقة مشيرا الى ان هذا الاغلاق قد جاء بهدف
الحفاظ على امن صناديق الاقتراع وسير عملية العد والفرز لنتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت امس.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات تطابق نتائج العد والفرز اليدوي مع العد والفرز الالكتروني بنسبة 100 بالمئة وقالت في بيان اليوم إن "نتائج العد والفرز اليدوي تطابقت 100% مع نتائج العد والفرز الإلكتروني".


أكثر من 9 ملايين عراقي شاركوا في التصويت

وقالت مفوضية الانتخابات في وقت سابق اليوم ان نسبة التصويت الأولية في الاقتراع العام الذي جرى امس بلغت 41 بالمئة بينما بلغ عدد المصوتين 9 ملايين و77 الف و779 مواطنا.
واشارت المفوضية في بيان تابعته "ايلاف" الى أن نسبة التصويت الأولية في الاقتراع العام بلغت 41 بالمئة موضحة ان
عدد المصوتين للمحطات المستلمة بلغ اكثر من 9 ملايين مصوت موضحة ان عدد الشكاوى في التصويت الخاص بلغ 16 شكوى وفي التصويت العام 58 شكوى.
واوضحت المفوضية ان نسب التصويت لهذه الانتخابات في محافظات العراق الثمانية عشر كانت كما يلي :
البصرة 40% ،ميسان 43% ،القادسية 42% ،ذي قار 42% ، النجف41% ، المثنى 44% ، بغداد- الرصافة 31% ،
بغداد- الكرخ 34% ،كربلاء 44% ، بابل 46% ، ديالى 46% ، الانبار 43% ، واسط 44% ، دهوك 54% ، اربيل 46% ، السليمانية 37% ، صلاح الدين 48% ، كركوك 44% ، نينوى 42% .
يشار الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات المبكرة التي جرت امس تفوق بنسبة ضئيلة عن نسبة المشاركة في الانتخابات العامة لعام 2018 والتي كانت 40 بالمائة بحسب الارقام الرسمية.

خامس عملية اقتراع

والانتخابات هذه هي خامس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم.

واوقعت مواجهات القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.