باريس: أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارة إلى أنقرة الإثنين عن قلقها من "الالتفاف" على العقوبات المفروضة على موسكو، مطالبة أكبر عدد من الدول بتطبيق هذه العقوبات بالكامل لإرغام روسيا على وقف غزوها لأوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة قالت كولونا إنّ "سياسة العقوبات التي نطبّقها (...) لها هدف واحد ألا وهو الحدّ من تجديد المجهود الحربي الروسي وإفهام روسيا أنّها اختارت طريقاً مسدوداً، وبالتالي، في هذا الإطار، من المهمّ أن ينقل أكبر عدد ممكن من الدول الرسالة نفسها".

وأضافت قبل عشاء عمل مع نظيرها "من المهم أن ننظر من كثب في مسألة الالتفاف على العقوبات".

وكانت كولونا قالت عبر أثير إذاعة "آر تي أل" قبيل توجّهها إلى تركيا "سأتوجه شخصياً بعد الظهر الى أنقرة واسطنبول".

وأضافت أنّ "تركيا تضطلع أحياناً بدور إيجابي (...) يجب تشجيعها على المضي في هذا السبيل والتحقق من أن تبقى متوافقة مع جهود الأمم المتحدة".

وبعد قيامه بوساطة هذا الصيف للسماح بتصدير الحبوب العالقة في ميناء أوديسا الأوكراني بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت على نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساهمة في تسوية الأزمة حول محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية.

وتقيم تركيا علاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف. زودت كييف بمسيرات عسكرية لكنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد شن هجومها في أوكرانيا.

وقالت كولونا للإذاعة الفرنسية إنه "من المهم التأكد من ألا تكون البلدان التي (لا تفرض) عقوبات، منصة للالتفاف على العقوبات التي اعتمدها الجزء الأكبر من المجتمع الدولي".

الالتفاف على العقوبات

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ظهر الإثنين إنّه خلال الزيارة "ستتم أولاً مناقشة مسألة عدم الالتفاف على العقوبات".

وأضاف "هناك ميول (لدى تركيا للالتفاف على العقوبات). علينا أن نتأكّد من أن لا تزداد"، بدون ذكر أمثلة محدّدة.

وقال مصدر في الوفد المرافق للوزيرة "نتوقّع تضامناً" من جانب تركيا.

والشهر الماضي حذرت واشنطن الشركات والمؤسسات التركية التي تتعامل مع روسيا وتحدثت عن تدابير رد محتملة.

وبحسب أرقام رسمية زادت الصادرات التركية إلى روسيا بين أيار/مايو وتموز/يوليو بنحو 50% مقارنة بالعام الماضي.

وبخصوص دور الوسيط في الحرب على أوكرانيا الذي تلعبه كل من باريس وأنقرة، اعتبر المصدر الدبلوماسي أنّ "كل النوايا الحسنة موضع ترحيب". وفي ما يخصّ مسألة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي اقترحت أنقرة وساطتها بشأنها، قال المصدر إن "في هذه المرحلة تحركت خصوصاً السلطات الفرنسية".

وقال "عملنا بجد لتتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بمهمتها".

"غير مناسبة بالمرّة"

والأسبوع الماضي، أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغبته في "مواصلة الحوار" مع روسيا وألا يكون الرئيس التركي المحاور الوحيد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وخلال مؤتمره الصحافي المشترك مع كولونا قال وزير الخارجية التركي إنّ التصريحات التي أدلى بها ماكرون قبل عشرة أيام بخصوص بلاده "غير مناسبة بالمرّة".

وكان ماكرون اتّهم خلال زيارة إلى الجزائر "شبكات" تتحكّم بها "من تحت الطاولة" كلّ من أنقرة وبكين وموسكو بنشر دعاية مناهضة لفرنسا في أفريقيا.

وتلتقي كولونا الثلاثاء مع ممثلين عن المجتمع المدني في اسطنبول ثم تزور اليونان لمناقشة القضايا الاقتصادية والتوتر مع تركيا في شرق المتوسط.