إيلاف من لندن: شكّل تفجير صحيفة بريطانية لقنبلة تخزين حزب الله لكميات هائلة من الأسلحة والصواريخ ولمتفجرات الإيرانية داخل مطار بيروت الرئيسي، صدمة للمسؤولين من سياسيين وأمنيين في لبنان وعلى كل الصعد كافة.
وكانت صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية كشفت أن حزب الله يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار.

ووفقا لمصادر الصحيفة، يتضمن المخزون صواريخ "فلق" المدفعية غير الموجهة، وصواريخ "فاتح-110" قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ "M-600" بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تخزين صواريخ "AT-14 كورنيت" الموجهة بالليزر المضادة للدبابات، وكميات هائلة من صواريخ "بركان" قصيرة المدى، والمتفجرات من نوع "RDX"، وهي مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم "سايكلونايت" أو "هيكساغون".

الأعتق والأعرق
وتعتبر صحيفة ديلي تلغراف (The Daily Telegraph)‏ المعروفة على شبكة الإنترنت باسم التلغراف، واحدة من أعتق وأهم الصحف البريطانية، وكانت تأسست على يد آرثر بي سليغ في العام 1855.
وكانت التلغراف ولا تزال ذات سمعة دولية ووطنية بريطانية "رغم تراجعها إلى المرتبة السادسة بين الصحف" من حيث جودة تقاريرها، وكان وصفها أمول راجان بأنها "واحدة من أعظم عناوين العالم".

وتوصف الصحيفة وهي صاحبة "الخبطات الصحفية" المثيرة من بريطانيا ومن العالم، بأنها تميل إلى اليمين، على الرغم من تصنيفها منذ عام 2010 بأنها "يمينية متشددة" خاصة فيما يتعلق بالهجرة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والصين.
وكان تم تغريمها بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني بسبب "إرسالها بريدًا إلكترونيًا غير مرغوب به إلى مئات الآلاف من المشتركين وحثهم على التصويت لصالح المحافظين".

وحتى كانون الأول (ديسمبر) من العام 2018 كانت الصحيفة توزع 363,183 نسخة مطبوعة 2018، حيث انخفض توزيعها نتيجة الاتجاهات الصناعية من 1.4 مليون في عام 1980.
وكان لدى شقيقتها، صحيفة (صنداي تلغراف)، التي بدأت العمل في عام 1961، 281,025 نسخة مطبوعة حتى كانون الأول (ديسمبر) عام 2018.

وتعد صحيفة التلغراف من الصحف المروجة لصحيفة (برودشييت) في المملكة المتحدة وسادس أكبر الصحف من بين الصحف المملكة المتحدة في 2016، وتعمل الصحيفتان الشقيقتان لتلغراف بشكل منفصل، لكن هناك عمل مشترك على مستوى القصص.

تفاصيل بارزة
وحسب (ويكيبيديا)، كانت صحيفة التلغراف أول صحيفة تنشر عددًا من أدق التفاصيل البارزة، من بينها فضيحة نفقات نواب مجلس العموم 2019 التي أدت إلى عدد من الاستقالات السياسية البارزة، والتي حصلت الصحيفة على إثرها بلقب الصحيفة البريطانية السنوية لعام 2019، وكذلك تحقيقها السري لعام 2016 الذي أجرته حول مدير كرة القدم في إنجلترا سام الأرديسي.

مع ذلك، يتّهمها النقاد، بما في ذلك كبير المعلقين السياسيين السابقين في الصحيفة، بيتر أوبورن، بأنها تتأثر بشكل مفرط بالمُعلنين، خاصة شركة هونغ كونغ وشنغهاي للخدمات المصرفية.

التأسيس والتاريخ المبكر
أسس العقيد آرثر بي سليغ في حزيران (يونيو) من 1855 صحيفة التلغراف وكان حينها يسعى لتقديم شكوى شخصية على الهواء ضد القائد الأعلى للجيش البريطاني المستقبلي، الأمير جورج دوق كامبريدج.
وكان أن وافق مالك صحيفة (صنداي تايمز) جوزيف موسى ليفي على طباعة الصحف، ونُشرت الطبعة الأولى في 29 حزيران (يونيو) 1855 وبلغت قيمة الصحيفة الواحدة 2 دينار (روماني) وكانت تتألف من أربع صفحات.

