ايلاف من لندن : أطاحت المجزرة التي شهدتها محافظة بابل العراقية بضباط وقادة أمنيين وبقائد شرطة المحافظة الجمعة فيما أمر الكاظمي جهاز الأمن الوطني بالتحقيق في الحادث بالتنسيق مع محكمـة استئناف المحافظة.

وأعلنت خلية الاعلام الامني للقوات المشتركة العراقية في بيان مساء الجمعة تابعته "ايلاف" ان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي قد كلف جهاز الأمن الوطني بالتحقيق في حادث بلدة جبلة بمحافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) وأشارت الى انه "للوقف على ملابسات حادث جبلة شمالي محافظة بابل ومحاسبة المقصرين فيه أمر القائد العام للقوات المسلحة بأن يتولي جهاز الأمن الوطني التحقيق في ملف هذه القضية بالتنسيق مع محكمـة استئناف محافظة بابل"

وأضافت أنه "تم توقيف عدد من الضباط والأشخاص على خلفية هذا الحادث الذي مازال التحقيق مستمرا فيه.

ومن جهتها قالت وزارة الداخلية ان وزيرها عثمان الغاني الذي تواجد اليوم بشكل ميداني في منطقة جبلة اقالة قائد شرطة محافظة بابل اللواء علي هلال الشمري وتكليف اللواء خالد تركي بدلا منه كما تم اعفاء مدير استخبارات المحافظة علاء شبر من منصبه على خلفية الحادث الذي وقع يوم أمس وأدى الى مجزرة بشرية راح ضحيتها 20 فردا من عائلة واحدة خلال مواجهات بين قوات سوات الخاصة ومطلوب للقضاء تحصن في منزل عائلته.

وزير الداخلية عثمان الغانمي يتفقد الجمعة 31 كانون الاول ديسمبر موقع الحادثة في بلدة جبلة بمحافظة بابل جنوب بغداد

كما وجه الوزير بتشكيل لجنة تحقيقية مختصة للتحقيق مع القوة التي نفذت الواجب في هذا الحادث وتكون هذه اللجنة ساندة للتحقيق القضائي فيما اوعز الى الجهات الفنية المعنية من بينها مديرية الأدلة الجنائية بالاسراع في تقديم نتائجها في ملف هذا الحادث.

جريمة روعت العراقيين

ووسط تناقض الروايات عن الحادث الذي وقع امساء امس الخميس وسببه وما جرى خلاله وفي غياب اي حسم رسمي عن المسؤول عن مقتل افراد العائلة العشرين وبينهم 12 طفلا في المواجهات التي وقعت بين قوات "سوات" الخاصة المدربة من قبل القوات الاميركية ومطلوب تحصن في منزل عائلته واطلق النار على القوة الامنية التي حاولت اعتقاله فان العراقيين مازالوا ينتظرون بغضب اجلاء خلية الاعلام الامني لملابسات الحادث والتي قالت انها ستصدر بيانا بعد انتهاء التحقيق الاولي لكنها لم تفعل ذلك حتى مساء الجمعة برغم ان مسؤولين أمنيين سبق ان أشاروا الى ان المطلوب هو ارهابي بينما قالت مصادر اعلامية انه تاجر مخدرات تلاحقه السلطات.

رضيع بين القتلى

والجمعة كشف محافظ بابل حسن منديل عن وصول لجان أمنية من وزارة الداخلية للتحقيق بجريمة جبلة وانتقلت الى مسرح الجريمة للاطلاع على حقيقة ماحصل وتحديد المسؤولية عن ذلك.

محافظ بابل حسن منديل خلال مؤتمره الصحافي الجمعة 31 كانون الاول ديسمبر 2021

واشار خلال مؤتمر صحافي في مدينة الحلة عاصمة المحافظة ان جريمه ناحية جبلة التي راح ضحيتها عشرون شخصا من عائلة واحدة لن تمر دون محاسبة المقصرين .وقال أن القضاء والجهات الأمنية قامت بالتحقيق لساعات طويلة مشيرا إلى أن المجنى عليه كان مخبرا سريا لصالح الأجهزة الأمنية ولا توجد مذكرة القاء قبض صادرة بحقه.

واضاف منديل "أنه لا يمكن التحدث عن التحقيق الان حتى لا تضيع معالمه موضحا إلى أن بعض منتسبي الأجهزة الأمنية تعرضو إلى إصابات بسيطه أثناء تبادل إطلاق النار "

واكد أن وزير الداخلية أوعز بتوقيف عدد من الضباط الذين تورطوا بمداهمة المنزل .. منوها الى ان الحكومة المحلية في المحافظة تستنكر وبشدة قتل الأطفال والنساء العزل.

تناقض الروايات

واليوم وصل وزير الداخلية عثمان الغانمي الى مسرح حادث منطقة جبلة رفقة وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية والوزارة في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" ان الغانمي يرافقه وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية أحمد ابو رغيف وصلا مكان حادث للإطلاع ميدانياً على تفاصيله وملابساته .

وقالت قيادة محافظة بابل في بيان لها أنه "بعد ورود معلومات إلى استخبارات بلدة جبلة في المحافظة تفيد بوجود مطلوبين اثنين في منطقة الرشايد في دار المدعو رحيم كاظم عيادة الغريري فقد خرجت قوة من استخبارات جبلة إلى المكان المعني وعند وصولهم إلى البيت قام صاحب البيت بإطلاق النار على القوة".

وأضافت أنه "بحسب أقوال ضابط الاستخبارات في جبلة فإنه تم الاتصال بقاضي الناحية وأخذ الموافقات وبعدها تم توجيه نداء إلى قوات سوات حيث حضرت إلى المكان وقامت بتطويق البيت وحصلت مواجهات بينها وبين صاحب الدار الذي رفض تسليم نفسه بل أصاب منتسبين اثنين بطلق ناري، أحدهما في ساقه والثاني خدش في جسمه" موضحة أنه "بعدما انتهت المواجهات تبين أثناء دخول القوة إلى الدار أنّ جميع أفراد العائلة قد قتلوا".

واوضحت ان "مفارز الأدلة الجنائية حضرت لمكان الحادث بصحبة قاضي التحقيق، وتم إجراء الكشف على الحادث، وقد تم التوصل إلى عدد المقتولين وأسمائهم والبالغ عددهم 20".

رواية لشقيقة المطلوب

ومن جانبها قالت شقيقة المطلوب للاعتقال انه "لم يكن إرهابياً والقوات الأمنية نفذت المجزرة" وابلغت شبكة رووداو الإعلامية العراقية الجمعة ان شقيقها لم يكن "قاتل أبنائه" مشيرةً إلى أن "20 شخصاً توفوا بالدوشكات التي استقدموها معهم القوات الأمنية".

وعن تفاصيل العملية اوضحت "أرسلوا 50 همراً الأمس ودفاعاً عن النفس حدثت اشتباكات مع القوات الأمنية".. متهمةً نسيب شقيقها الذي يعمل منتسباً مع القوات الأمنية في بغداد باستقدامه القوة إثر مشكلة عائلية بينهم. وناشدت شقيقة الجاني رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ليأخذ حقهم ويحاسب المسؤولين عن قتل 20 شخصاً.

يشار الى ان بلدة جبلة تتبع إداريا الى قضاء كوثي يمحافظة بابل وكانت تسمى سابقا باسم ناحية المشروع ومشهورة بوجود مجموعة من التلال الأثرية العائدة إلى الحقبة البابلية ولاكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد .