إيلاف من لندن: اكد العراق الثلاثاء دعمه للسعودية في مواجهة الضغوط الاميركية بسبب تخفيض منظمة أوبك لانتاجها وشدد على رفض سياسة التهديد والوعيد.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان مساء اليوم تابعته "ايلاف" إن تخفيض مجموعة أوبك بلس للانتاج مؤخرا مرتبط باستقرار السوق ومتطلباته. واشارت الى إنها "تتابع ردود الأفعال على قرار منظمة أوبك بلس بشأن تخفيض إنتاج النفط وما عكسه القرار من تجاذبات وتؤكد أن المسار الذي تم الإرتكان إليه داخل المنظمة يعبر عن رؤية فنية مرتبطة باستقرار أسواق النفط ومتطلباته وتنظيم عملية العرض والطلب وحماية مصالح المنتجين والمستهلكين على أسس فنية وفي سياقها الاقتصادي وباتفاق جماعي بين دول اوبك بلس".

وشددت الوزارة على رفض "أي سياسة هادفة إلى التهديد أو الضغط".. وأكدت على دعم العراق لموقف المنظمة ولاسيما المملكة العربيَّة السعوديَّة الشقيقة".

وبينت انه في هذا الصدد فأنها تدعو إلى ضرورة معالجة كل خلاف يعنى بهذه القضية عبر السبل الطبيعية وفي سياق الحوار المباشر المتوازن وبما يعكس أهمية الشراكة الدولية في جهود تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

جاء الموقف العراقي بعد أن أيد أعضاء مجموعة منتجي النفط الخفض الحاد لأهداف الإنتاج المتفق عليها هذا الشهر بعد أن اتهم البيت الأبيض السعودية بدفع بعض الدول الأخرى إلى دعم الخطوة وهو ما نفته الرياض.

قرار خفض الانتاج تم بالاجماع

في وقت سابق اليوم أكدت وزارة الخارجية الكويتية أن "الكويت تؤكد أن قرار "أوبك+" بخفض الإنتاج جاء بالإجماع ومبنياً على دراسات اقتصادية خالصة".

من جهته قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن "أوبك+" اتخذت الخيار الفني الصحيح عندما وافقت على خفض الإنتاج واتخذت القرار بالإجماع دون أن تكون له علاقة بالسياسة".

أضاف المزروعي لوسائل الإعلام "نثق تماماً ونؤمن بالمصداقية الفنية لأوبك وأوبك+. نلتقي دائما ونناقش الحقائق بناء على تحليلنا للسوق وكيف يمكننا جميعاً المساهمة في اتخاذ الإجراءات الصحيحة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب. هذا القرار يتُخذ دائما بالإجماع، والقرار الأحدث اتُخذ بالمنطق ذاته". وأضاف "أود أن أكرر أنه لا علاقة للسياسة بأي قرار نتخذه في أوبك".

وأوضح المزروعي إن القرار جعل الأسعار تستقر بدلاً من أن ترتفع فقط .. مضيفاً أن الافتقار إلى الاستقرار يؤدى إلى هروب المستثمرين معبرا عن القلق من فقدان العديد من منتجي النفط لقدراتهم الإنتاجية بسبب نقص الاستثمار.

في السودان، قالت وزارة الخارجية اليوم في بيان إن الخرطوم تؤكد أن قرار تخفيض إنتاج النفط بمليوني برميل يومياً الصادر عن تحالف أوبك+ جاء بالتوافق والإجماع بين جميع الدول الأعضاء.

وأضافت أن السودان العضو في التحالف "يدعم الموقف الذي عبرت عنه السعودية بأن قرارات التحالف تبنى على اعتبارات اقتصادية بحتة وعلى حقائق العرض والطلب، بما يحقق استقرار أسواق الطاقة ويخدم مصالح جميع المتعاملين فيها".

خفض الانتاج منع حدوث أزمة

على الصعيد نفسه قال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في مؤتمر للطاقة في كيب تاون بجنوب افريقيا الثلاثاء إن مجموعة "أوبك+" المنتجة للنفط تحركت لخفض الإنتاج لمنع حدوث أزمة في وقت لاحق ووقف موجة من التقلبات.

وأضاف في مؤتمر أسبوع الطاقة الافريقي أن احتياطيات النفط والغاز في إفريقيا ستكون مطلوبة، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بشكل كبير بحلول عام 2045.

يشار الى انه قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في تشرين الثاني نوفمبر المقبل فقد واجهت هذه الخطوة انتقادات حادة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي قالت إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية ستواجه "عواقب" بعد إعلان القرار.. واعتبرت أن الخفض سيُعزز أرباح روسيا الخارجية ويقلل من فعالية العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.

في السادس من الشهر الحالي قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الإدارة الأميركية تدرس "عددا من خيارات الرد" بشأن العلاقات الأميركية السعودية بعد قرار منظمة أوبك بلس بخفض إنتاج النفط. ووصف قرار "أوبك بلس" بخفض إنتاج النفط بأنه "قصير النظر ومخيب للآمال".

يعد تخفيض اوبك إنتاجها بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من الشهر المقبل نوفمبر هو الاكبر منذ خفض بداية ظهور وباء كورونا.

ومن جانبه أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مؤتمر صحافي للمنظمة الأربعاء الماضي أن "أوبك + مهتمة بالوفاء بالتزاماتها التي قطعتها تجاه الاقتصاد العالمي.. وشدد بالقول أنها "ستبقى قوة محورية في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي".