دعا رئيس تحالف قوى الدولة العراقية الجمعة السوداني الى معالجة حازمة وجريئة وسريعة لستة ملفات مهمة، واعتبر بطولة خليجي-25 بداية موفقة لعودة العراق إلى اشقائه العرب.

إيلاف من لندن: أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم دعم تياره السياسي لحكومة محمد شياع السوداني الحالية، على الرغم من عدم مشاركته فيها، مستدركا بالقول في احتفال جماهيري بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) أقيم لمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال عمه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي سابقا، إن عليها اتخاذ اجراءات سريعة وحازمة وجريئة لمعالجة ستة ملفات ملحة، منوها الى انه عقد مع هذه الحكومة عقد الداعم والساند والمراقب.

وكان رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية العراقية سابقا محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي قد اغتيل بداية شهر رجب 1424 للهجرة المصادف 29 أغسطس 2003 بتفجير ضخم لسيارة مفخخة استهدفه بعد خروجه من ضريح الامام علي، حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة، بعد أيام من عودته الى العراق من منفاه في ايران اثر سقوط النظام السابق، وراح ضحية الانفجار 83 شخصاً.

الحكيم متحدثا في تجمع جماهيري في النجف الجمعة 20 يماير مطالبا حكومة السوداني بمعالجة سريعة وجريئة لستة ملفات ملحة

تهريب الدولار ومكافحة الفساد

شدد الحكيم خلال كلمة على ضرورة تكثيف الحكومة جهودها القانونية والقضائية في مجال مكافحة الفساد، والحد من عمليات تهريب الأموال وما يتبعها من عدم استقرار العملة العراقية تجاه الدولار، والكشف عن الجهات الداعمة والمستفيدة من ذلك، مشددا بالقول: "لا أحد فوق القانون ولا يمكن السماح بذلك مهما كلفنا من ثمن".

انتخابات الحكومات المحلية

كما طالب الحكومة بالتركيز على إنجاز مشاريع البنى التحتية والإستراتيجية، والتهيئة السليمة والصحيحة لإجراء انتخابات مجالس المحافظات (مقررة في اكتوبر المقبل بحسب المنهاج الوزاري لحكومة السوداني) من حيث إقرار القانون العادل والإجراءات التنفيذية الضامنة لانتخابات نزيهة وشفافة، مبينا انه لا يمكن تطوير وإصلاح الواقع المحلي لجميع المحافظات من دون انتخابات حرة ونزيهة يرى فيها جميع العراقيين فرصهم المتساوية والعادلة.

كما دعا "السلطتين التنفيذية والتشريعية الى التفكير بجدية في إمكانية عودة المجالس البلدية بآليات صحيحة تفيد من أخطاء الأمس ولا ترهق كاهل الدولة، وتفتح المجال للعمل الطوعي المجتمعي في خدمة الأقضية والنواحي، لنجعل التنافس الانتخابي المحلي والاتحادي عبر الخدمة المجتمعية في الأقضية والنواحي، ولتكون المجالس نافذة حقيقية لاختبار المؤهلين لأي مهمة انتخابية او سياسية أو تنفيذية.

واكد ضرورة "تشجيع ثقافة الخدمة المجتمعية وجعلها أولى معايير الاختيار للمناصب التنفيذية والمواقع السياسية"، منوها الى ان هناك الكثير من تجارب الشعوب والدول الناجحة في هذا المجال للإفادة من آلياتها بما يلائم الواقع والبيئة في العراق.

مكافحة المخدرات.. والبطالة

عن مكافحة المخدرات التي قال انها باتت تنخر في مجتمعنا وشبابنا بقوة، شدد الحكيم على انها بحاجة الى جهود تضامنية تبدأ من وقاية المجتمع بمخاطر هذه الآفة مروراً بتجفيف منابع الجريمة ومعاقبة المتاجرين وانتهاء بعلاج المتعاطين، ما يتطلب مضاعفة الجهد الحكومي في هذا الملف الحساس.

وأكد أيضا أهمية معالجة البطالة واستيعاب الطاقات الشبابية العاطلة عن العمل عبر المزيد من الاجراءات الفاعلة في القطاع العام و الخاص لتشغيل وتفعيل أكبر قدر ممكن من الأيادي العاملة في البلد.

وقال: "تواجه الأسر العراقية اليوم أزمة شبابنا العاطلين عن العمل والمعطلين عن مراحل حياتهم الطبيعية من تأسيس الأسرة والاستقلال المالي و الاستقرار الوظيفي".

الشباب وعصابات الجريمة

حذر الحكيم من مخاطر هذا التعطيل من امكانية انجراف الشباب نحو المخدرات أو عصابات الجريمة، مطالباً "بالعمل الجاد على توفير الحلول السريعة والمجدية لهذه المعضلة واستثمار طاقات الشباب في بناء وطنهم ومجتمعهم".

وفي ما يخص مشكلة السكن، طالب الحكيم بمعالجتها من خلال تمليك الأراضي وتوفير البنى التحتية للمناطق السكنية الجديدة عبر تقنينها وايصال الخدمات لها، وإنجاز المجمعات السكنية الاستثمارية منخفضة الكلفة، منوها الى إن "امتلاك كل أسرة عراقية لقطعة أرض مناسبة للسكن تمثل جزءاً من حقوقها وكرامتها وانتمائها لوطنها".

كما شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الظروف المعيشية والصحية للمتقاعدين الذين بذلوا حياتهم وشبابهم وسلامتهم لهذا الوطن وخدمته، ومن حقهم على دولتهم أن تكرمهم و تحفظ لهم حقوقهم وتضمن استقرارهم.

كما دعا الحكومة الى متابعة شؤون الفقراء وأصحاب الدخل المحدود ممن يعانون ظروفاً حياتية صعبة، وحث الحكومة على اتخاذ حزمة من الاجراءات العاجلة الكفيلة بمكافحة الفقر ومناصرة الفقراء.

ونوه الى ان عوائل الشهداء و الجرحى يستحقون مزيداً من العناية والمتابعة والاهتمام وتفعيل القوانين والتعليمات ذات الصلة بمنحهم قطع الأراضي و التسهيلات والخدمات الأساسية.

العمل على شراكات أقليمية

في ما يخص العلاقات الخارجية، طالب الحكيم الحكومة بتعزيز العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية والعلمية مع دول الجوار والمنطقة والعالم بما يخدم مصالح العراق أولا، وبما يعزز نموه ورخاء دول المنطقة والعالم وشعوبها، ويساهم في انشاء شراكات إقليمية ودولية متوازنة تؤسس الى استقرار المنطقة وتبعدها عن شبح الخلافات والتناحر الذي ابتلينا به لعقود طويلة.

وقال رئيس تحالف قوى الدولة في الختام: "لقد استبشرنا كثيرا بنجاح بطولة كأس الخليج بدورتها الخامسة والعشرين في البصرة"، معتبرا انها بداية موفقة لعودة المياه إلى مجاريها مع خليجنا وأهلنا وأشقائنا العرب.

وكانت بطولة الخليج العربي 25 التي افتتحت في مدينة البصرة العراقية الجنوبية بمشاركة ثمان دول عربية خليجية في 6 من الشهر الحالي قد اختتمت الخميس بفوز المنتخب العراقي على نظيره العماني 3-2 وتتويجه بطلا للمرة الرابعة.