الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): أُسندت للناشطة البيئية الشابة فانيسا ناكاتي، وهي سفيرة النوايا الحسنة الأحدث تعييناً ليونيسف، مهمة إعلاء صوت الأطفال الأكثر تضرراً من الاحترار المناخي لكي لا تبقى معاناتهم مجرّد أرقام وإحصاءات.

وتقول الشابة الأوغندية البالغة 25 عاماً في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كنت دائماً أفكر خلال مسيرتي النضالية أنّ لكل طفل قصته الخاصة ليرويها، وأنّ كل قصة تقدم حلاً وكل حلّ قد يساهم في تغيير حياة شخص ما".

ومن خلال إنشاء منظمتها "رايز أب موفمنت" حاذية بذلك حذو الناشطة المناخية السويدية غريتا تونبرغ، ساهمت فانيسا ناكاتي في إنشاء "منصة تهدف إلى إيصال قصص هؤلاء الأطفال".

أطفال متضررون

وتقول من مقر يونيسف التي عينتها أخيراً سفيرة للنوايا الحسنة "آمل في أن أستمر بتحقيق خطوات مماثلة، وإيصال قصص الأطفال الذين التقيتهم في توركانا (إحدى المناطث الكينية) والأطفال في أوغندا وآخرين كثيرين تضرروا من أزمة المناخ في مختلف أنحاء العالم".

وتضيف أن "هدفي يتمثل في إيصال صوتهم لا أن أكون أنا صوتهم، لأنّ لكل واحد منهم صوته وقصته وتجربته".

وتتابع "لكنّ السؤال الفعلي هو (هل مِن أحد يستمع إلى ما نقول؟ أو يوليه اهتماماً)؟".

وزارت الشابة أخيراً مستشفيات ومراكز تغذية تديرها يونيسف في توركانا، وهي منطقة كينية تعرضت على غرار مناطق عدة من القرن الأفريقي، لجفاف حاد أظهر ضعف هذه المنطقة في مواجهة التغيرات المناخية التي يُتوقّع أن تزداد وتيرتها وتصبح أكثر حدة مع الاحترار العالمي.

وتقول ناكاتي "قابلت أطفالاً كثيرين يعانون سوء تغذية حاداً بسبب الجفاف"، مضيفة "أحد الأطفال الذين قابلتهم آنذاك علمت صباح اليوم التالي أنه توفي".

وتؤكد أنّ رؤية هؤلاء الأطفال تتيح "لمَن يقابلهم أن ينتقل من مجرد معرفة إحصائيات عنهم مكتوبة في مقالات، إلى معاينة حقيقة ما يعانونه على الأرض"، معتبرةً أنّ هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى أمهاتهم "يعكسون الصورة الحقيقية لما يحدث فعلياً".

وتشير ناكاتي إلى أن الدليل على ذلك هو أنّ "إفادة عدد أكبر من الأمهات ومساعدة مزيد من الأطفال من خلال توفير علاجات لسوء التغذية لهم، يتطلبان مبالغ إضافية من الأموال".

وتأمل الناشطة حالياً في أن تتمكّن من زيارة مناطق أخرى تعاني أزمات لكي تستمع إلى قصص أطفال آخرين فيها.

تأثيرات التغير المناخي

وتشير اليونيسف إلى أنّ نحو مليار طفل في العالم يعيشون في إحدى الدول الثلاث والثلاثين المصنفة على أنها "تعاني خطراً كبيراً جداً" في مواجهة التأثيرات الناتجة من التغير المناخي.

وفيما يُتوقع أن تتضاعف وتيرة الجفاف والفيضانات والعواصف وموجات الحر نتيجة الاحترار المناخي الذي لا تكفي إجراءات الحكومات للحدّ منه، لا يولي العالم المنشغل بأزمتي أوكرانيا وكوفيد-19 اهتماماً كافياً للقضايا البيئية، بحسب فانيسا ناكاتي التي تعتبر أنّ هذا الأمر "محبط".

إلا أنها ترى أنّ الأزمات التي يواجهها البشر مترابطة وينبغي تالياً حلّها في الوقت نفسه. وتقول "إنها كالـ(بازل)، فإن نقصت قطعة واحدة لن تكتمل الصورة مطلقاً".

وتتابع أنّ "الزعماء في العالم ينبغي أن يفهموا أنّ الأرض هي بمثابة منزل لنا جميعاً، وعلينا أنّ نتأكد من أنّ سقفه بحالة جيدة وليس هنالك أي ثقب فيه، لأنّ أي تسرب من أي جزء سيؤثر في النهاية على جميع الموجودين فيه، ربما ليس فوراً لكن في النهاية إنّ الجميع سيتضررون".