فاقت أعداد الأشجار المقطوعة من غابات الأمازون البرازيلية في يناير/كانون الثاني الماضي نظيرتها في الشهر نفسه من العام السابق بفارق كبير.

ودلّت صور التقطتها أقمار اصطناعية على أن بقعة الأشجار المقطوعة هذه المرّة تعادل خمسة أمثال نظيرتها في العام السابق - في أعلى حصيلة قطْع للأشجار في يناير/كانون الثاني منذ بدء التسجيل في عام 2015.

ويتهّم أنصار البيئة وعلماؤها رئيس البرازيل يائير بولسونارو بالسماح بتسريع معدلات إزالة الغابات التي تعد حمايتها أمرًا ضروريا إذا ما كنا نبحث عن حلّ لمسألة التغير المناخي.

وتُقطع الأشجار للاستفادة من أخشابها، فضلاً عن إخلاء مساحات لزراعة محاصيل غذائية تطلبها شركات أغذية حول العالم.

وفي قمة التغير المناخي الأخيرة والتي عقدت في مدينة غلاسكو العام الماضي، تعهّدت حكومات أكثر من 100 دولة بوقف عمليات إزالة الغابات بحلول عام 2030.

غير أن الصور التي التقطتها أقمار اصطناعية تابعة لوكالة الفضاء البرازيلية نفسها، تثير تساؤلات حول مصداقية الحكومة البرازيلية في تعهداتها بحماية غاباتها المطيرة الشاسعة.

وترى كريستيان مازيتي من منظمة السلام الأخضر في البرازيل أن "البيانات الجديدة تكشف من جديد كيف تتناقض أفعال الحكومة [البرازيلية] مع حملاتها التسويقية لحماية البيئة".

وتناشد منظمة السلام الأخضر الأسواق الكبرى في المملكة المتحدة وغيرها إلى عدم التعامل مع مموّلي الأخشاب ممن يسهمون في عملية إزالة الغابات وعدم تزويدهم بمنتجات اللحوم والألبان.

وبلغ إجمالي مساحة بقعة الأشجار المقطوعة في يناير/كانون الثاني حوالي 430 كيلو مترا مربعا - أكثر من سبعة أمثال مساحة مانهاتن، في نيويورك.

ومن غير المعتاد قطْع أعداد كبيرة من الأشجار في بداية العام؛ ذلك أن موسم الأمطار عادة ما يعوق حركة جامعي الأخشاب في الغابات كثيفة الشجر.

وتسهم غابات البرازيل المطيرة الشاسعة في امتصاص كميات كبيرة من غازات الدفيئة من الغلاف الجوي - في عملية تُعرف باسم "بالوعة الكربون".

ولكن مع قطع المزيد من الأشجار، تتقلص قدرة الغابات على امتصاص الانبعاثات.

قاطع أشجار
BBC

كما تعيش في غابات الأمازون مجتمعات من السكان الأصليين، والتي يطالب أبناؤها بالتخلية بينهم وبين مَواطن عيشهم.

لكن الرئيس بولسونارو يُسهم في إضعاف عمليات حماية البيئة؛ إذ يرى أن الحكومة ينبغي أن تستغل مناطق الغابات في الحد من الفقر.