أنطاليا: أكّد زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد إرسين تتار الأحد أن القبارصة الأتراك لن يشاركوا في أي مفاوضات مع القبارصة اليونانيين قبل أن يتم الاعتراف بسيادتهم.

وجمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسّمة إلى شطرين منذ العام 1974 بعدما احتلت قوات تركية ثلثها الشمالي ردًا على انقلاب مدعوم من أثينا سعيًا لضم الجزيرة إلى اليونان. أما في الشطر الشمالي للجزيرة، فقد أُعلن في العام 1983 قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وتوقّفت جهود إعادة توحيد الجزيرة منذ انهارت آخر جولة محادثات أجريت برعاية الأمم المتحدة في العام 2017.

وقال تتار لوكالة فرانس برس الأحد على هامش المنتدى الدبلوماسي السنوي في أنطاليا "ما نقوله هو أن بعد كل هذه السنوات وكل هذه المفاوضات التي لم تُثبت شيئًا، لا يمكننا استئناف المفاوضات إلّا إذا تمّ التأكيد أو الاعتراف بسيادتنا ووضعنا الدولي بالتساوي (...) وإلّا لن نجلس على طاولة المفاوضات مرة أخرى لأن لا جدوى من ذلك".

واعتبر تتار أن جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، انسحبت من المفاوضات بعد انهيار كل محاولات إعادة التوحيد.

وأضاف "في الماضي كانت هناك عدة محاولات جلسنا فيها على طاولة المفاوضات وانتهى الأمر بانهيار الطاولة. خرجوا بصفتهم جمهورية قبرص وبقينا نحن كمجتمع رغم أننا لم يحصل على أي مكسب".

وتابع "كلّ مرة جلسنا فيها (في مفاوضات) خسرنا شيئًا. هذا ما نشعر به".

وشدّد على أن القبارصة الأتراك "لن يشاركوا في أي مفاوضات ما لم يحصلوا على حقهم بالسيادة والاعتراف بسيادتهم".

واستبعد تتار الأحد أي احتمال لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة.

"لا أمل بإعادة التوحيد"
وأوضح "لا أمل بإعادة التوحيد. نحن نتحدث عن حلّ دولتين. هذه هي سياستنا الجديدة بعد سنوات عد من مفاوضات لم تُثمر للأسف".

ولفت تتار إلى أن "جمهورية شمال قبرص التركية" تمكّنت من تطوير علاقاتها مع دول عدة بدعم من تركيا على الرّغم من العوائق السياسية، مضيفًا "طبعًا نواجه صعوبات لكن ليس لدينا بديل".

وقال أيضًا "البديل هو أن نستسلم ولن نستسلم أبدًا لأن التخلي عن السيادة والاندماج مع جمهورية يونانية بحتة يعني أننا سننتهي".

بعد توترات استمرّت سنوات على خلفية قضايا الهجرة وحقوق استغلال موارد الطاقة والحدود البحرية في بحر إيجه، استأنفت تركيا واليونان محادثات رفيعة المستوى في كانون الأول (ديسمبر) 2023 بعد زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إردوغان لأثينا كانت الأولى له منذ العام 2017.

ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أنقرة في أيار (مايو).

وردًا على سؤال حول ما إذا كان التقارب بين أنقرة وأثينا سيكون له تأثير إيجابي على الجزيرة، أعرب تتار عن أمله في أن تقول اليونان للقبارصة اليونانيين "كفى، دعونا نرى أن الواقع في قبرص هو أن ثمة شعبين ودولتين".

وأضاف "إن أفضل طريق للمضي قدمًا بعد كل هذه السنوات هو التعاون بين الدولتين حتى نتمكن من تحقيق الرخاء والتمتع بموارد شرق البحر الأبيض المتوسط".

وتابع "أعتقد أنه إذا تمكّنا من التوصل إلى نتيجة، يمكن لقبرص ربما أن تكون أكبر (اقتصاديًا) من دبي".

وقال أيضًا "في العام 1974، وصلت قوات تركيا (إلى الجزيرة)، وفي تموز (يوليو) المقبل سنحتفل بالذكرى الخمسين لذلك. إذًا ليس سهلًا بالنسبة لنا أن ننسى كل ما حدث في الخمسينيات والستينيات".

وأضاف "علينا أن نتوخى الحذر الشديد".