إيلاف من لندن: استقال دبلوماسي روسي مخضرم بسبب ما وصفه بـ "كارثة" غزو بلاده لأوكرانيا، وقال قال إن ما تفعله حكومته "لا يطاق".

وقال بوريس بونداريف، 41 عامًا، إنه "يخجل من بلده ومن الحرب العدوانية" التي شنتها قوات الرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف الدبلوماسي الذي عمل رئيسا لبعثة روسيا الدائمة للبلاد في الأمم المتحدة في جنيف: "بصفتي موظفًا حكوميًا، يجب أن أتحمل نصيباً من المسؤولية عن ذلك ، ولا أريد أن أفعل ذلك".

وانتقد بونداريف شخصيات داخل الكرملين تريد "البقاء في السلطة إلى الأبد". ونقلت عنه صحيفة "تايمز"البريطانية قوله إنه سئم من "الأكاذيب وعدم الاحتراف" في وزارة الخارجية.

خطاب لاذع

وفي خطاب استقالة لاذع، قال إن الحرب التي شنها الرئيس بوتين كانت "جريمة ضد الشعب الأوكراني" من شأنها تدمير الاقتصاد الروسي وكذلك "كل الآمال والآفاق لمجتمع حر مزدهر".

وأضاف: "طوال عشرين عاماً من مسيرتي الدبلوماسية، رأيت مسارات مختلفة لسياستنا الخارجية، لكنني لم أشعر قط بالخجل من بلدي كما حدث في 24 فبراير (شباط) من هذا العام".

ولفت إلى أن "الحرب العدوانية التي شنها بوتين ضد أوكرانيا، وفي الواقع ضد العالم الغربي بأسره، ليست فقط جريمة ضد الشعب الأوكراني، ولكن ربما أيضًا أخطر جريمة ضد شعب روسيا".

ولدى سؤاله عما إذا كان أي من زملائه يشعر بالشيء نفسه، قال بونداريف: "ليس كل الدبلوماسيين الروس يروجون للحرب. إنهم عقلانيون، لكن عليهم أن يغلقوا أفواههم".

قمع المعارضة

وسعت حكومة بوتين إلى قمع المعارضة بشأن الحرب في أوكرانيا وكيف تسير ما يسميه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة".

وقال بونداريف إن أولئك الذين قرروا شن الحرب "يريدون شيئًا واحدًا فقط - البقاء في السلطة إلى الأبد، والعيش في قصور فخمة لا طعم لها، والإبحار على يخوت مماثلة في حمولتها وتكلفتها على البحرية الروسية بأكملها، ويتمتعون بقوة غير محدودة وإفلات كامل من العقاب".

أضاف: "اليوم وزارة الخارجية ليست معنية بالدبلوماسية. الأمر كله يتعلق بإثارة الحروب والأكاذيب والكراهية".

كتب بونداريف: "لقد درست لأكون دبلوماسيًا وكنت دبلوماسيًا لمدة 20 عامًا". وأضاف: "أصبحت وزارة الخارجية الروسية بيتي وعائلتي. لكنني ببساطة لا أستطيع بعد الآن المشاركة في هذا العار الدموي الذي لا طائل منه والذي لا داعي له على الإطلاق". كما قال إنه لا يخطط لمغادرة جنيف.

وقال هيلر نوير ، المدير التنفيذي لمجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة: "بوريس بونداريف بطل".