إيلاف من لندن: إنه فجر جديد، ومع هبوط المركبة الفضائية (تشاندريان 3)على القطب الجنوبي للقمر، فإن الهند صنعت التاريخ.
وحققت الهند، بهذا الانجاز ما لم تكن حققته الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفياتي، حين هبطت على سطح القمر، حيث لم تنجح أي منها في الوصول إلى القطب الجنوبي، بينما نجحت الهند بتحقيق ذلك.

إنجاز بشري
وقالت تقارير إن الإنجاز التاريخي، ليس فقط لبرنامج الفضاء في الهند، ولكن أيضًا لجهود البشرية لاستكشاف الكون.
وقد اتضحت صعوبة القيام بذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما تحطمت مركبة روسية خلال محاولتها، مما يعني أن الباب ظل مفتوحا أمام الهند لوضع معيار جديد لاستكشاف القمر.
ويُعتقد أن الحفر المظللة في القطب الجنوبي تحتوي على جليد مائي يمكن أن يدعم قاعدة مستقبلية على القمر، مما يسمح لرواد الفضاء والعلماء بالعمل هناك لفترات طويلة.
وكانت وكالات الفضاء، بما في ذلك وكالة ناسا، اكتشفت وجود مياه متجمدة في حفر القطب الجنوبي للقمر من قبل، ولكن لم تغامر أي دولة فعليًا بالدخول إلى المنطقة.

استخدامات الجليد
وإذا كان الجليد موجودًا بالفعل على سطح القمر، فمن الممكن استخدامه للوقود والأكسجين ومياه الشرب، وتقديم نظرة ثاقبة للبراكين القمرية الماضية وأصول محيطاتنا.
ويقع القطب الجنوبي على مسافة طويلة من منطقة القمر التي استهدفتها معظم المهام السابقة، بما في ذلك هبوط أبولو المأهول منذ عقود مضت.
وأحد التحديات التي تواجه وكالات الفضاء هو أن القطب الجنوبي للقمر يتميز بتضاريس وعرة للغاية، مع وجود خنادق عميقة والكثير من الحفر.

مهمة قصيرة ممتعة
وقالت تقارير علمية إن مهمة ((تشاندريان 3-Chandrayaan3) ستون قصيرة، ولكنها ستكون ممتعة، حيث سيظل القمر الاصطناعي فعالا لمدة أسبوعين فقط، وسيجري خلالهما سلسلة من التجارب لتحديد التركيب المعدني لسطح القمر.
سيتم تنفيذ الكثير من العمل بواسطة مركبة فضائية، والتي سيتم نشرها بواسطة مركبة الهبوط التي يبلغ ارتفاعها مترين.
وسيكون الوقت الذي تستغرقه رحلة Chandrayaan-3 على القمر أقل بكثير من الوقت الذي استغرقته للوصول إلى هناك، بعد إطلاقها من ميناء أندرا براديش الفضائي الهندي على صاروخ LVM3 M4 في 14 يوليو.

غيرة روسية
وإلى ذلك، فإنه مع النجاح الهندي، فمن المرجح أن تشعر روسيا بالغيرة الشديدة، بعد أن بدت عازمة على التغلب على الهند. وفي الولايات المتحدة، قال رئيس وكالة ناسا، بيل نيلسون، إنه "يتطلع" إلى ما يمكن تعلمه من المهمة.

وتخطط الوكالة الأميركية لرحلتها الخاصة إلى سطح القطب الجنوبي للقمر، كما هو الحال مع الصين، بعد أن اكتفت بالاستكشاف باستخدام المجسات.
وقامت وكالة ناسا بالتنسيق مع الهند من قبل، حيث أرسلت معدات إلى القمر على متن المركبة تشاندرايان-1 في عام 2009 والتي رصدت المياه. وفي العام نفسه، عثر أحد مجساته أيضًا على جليد مائي تحت سطح القطب الجنوبي.
وفي السنوات المقبلة، من المرجح أيضًا أن تحاول الشركات الخاصة استكشاف القمر، ويأمل رئيس الوزراء الهندي مودي أن يؤدي الهبوط الناجح يوم الأربعاء إلى دفع المزيد من الشركات الهندية إلى الاستثمار في الفضاء.