تعرضت مدرسة الفاخورة التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في مخيم جباليا بقطاع غزة، لقصف إسرائيلي السبت.

وقال مسؤول في وزارة الصحة في غزة إن عشرات الأشخاص قتلوا جراء القصف - قتل بعضهم وهم نيام.

وقالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي، في مكالمة مع بي بي سي إن حصيلة القتلى هي 24 على الأقل.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه "على علم بالحادث" وإنه "قيد المراجعة"، دون مزيد من التعليق.

ودعا مفوّض وكالة الأونروا، فيليب لازاريني، عبر منصة (إكس) إلى توقف هذه الهجمات فورا، وأشار إلى "صور وتقارير مروعة عن عشرات القتلى والجرحى، في مدرسة أخرى للأونروا تأوي آلاف الناس في شمال قطاع غزة".

وقال لازاريني في تغريدة أخرى إنه وخلال الـ24 ساعة الماضية، إسرائيل قصفت مدرستين تابعتين للأونروا بهما عائلات من النازحين والمُهجّرين.

منذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تعمل الأونروا على توفير إحداثيات منشآتها للأطراف المعنية بشكل يومي، بهدف تجنيبها القصف، ويكون الرد من إسرائيل إنه "قد تسلمنا الإحداثيات ونفعل ما في وسعنا من أجل ذلك".

ما هي مدارس الأونروا في غزة؟

علم الأمم المتحدة
Getty Images
يأمل المدنيون الفلسطينييون في الحماية داخل المدارس والمنشآت التي تحمل علم الأمم المتحدة

يوجد في قطاع غزة 183 مدرسة تديرها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، تقدم الخدمة لما يقرب من 300 ألف طالب وطالبة.

وبسبب نقص التمويل، تعمل تلك المدارس فوق طاقتها، حيث إن 63 في المئة منها تعمل بنظام الفترتين ويستضيف المبنى الواحد مدرسة وطلابها في الفترة الصباحية، ومدرسة أخرى بطلاب مختلفين في الفترة المسائية، بينما تعمل 7 في المئة منها بنظام الثلاث فترات.

وإلى جانب خدمات التعليم الأساسي، توفر الأونروا أيضا فرصا تدريبية مهنية وفنية لحوالي 1000 طالب سنويا، في مراكزها التدريبية في غزة وخان يونس، وهي تستهدف الطلاب ضعيفي التحصيل الأشد فقرا والأكثر عرضة للمخاطر.

ماذا حدث منذ بداية الحرب؟

نظرا لتكرر الحروب في قطاع غزة ونزوح المدنيين إلى مدارس ومنشآت الأونروا التي تحمل علم الأمم المتحدة، طلبا للحماية من القصف الإسرائيلي، فإن المنظمة في العادة تجهز عددا كبيرا من المدارس لتحويلها إلى ملاجئ، عبر تزويدها بأنظمة تساعد على المعيشة، مثل زيادة عدد الحمامات وتوفير مستلزمات وأغطية لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين.

قبل الأزمة الحالية، كانت المنظمة قد جهزت بالفعل نحو 80 مدرسة يمكن تحويلها إلى ملاجئ لتستقبل نحو 250 ألف نازح.

لكن مع اندلاع الحرب حدث نزوح هائل من النصف الشمالي للقطاع إلى الجنوب، وتدفق الناس تلقائيا على نحو 154 منشأة – تتضمن مدارس ومخازن ومراكز صحية – تابعة للمنظمة الأممية.

وقالت تمارا الرفاعي لبي بي سي إن تلك المنشآت استقبلت نحو 820 ألف نازح، على الرغم من أن أغلبها لم يكن مجهزا لذلك الغرض.

وتعرض نحو 67 منشأة لأضرار مباشرة وغير مباشرة، جراء 85 حادث قصف منذ بداية الحرب من بينها 17 حادث قصف مباشر، حسبما ذكرت المتحدثة.

مدرسة الفاخورة
AFP
مدرسة الفاخورة. التقطت الصورة يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023

حصيلة القتلى

تقول تمارا الرفاعي إن المنظمة أحصت ما لا يقل عن 176 شخص قتلوا داخل منشآت الأونروا، و778 أصيبوا منذ بداية الحرب حتى هذه اللحظة، وكان آخرها في مدرسة الفاخورة التي قتل فيها 24 شخصا، السبت، بينما كان يوجد فيها نحو 7000 نازح.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدرسة الفاخورة للقصف، إذ تعرضت لقصف سابق في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

أما عن حصيلة القتلى بين موظفي الأونروا أنفسهم، قالت المتحدثة إنها بلغت 104 موظف جميعهم فلسطينيون، بينما لم يتم إحصاء الجرحى بينهم بعد.

تعطل الدراسة

الدراسة متوقفة تماما في مدارس الأونروا – وغيرها – بسبب الحرب، وتخشى المنظمة من مشكلة سوف تواجهها بعد انتهاء الحرب، وهي فقدان التلاميذ لعام دراسي إضافي فضلا عن عامين فُقدا بسبب وباء كوفيد.

واختتمت المتحدثة باسم الأونروا حوارها مع بي بي سي بتوجيه "دعوة حازمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لتجنب المزيد من الثمن الباهظ لهذه الحرب".

وأضافت: "أي حديث عن هدنة إنسانية أو ممرات إغاثة إنسانية لا يرقى لمستوى الكارثة التي يشهدها القطاع. يجب أن تتوقف هذه الحرب".