قال مركز تنسيق اتفاقية تصدير الحبوب في البحر الأسود، الذي تقوده الأمم المتحدة، إن ثلاث سفن أخرى غادرت الموانئ الأوكرانية اليوم الثلاثاء، على الرغم من القرار الروسي بتعليق دعمها للاتفاقية.

وأضاف المركز أن حركة السفن تمت بموافقة أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، بينما "تم إبلاغ روسيا".

ويوم الاثنين، أبحرت 12 سفينة تحمل 354500 طن من المواد الغذائية من أوكرانيا.

وأوقفت روسيا، السبت، دعمها للاتفاق، متهمة أوكرانيا باستخدام الممر الآمن لمهاجمة أسطولها.

وتقول الأمم المتحدة إنه لم تكن هناك سفن في الممر المائي في تلك الليلة.

ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في شبه جزيرة القرم والتي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بـ "ابتزاز العالم بالجوع"، وهو ادعاء تنفيه روسيا.

ولم يقدم مركز التنسيق، ومقره اسطنبول، بعد تفاصيل عن الشحنة المحملة على السفن الثلاث التي غادرت أوكرانيا الثلاثاء.

ولم تعلق روسيا علنا على هذا الموضوع.

ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم الإدارة العسكرية لأوديسا قوله إن شحنات يوم الاثنين تعد كمية صادرات قياسية ليوم واحد منذ بدء سريان اتفاقية الحبوب.

وأضافت الوزارة أن إحدى السفن التي تحمل 40 ألف طن من الحبوب كانت متجهة إلى إثيوبيا، حيث يوجد هناك "إمكانية حقيقية لمجاعة جماعية".

وفرض الأسطول البحري لروسيا، بعد غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، حصارا على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ما أدى إلى وقوف تصدير حوالى 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية المعدة للنقل، إلى جانب مواد غذائية أخرى مثل الذرة وزيت عباد الشمس.

وفي يوليو/ تموز الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، ما سهل استئناف صادرات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، يوم الإثنين، إن الاتفاق عُلق، مشيرا إلى الهجوم "الضخم" بطائرة بدون طيار على أسطول بلاده في ميناء سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم، الذي يزعم أن كييف مسؤولة عنه.

خريطة
BBC

وأضاف أنه يجب ضمان السلامة البحرية، ووصف تنفيذ صادرات الحبوب في ظل هذه الظروف بأنه أمر محفوف بالمخاطر.

وقال بوتين في خطاب متلفز "يجب أن تضمن أوكرانيا عدم وجود تهديدات للسفن المدنية".

ولم تعترف كييف بمسؤوليتها عن هجوم سيفاستوبول، قائلة إن موسكو خططت منذ فترة طويلة للتخلي عن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، واستخدمت الهجوم كذريعة للقيام بذلك.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين إنه "في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الشحن في هذه المناطق، فإن مثل هذه الصفقة بالكاد تكون مجدية، وتتخذ طابعا مختلفا - أكثر مخاطرة وخطورة ، وباتت غير مضمونة".

وأدانت الولايات المتحدة انسحاب روسيا من الاتفاق، وقالت إن موسكو "تستخدم الغذاء سلاحا".

وحث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، روسيا على التراجع عن قرارها، محذرا من أن تعريض تصدير الحبوب والأسمدة للخطر سيؤثر على أزمة الغذاء العالمية.

ورفض السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الاتهامات بأن بلاده مسؤولة عن تفاقم أزمة الغذاء العالمية، قائلا إنه من غير العدل انتقاد روسيا.