بريست (فرنسا): تعهد نحو ثلاثين من قادة الدول والحكومات الجمعة في فرنسا العمل على حماية أفضل للمحيطات الغنية بالتنوع الحيوي والضرورية لضبط المناخ من خلال الاعتناء بأعالي البحار ومكافحة غزو المواد البلاستيكية.
في العام 2022 تنظم لقاءات دولية مهمة عدة بشأن المحيطات. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام القمة في مدينة بريست الساحلية الواقعة في شمال غرب فرنسا "التعبئة اليوم سمحت بتكريس التزامات كثيرة وتحالفات جديدة تضم اطرافا من القطاعين الخاص والعام والدول".
وقطع المسؤولون السياسيون الذين تعاقبوا على الكلمة خلال قمة بريست إن حضوريا أو افتراضيا التزامات على صعيد ملفات عدة من بينها المضي قدما باتجاه التوصل إلى معاهدات دولية لحماية أعالي البحار ومكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية.
ومن الحضور، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والمبعوث الأميركي بشأن المناخ جون كيري فضلا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تنظم بلاده مؤتمر الأطراف السابع والعشرين حول المناخ (كوب 27) في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا الذي تستضيف بلاده نهاية حزيران/يونيو قمة الأمم المتحدة حول المحيطات في لشبونة.
وأدلى قادة دول آخرون بمداخلتهم عبر الانترنت.
وأكد ماكرون "في حال خصصنا الوسائل المناسبة يمكننا اتخاذ قرارات تاريخية. يجب ان يبدأ ذلك اليوم في بريست".
وفي تطور رئيسي، أعلنت فون دير لايين من بريست إطلاق تحالف يضم دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين و13 دولة اخرى لإبرام معاهدة طموحة تهدف إلى حاية أعالي البحار التي لا تخضع لسيادة أي دولة.
وتجرى مفاوضات للتوصل إلى معاهدة كهذه برعاية الأمم المتحدة منذ العام 2018 لكن المحادثات توقفت بسبب وباء كوفيد-19. ومن المقرر عقد جولة رابعة وأخيرة نظريا من المفاوضات في نيويورك في آذار/مارس.
وقالت المسؤولة الأوروبية "اقتربنا كثيرا من الاتفاق لكن علينا أن نعطي دفعا لانجازه خلال السنة الحالية".
ورحبت بيغي كالاس من "تحالف أعالي البحار" High Seas Alliance الذي يضم منظمات غير حكومية عدة بالاعلان قائلة "هذا التزام كبير ومرحب به".
وأعلنت الولايات المتحدة من جهتها دعم مباشرة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية. وانضمت بذلك إلى حوالى عشر دول وجميع اعضاء الاتحاد الأوروبي.
وسيبحث في مباشرة هذه المفاوضات خلال الجمعية الخامسة للأمم المتحدة حول البيئة نهاية شباط/فبراير بغية التوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن 8,3 مليارات طن من البلاستيك المنتج منذ خمسينات القرن الماضي.
وأكد كيري "نحتاج إلى اتفاق يكون طموحا إلى أبعد الحدود".
اما رئيس بولينيزا الفرنسية ادوار فريتش فأعلن الجمعة مشروع إقامة "منطقة بحرية محمية على أكثر من 500 ألف كيلومتر مربع" ومناطق مخصصة للصيد الساحلي على مسافة مماثلة.
ونوقشت مواضيع أخرى مثل خفض انبعاثات غازات الدفيئة في القطاع البحري غير المشمول في اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 فضلا عن إلغاء الدعم الرسمي الذي يشجع على الصيد الجائر والصيد غير المشروع، بدفع من إيمانويل ماكرون. ويناقش الموضوع الأخير في إطار منظمة التجارة العالمية.
ووعد ماكرون أيضا ببذل مزيد من الجهود لحماية السلاحف مع تدابير تحول دون أن تعلق في شباك الصيادين. ورحبت الرئيسة الفخرية للصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا إيزابيل أوتيسييه بهذا الاعلان "مع توخي الحذر حول التطبيق الفعلي لهذا الوعد".
وترى منظمات غير حكومية أن فرنسا ثاني قوة بحرية عالمية، لم تتخذ إجراءات كافية لحماية بحارها ومحيطاتها بشكل جيد. وتجمع نحو 150 شخصا في بريست بدعوة من "غرينبيس" وجمعية "بلين مير" Pleine mer للتنديد "بعملية التمويه الأزرق blue washing".
وقال فرنسوا شارتييه المسؤول في الفرع الفرنسي من غرينبيس لوكالة فرانس برس إن إيمانويل ماكرون "يعلن انه مدافع عن المحيطات، لكنه لا يفعل شيئا بل يدافع حتى عن نشاطات صناعية مدمرة للغاية".
التعليقات