أثار وجود مجسم مطاطي للعضو الذكري ضمن أدوات للتوعية بالصحة الإنجابية جدلا في الهند.

فقد قال نواب المعارضة إن المجسم يسبب إحراجا للعاملات في القطاع الصحي اللواتي يستخدمن هذه الأدوات خلال جهود التوعية بالصحة التناسلية.

ولكن بعض العاملين في القطاع الصحي قالوا إن أشياء مشابهة استخدمت في الماضي ولم تتسبب في أي مشاكل.

وتتضمن هذه الأدوات رحما مطاطيا، لكنه لم يثر أي ردود أفعال.

ووزعت هذه الأدوات على طواقم الناشطين والناشطات في قطاع الصحة الاجتماعية الذين يعتبرون جزءا أساسيا من برامج الصحة الاجتماعية.

وتقوم تلك الطواقم بعدد من المهام بينها الزيارات المنزلية لتوعية الناس عن الصحة التناسلية واستخدام موانع الحمل. ويتطلب هذا حذرا، حيث يعتبر موضوع الجنس من المواضيع الحساسة في أجزاء كثيرة من الهند.

وقالت أرشانا باتيل، مدير دائرة الصحة العامة في إقليم ماهاراشترا، لبي بي سي إن حوالي 25 ألف رزمة تحتوي على المجسم قد وزعت على الطواقم الصحية والمراكز الصحية الريفية في أنحاء الإقليم.

وأضافت أن مقاطعة بولدهانا كانت المنطقة الوحيدة في الإقليم التي أبدت ملاحظات سلبية.

وسأل مراسل بي بي سي سبعة من العاملين الصحيين في بولدهانا إن كانوا قد شعروا بالإحراج من حملهم مجسمات القضيب والرحم، فامتنع اثنان منهم عن التعليق، بينما قال اثنان إن عرض المجسمات في المناطق الريفية محرج، حيث الناس يشعرون بالإحراج من الحديث عن الصحة الجنسية، لكنهم قالوا إن الموضوع جزء من عملهم.

وقال ثلاثة آخرون إنهم لا يرون مشكلة في استخدام المجسمات من أجل شرح موانع الحمل عند الحاجة. وطلب الجميع عدم نشر أسمائهم.

وقالت باتيل إن العاملين لم يجبروا على استخدام المجسمات.

وتساءلت "إذا كان العاملون في القطاع الصحي يشعرون بالإحراج من الحديث عن هذه الأمور فكيف يمكن إنجاز المهام؟"

ولبعض السياسيين، وبشكل أساسي من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند رغم أنه في صفوف المعارضة داخل الإقليم، رأي مغاير.

فقد طالب النائب أكاشا فوندكار الحكومة بسحب هذه المجسمات، والاعتذار للعاملين في القطاع الصحي.

وقال تشيترا واغ، نائب رئيس فرع الحزب في الإقليم، إن الحكومة "تشجع على التساهل في موضوع الجنس".

ولم يعلق ممثلون عن حزب شيف سينا، وهم يشاركون في الحكومة، على الموضوع.

وقالت إحدى العاملات الصحيات من بيون، طالبة عدم ذكر اسمها، لبي بي سي إن هذه المجسمات استخدمت من قبل لشرح قضايا تنظيم الأسرة.

وأضافت "لا نعطي هذه المجسمات للناس، نستخدمها من أجل توضيح قضايا تنظيم الأسرة فقط. تلقينا شرحا عن هذه الأدوات خلال التدريب".

وقال ساغار موندادا، أخصائي الصحة الجنسية، إن استخدام هذه المجسمات ضروري في المناطق الريفية، حيث نسبة الأمية مرتفعة.

وأضاف "من الخطأ القول إن استخدامها سينشر المفاهيم الخاطئة. إذا تحدثنا بشكل صريح فإن الناس سيفهمون هذه القضايا بشكل أفضل. أما إذا انعدم الحديث حول قضايا الجنس فإن ذلك سيؤدي إلى انتشار المفاهيم الخاطئة".