موسكو: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن روسيا ستوقف شحنات الغاز والنفط للدول التي تحدّد سقفًا للأسعار.

واعتبر أن تحديد سقف محتمل لأسعار الغاز الروسي من قبل الأوروبيين سيكون "حماقة". وأضاف "لن نرسل أي شيء على الإطلاق إذا تعارض مع مصالحنا، مصالحنا (الاقتصادية) في هذه الحالة. لا غاز، لا نفط، لا فحم، لا زيت وقود، لا شيء".

واعتبر بوتين أن العقوبات التي تستهدف موسكو تشكّل تهديدًا على الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن جائحة كوفيد-19 "استُبدلت بتحديات أخرى ذات طبيعة دولية أيضًا، تهدد العالم بأسره".

وأوضح "أعني حمى العقوبات في الغرب ومحاولاته العدوانية المكشوفة لفرض أنماط سلوكية على دول أخرى وحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته".

ودان الرئيس الروسي "الرفض العنيد للنخب الغربية لرؤية الحقائق" و"الهيمنة المراوغة للولايات المتحدة" في فرض عقوبات قاسية على موسكو.

كلام الرئيس فلاديمير بوتين جاء خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، حيث أكد أن عزل روسيا "مستحيل" رغم "حمى العقوبات في الغرب"، مشيدا "بالدور المتزايد" لمنطقة آسيا المحيط الهادئ في العالم، مقابل تقهقر دول غربية.


الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي برئيس المجلس العسكري في ميانمار مين أونج هلاينج في فلاديفوستوك خلال الاجتماع على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي.

علاقات جديدة

وفي مواجهة عزلتها المتزايدة وتدهور علاقاتها مع الغرب، تتّجه موسكو نحو الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، على أمل العثور على أسواق وموردين جدد هناك يحلّون محل ما خسرته بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية.

وفي إشارة إلى هذا التوجّه، أعلن السفير الروسي لدي بكين أندري دينيسوف أن الرئيسين الروسي والصيني سيجتمعان في 15 و16 أيلول/سبتمبر في سمرقند في أوزبكستان بمناسبة قمة إقليمية، حسبما أعلنت الأربعاء وزارة الخارجية الروسية، في أول رحلة لشي جينبينغ إلى الخارج منذ بداية جائحة كوفيد-19.

في هذا السياق، اتخذ منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي، الذي تحدث خلاله بوتين الأربعاء، أهمية استراتيجية لروسيا التي يعاني اقتصادها بسبب العقوبات.

ورغم الدعم السياسي الذي قدّمته الصين لروسيا منذ بداية غزو أوكرانيا واستهلاكها الكبير للوقود الروسي، تجنبت بكين مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات.

ولفت بوتين، في خطاب أمام العديد من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين الآسيويين، إلى أن الشراكات في المنطقة "ستخلق فرصًا جديدة هائلة لشعبنا".

وأضاف "حصلت تغييرات لا رجعة فيها في نظام العلاقات الدولية برمته".

وتحدث بوتين الأربعاء على هامش المنتدى مع رئيس المجلس العسكري البورمي مين أونغ هلاينغ، مرحّبًا بالعلاقات "الإيجابية" بين روسيا وبورما.

ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الروسي في وقت لاحق رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية الشعبية الصيني لي تشانشو، ثالث أعلى مسؤول في الصين.

هذا وتأمل روسيا في تقارب اقتصادي وأمني أكبر مع الصين.

اليوان الصيني
وفي مواجهة "العدوان التكنولوجي والمالي والاقتصادي للغرب"، قال بوتين إنه يتمتّع "بابتعاد (الاقتصاد الروسي) شيئًا فشيئا" عن الدولار واليورو والجنيه الاسترليني أي "العملات غير الموثوق بها"، واقترابه من اليوان الصيني.

الثلاثاء، أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار.

وتابع بوتين "الأغلبية المطلقة من دول منطقة آسيا المحيط الهادئ لا تقبل بالمنطق المدمّر للعقوبات".