ايلاف من لندن: بعد أيام من اعتداء سيدتين على ثلاثة ضباط مرور في بغداد، اعتدى ضابط كبير وعناصر حمايته الجمعة على الملاكات الطبية لمستشفى في بغداد سبقه اعتداء مماثل لنجل قائد مليشياوي في مستشفى ثان.
واليوم قالت وزارة الصحة العراقية أن ضابطاً برتبة كبيرة في وزارة الدفاع وأفراد حمايته قد اعتدوا على ملاكات مستشفى ابن الخطيب في بغداد معتبرةً ما جرى هو تعدي سافر مؤكدة مضيها بالإجراءات القانونية بحق المعتدين.
ودانت الوزارة في بيان اليوم تابعته "إيلاف" "بأشد عبارات الإدانة والاستنكار التعدي الذي طال ملاكات المستشفى" منوهة إلى أن ما جرى هو وفاة امرأة بالحمى النزفية راقدة في مستشفى ابن الخطيب وبعد إكمال إجراءاتها الإدارية والفنية من أوراق رسمية وكيس معفرات وأثناء التوثيق الأصولي لغرض رفعه إلى دائرة الصحة العامة من قبل أحد الممرضين فوجئ هذا بالاعتداء عليه بالضرب من قبل ذوي المتوفية بحضور والدهم الضابط برتبة كبيرة في وزارة الدفاع وعناصر حمايته من دون سابق إنذار أو مقدمات.
وأكدت الوزارة أنها ماضية بالإجراءات القانونية بحق المعتدين ولن تتهاون بالأمر بأي اعتداء يطال مؤسساتها وملاكاتها بجميع الاختصاصات وستكون السد المنيع لهم ولحقوقهم.
ودعت الوزارة جميع الجهات المعنية إلى التعاون معها في حماية ملاكاتها الذين يبذلون جهود مضنية لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين ومنع تكرار تلك الاعتداءات.
ولحد الساعة الثامنة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي لم يصدر أي تعقيب من السلطات العراقية وخاصة وزارة الدفاع التي ينتمي إليها الضابط على حادث الاعتداء.

اعتداء من قبل قائد مليشياوي
وجاء اعتداء اليوم على الملاكات الطبية في مستشفى الخطيب بعد يومين من اعتداء مجموعة خارجة عن القانون الجمعة على أمن مستشفى البنوك الأهلي في بغداد عندما حاول الأمن منعهم من دخول ردهة النساء.
وقد تعرض العناصر الأمنيون إلى الضرب المبرح وهو ما تسبب بإصابة عدد منهم بجروح وكدمات وكسر أنف أحدهم فيما تعرض آخر إلى طعنات بسكاكين أحيلوا إثر ذلك إلى المستشفى للعلاج.
وقال ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي أن حمودي ابن جواد الطليباوي المتحدث باسم ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي المرتبطة بإيران فكراً وتسليحاً قام هو ومجموعته باعتداء على حرس مستشفى البنوك الأهلي بعد منعهم من دخول ردهة النساء.
وعقبوا على الحادث بالقول "نعم إن الدولة دولتهم والكاع (الأرض) كاعهم والمستشفيات مالتهم واحنا نزل (مقيمون) عندهم".
وجاء الاعتداءان بعد أسبوع من اعتداء سيدتين الأسبوع الماضي على ثلاثة ضباط مرور لإصدارهم ضبط تغريم لهما لإيقاف سيارتهما في مكان ممنوع أعاق حركة السير ثم قام النائب بهاء النوري الناطق باسم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي بمنع القبض عليهما واصطحبهما بسيارته قبل أن تعتقلهما السلطات بعد ذلك.

عقوبة المعتدين على موظفي الدولة
يشار إلى أن القانون العراقي يفرض عقوبات على كل من يعتدي على موظف حكومي في أثناء أدائه واجبه ومنهم الأطباء تصل الى السجن ثلاث سنوات.
وبحسب إحصاءات رسمية فإن 72 ألف طبيب عراقي ما زالوا خارج البلاد ودفعتهم الظروف الأمنية والتهديدات التي تعرضوا لها خلال السنوات الاخيرة إلى الهجرة إذ إن عدد الأطباء الاستشاريين ممن يقيمون في العاصمة البريطانية لندن وحدها يقدر بنحو 4 آلاف طبيب
أما في عموم بريطانيا، فعددهم يبلغ 60 ألف طبيب كما تشير مصادر عراقية.
أما في دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة وأستراليا ودول الخليج فهناك حوالى 12 ألف طبيب في وقت يعاني فيه العراق من نقص في أعداد الأطباء الاستشاريين.
يشار الى أنه طالما توجه انتقادات إلى الجهات المسؤولة لعدم توفيرها الحماية اللازمة للكوادر الطبية وعدم تأمين أجواء صحية للعمل في المستشفيات والحفاظ على كرامة الأطباء ما دعا وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الأمنية الى تشديد الحماية داخل المستشفيات والتوعد بالتعامل بحزم واعتقال كل من يعتدي على طبيب وإحالته إلى القضاء.