إيلاف من دبي: توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2 في المئة في الربع الحالي من عام 2023، مع تشريد مئات الآلاف من العمال بسبب الحرب مع حماس أو استدعائهم للاحتياط.
كان نحو 20 في المئة من قوة العمل الإسرائيلية مفقودة من سوق العمل في أكتوبر، مقارنة بـ 3 في المئة قبل بدء القتال، وفقًا لتقرير صادر عن مركز تاوب لدراسات السياسة الاجتماعية في إسرائيل. وبحسب التقرير، يعكس الارتفاع الكبير في معدلات البطالة حقيقة أن نحو 900 ألف شخص تم استدعاؤهم للقتال، وبقوا في منازلهم لرعاية الأطفال بسبب إغلاق المدارس، أو إجلاءهم من البلدات القريبة من الحدود مع لبنان وغزة، أو لم يتمكنوا من العمل بسبب الأضرار المادية التي لحقت بالمؤسسات.
منذ أكتوبر الماضي، تمكن بعض الطلاب من العودة إلى المدرسة، وتمكن بعض الإسرائيليين النازحين من العمل عن بعد. مع ذلك، التداعيات الاقتصادية لمثل هذا الاضطراب يمكن أن تكون كبيرة، خصوصًا مع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق.
أقل من المتوقع
تقول الصحيفة: "توقعات النمو في العام المقبل أقل مما كان مقدرًا في السابق لكن النطاقات تختلف، حيث يقول بعض المحللين إن الاقتصاد يمكن أن ينمو بنسبة 0.5 في المئة فقط. وأعطى بنك إسرائيل التوقعات الأكثر تفاؤلاً بنسبة 2 في المئة، مستشهداً بتعافي إسرائيل بشكل أسرع من المتوقع من الحروب السابقة ومن جائحة كوفيد". وقالت كارنيت فلوج، نائبة رئيس الأبحاث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية والمحافظ السابق للبنك الدولي: "يأتي النطاق الواسع من التوقعات التي نراها من بعض الافتراضات المختلفة حول مدة القتال وشدته".
حتى الأحد الماضي، قدم 191,666 شخصًا في إسرائيل طلبات للحصول على إعانات البطالة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، وقالت الأغلبية العظمى منهم إنهم في إجازة قسرية غير مدفوعة الأجر، وفقًا لمركز تاوب. وطلب 360 ألف جندي للخدمة في أكتوبر، وهي أكبر تعبئة منذ حرب عام 1973، عندما أرسل 400 ألف جندي احتياطي لصد هجوم مفاجئ من مصر وسوريا على إسرائيل. ويتراوح العدد الفعلي لجنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للخدمة هذه المرة بين 200 ألف و300 ألف، بحسب تقديرات مركز تاوب، منهم 139 ألفًا تم سحبهم من سوق العمل.
تقول الصحيفة الأميركية: "نتيجة لذلك، اضطر العديد من الإسرائيليين إلى التخلي عن حياتهم فجأة للمشاركة في المجهود الحربي، ما ترك العديد من أصحاب العمل في وضع حرج. وبينما قدمت الحكومة الإسرائيلية بعض المساعدات المالية للعديد من الأفراد والشركات المتضررة، فإن المنح الإضافية التي وعدت بها كانت بطيئة. بعض جنود الاحتياط يعملون لحسابهم الخاص ويقولون إن أعمالهم تنهار".
خِمس العمال في الحرب
اضاف مركز تاوب أن ما يصل إلى خِمس العاملين في الشركات المتوسطة والكبيرة مطلوبون في الخدمة الاحتياطية منذ 7 أكتوبر، نقلاً عن بيانات من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي. وتوظف هذه الشركات – التي تضم ما لا يقل عن 100 عامل – أكثر من نصف القوة العاملة الإسرائيلية. كذلك، كان النقص في العمالة حادا بشكل خاص في قطاعات السياحة والبناء والزراعة. وتعتمد الصناعتان الأخيرتان بشكل كبير على العمال الفلسطينيين، الذين مُنعوا إلى حد كبير من دخول إسرائيل منذ 7 أكتوبر. وفي غياب من يقطف الفاكهة والخضروات، تطوع العديد من الإسرائيليين للعمل في المزارع في وسط البلاد وجنوبها.
المصدر: "نيويورك تايمز"
التعليقات