إيلاف من لندن: عاد مرض الحمى النزفية ليضرب مناطق عراقية وخاصة الجنوبية منها هذه الأيام ليودي بحياة 13 مواطناً ويصيب 96 آخرين وسط مخاوف من انتشار رقعة اصاباته بشكل أوسع.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية الاحد ارتفاع حصيلة إصابات مرض الحمى النزفية منذ بداية العام الحالي إلى 95 بينها 13 حالة وفاة وخاصة في محافظة ذي قار الجنوبية.
وأكد المتحدث باسم الوزارة سيف البدر الى ان هذه المحافظة شهدت تسجيل النسبة الأعلى من الإصابات بلغت 28 تليها محافظات جنوبية أخرى هي البصرة بـ 16 إصابة ثم ميسان والنجف الأشرف وفي كل منهما 8 إصابات ثم المثنى بـ 6 إصابات .. موضحًا في تصريح بثه الاعلام الرسمي وتابعته "ايلاف" أن 9 إصابات بالمرض ظهرت في العاصمة بغداد وفي محافظة صلاح الدين الغربية 5 إصابات وديالى شمال شرق 4 إصابات ثم أيضاً بمحافظات الجنوب الأخرى: الديوانية وبابل بثلاث إصابات لكل منهما وكربلاء وواسط إصابتان لكل منهما وإصابة واحدة في الأنبار الغربية.

13 وفاة
وكشف المسؤول الصحي عن تسجيل 13 وفاة بالمرض منها 6 في ذي قار وواحدة في كل من النجف والمثنى وبغداد وديالى والديوانية وبابل وكربلاء.
وأوضح أن الأشخاص الأكثر إصابة بالمرض هم "مربو الماشية كالأبقار والأغنام والماعز وغيرهم وكذلك العاملون في محال الجزارة (القصابون)".
وحذر من أن ذلك لا يعني عدم إمكانية إصابة فئات أخرى حيث أن الفئات الأكثر تماسّاً مع الحيوان أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة بها أو بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة.
وبين أن"الوسيلة الأكثر شيوعاً لانتقال المرض من خلال حشرة ناقلة هي (القراد) التي تلتصق بجلد الماشية".. محذراً من أن هذا المرض معدٍ وينتقل إلى الإنسان من خلال التماس القريب مع المصاب أو أدواته أو مع اللحوم المصابة.


حملات صحية استباقية على محلات الجزارة للتأكد من التزامها بالتعليمات اللازمة للوقاية من مرض الحمى النزفية (وزارة الصحة)

وجاءت هذه الحصيلة من الإصابات والوفيات بمرض الحمى النزفية بعد أن كانت البلاد قد شهد العام الماضي حوالى 200 أصابة و32 وفاة بالمرض.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية وقتها عن ارتفاع إصابات ووفيات الحمى النزفية في البلاد يتسجيل 194 إصابة منها 32 حالة وفاة حيث يثير هذا المرض الفيروسي قلقاً دولياً إذ يتسم بظهور مفاجئ وتكون أعراضه ألماً في العضلات والمفاصل وارتفاع درجات الحرارة ونزيفاً وصدمة جراء فقد الدم.

ردهات عزل واجراءات مشددة
ولمواجهة تصاعد الإصابات بالحمى النزفية فقد خصصت وزارة الصحة ردهات عزل في المستشفيات واتخذت إجراءات مشددة لمواجهة المرض خاصة مع عدم وجود دواء لمعالجته إذ تقتصر على الحماية منه والعمل على عدم انتقاله فقط.
وفي تعميم على مستشفياتها في أنحاء البلاد اطلعت عليه "ايلاف" فقد وجهت وزارة الصحة بتخصيص ردهات عزل خاصة تحتوى على مستلزمات العناية المركزة بأجهزتها وأدويتها المنقذة للحياة وتسمية ملاك طبي وصحي ساند للعمل في تلك الردهات.
كما باشرت الوزارة حملات توعية في محافظات جنوب البلاد تستهدف محال الجزارين في الأسواق والتأكيد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء التجهيزات الطبية الوقائية الموصى بها للوقاية من المرض فضلاً عن محاسبة الجزارين بضرورة وجود الإجازات الرسمية لمحلاتهم.

ثلاثة إجراءات لمواجهة المرض
ويشير متخصصون صحيون عراقيون الى ان هناك ثلاثة إجراءات للحد من انتشار هذا المرض الأول هو قيام البيطرة بحملات واسعة لرش المبيدات في حظائر الحيوانات ومنازل المصابين وجيرانهم الملامسين، إضافة الى عملية تقطيف الحيوانات بالمبيدات اذ أن هذه الاجراءات كفيلة بقتل الحشرات الناقلة وهي حشرة القرادة وبذلك تنتهي سلسلة النقل.
أما الإجراء الثاني فيقع على عاتق وزارة الداخلية بأن تمنع تنقل الحيوانات من محافظة الى أخرى وكذلك التنقل داخل المحافظة الواحدة لكي لا يتنشر المرض.. فيما يشدد الإجراء الثالث على منع الجزر العشوائي لان هذا واحد من أهم أسباب انتقال المرض أضافة إلى أهمية توعية المواطنين كافة في التعامل مع اللحوم .
ودعا المتخصصون ربات المنازل إلى "إتخاذ اجراءات وقائية بلبس الكفوف أولاً والحذر من جرح اليد أثناء التعامل مع اللحوم والامتناع عن ملامسة العين خلال ذلك لأنه ممكن أن ينتقل من الحيوان المصاب الى الجرح الموجود باليد أو من خلال ملامسة العين".

مرض فيروسي.. ولا علاج
يذكر أن الحمى النزفية مرض فيروسي ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص آخر وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمئة حسب منظمة الصحة العالمية.
كما أنه مرض فيروسي متوطن بسبب الإصابة بفيروس (حمى القرم-الكونغولية) وهو موجود ليس في العراق فقط وإنما بالمنطقة عامة وتسجل إصابات محدودة بشكل سنوي منذ عقود وقد تؤدي الى حالات وفاة .
ويقولون أن "الأعراض الاولية الخاصة بالمرض هي الحمى وآلام متفرقة من الجسم، وربما تسجل آلام في البطن".. و"عند تطور المرض في مرحلة لاحقة قد تصل إلى النزف من فتحات الجسم مثل العين أو الأذن أو الأنف إضافة الى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فشل الكلى وفشل الكبد وفشل عدة أجهزة بالجسم وقد تؤدي الى الوفاة".
ويؤكد المتخصصون الصحيون عدم وجود لقاح لهذا المرض للإنسان أو الحيوان أو علاج معين لمعظم أنواع الحمى النزفية الفيروسية فقد يساعد عقارا "ريبافيرين" و"فيرازول" على تقصير مسار بعض أنواع العدوى ومنع حدوث مضاعفات في بعض الحالات.