كابول: كشف سكان ولاية باميان الأفغانية الخميس أن عناصر من حركة طالبان وضعوا في مكان تمثال زعيم لأقلية الهزارة أعلنته الحكومة السابقة شهيدا من أجل الوطن، عملا فنيا يمثل القرآن في خطوة حذروا من أنها قد تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف.

ويصور التمثال الأصلي عبد العلي مزاري، زعيم الأقلية الشيعية الذي قُتل عندما كان أسيرا لدى طالبان خلال فترة حكمهم الأولى.

وتم قطع رأس التمثال بقذيفة صاروخية بعد فترة وجيزة من عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس الماضي، في حادث ألقى سكان المدينة التي تقع وسط أفغانستان باللائمة فيه على عناصر الحركة.

ويحظر تفسير طالبان المتشدد للإسلام تصوير الشكل البشري في اللوحات والمنحوتات - والصور المطبوعة في بعض الحالات.

وأزالت العديد من الشركات أو غطت اللوحات الإعلانية والملصقات التي تصور أشخاصا منذ سيطرة المجموعة على السلطة.

وقال عبد دانيشيار، الناشط في مجال المجتمع المدني في باميان "أزالوا أمس التمثال بالكامل واستبدلوه بنسخة من القرآن". وصرح لفرانس برس "يحاولون محو التاريخ من باميان ، سيرد الناس بعنف على ذلك".

وشيد تمثال مزاري في الساحة المركزية في باميان، حيث فجرت طالبان تمثالين ضخمين لبوذا بنيا منذ 1500 عام قبل عقدين.

وقال عبد دانيشيار إن الساحة، التي سميت على اسم مزاري، أعيد تسميتها بـ"الشارع العسكري".

وأفاد عبد العلي شفق عضو مجلس محافظة باميان فرانس برس أنه سيتحدث مع مسؤولي طالبان ويحثهم على التراجع عن الخطوة.

وقال "هذه قضية حساسة للغاية وقد تثير ردود فعل". وأضاف أن "سكان باميان يحبون مزاري، كانوا يصنعون تمثالا جديدا ليحل محل التمثال المدمر جزئيا".

وقُتل مزاري، وهو زعيم ميليشيا مناهض بشدة لطالبان عام 1995 بعد أن اعتقله عناصر الحركة.

وتشير روايات إلى أنهم أطلقوا النار عليه بعد أن حاول الاستيلاء على مسدس أحد العناصر أثناء نقله على متن مروحية.

واعتبره الرئيس المخلوع أشرف غني رسميا "شهيد الوحدة الوطنية الأفغانية" في عام 2016.

ولطالما تعرضت أقلية الهزارة الشيعية التي تشكل حوالى 10 في المئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، للاضطهاد من قبل المتطرفين السنة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في بلد تمزقه الانقسامات العرقية والدينية.