مع ذلك، أكدت الطبعة الأولى على جودتها واستقلال موادها وصحفييها قائلةً: سنمضي بأسلوب عالٍ من العمل المستقل.

بالرغم من ذلك لم يحالفها النجاح، ولم يتمكن سليغ من دفع فاتورة الطباعة لليفي، واستولى ليفي على الصحيفة، وهدف إلى إنتاج صحيفة أرخص من منافستيه الرئيستين في لندن، صحيفة "ديلي نيوز" و"مورنينغ بوست" لتوسيع حجم السوق ككل.

عيّن ليفي ابنه إدوارد ليفي لاوسون واللورد بورنهام ووثورنتون لي هانت لتحرير الصحيفة. وأعاد اللورد بورنهام طرح الصحيفة على أنها صحيفة الديلي تلغراف مع شعار "أكبر وأفضل وأرخص صحيفة في العالم".
وضع هانت مبادئ الصحافة وأرسلها إلى ليفي: "ينبغي أن نعد تقارير عن كل الأحداث البارزة في العلوم". كذلك صرحوا بـ "أن الجمهور يمكنه فهم ما يحدث ويمكنه أن يرى تأثير ذلك على حياتنا اليومية ومستقبلنا. ينبغي أن يطبق المبدأ نفسه على كل الأحداث الأخرى في الموضة والاختراعات الجديدة والطرق الجديدة لإدارة الأعمال".

وفي عام 1876، نشر جول فيرن روايته مايكل ستوغوف، التي تدور قصتها حول انتفاضة خيالية وحرب في سيبيريا. وقد أدرج فيرن ضمن الشخصيات التي وردت في الكتاب مراسلَ حرب في صحيفة الديلي تلغراف، اسمه هاري بلونت الذي وُصِف كصحفي استثنائي ومخلص في عمله وداهية وشجاع يخوض مخاطر شخصية كبيرة لمتابعة الحرب الجارية عن كثب ولإحضار أخبار دقيقة عنها إلى قرّاء صحيفة تلغراف، قبل الصحف المتنافسة.

مقابلة الإمبراطور الألماني
في عام 1908، أجرى القيصر الألماني فيلهلم الثاني مقابلة مثيرة للجدل مع صحيفة (ديلي تلغراف) أثرت في العلاقات الأنجلو ألمانية، وأُضيفت إلى التوترات الدولية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى. في عام 1928، قام ابن البارون برنهام هاري لاوسون ويبستر ليفي-لاوسون البارون برنهام الثاني ببيع الصحيفة إلى وليام بيري، أول فيسكونت كامروز، بالشراكة مع شقيقه جيل بيري، أول فيسكونت كيمللي وإدوارد إلييف، أول بارون إلييف.

وفي عام 1937، استحوذت الصحيفة على صحيفة (مورنينغ بوست) التي تبنَّت تقليديًا موقفًا محافظًا وبيعت على الأغلب بين طبقة الضباط المتقاعدين. في الأصل، اشترى ويليام بيري، أول فيسكونت كامروز، صحيفة مورنينغ بوست بنية نشرها إلى جانب صحيفة ديلي تلغراف لكن المبيعات الفقيرة السابقة قادته إلى دمج الاثنتين. لبعض السنوات، غُير اسما صحيفتي ديلي تلغراف ومورنينغ بوست قبل أن تُعادا تحت اسم واحد وهو صحيفة ديلي تلغراف.

محاولات بيع الديلي تلغراف
وإذ ذاك، كانت تقارير أفادت في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 بأن مالكي صحيفة ديلي تلغراف وصنداي تلغراف (الأخوان التوأمان فريدريك وديفيد باركلي مالكي الصحيفتين منذ 2004 حيث كانا اشترياهما مقابل 665 مليون جنيه إسترليني) كان طرحا اسميهما للبيع بعد تراجع الأرباح وعدد الطبعات، وقد تم نفي التقارير بعد إشاعات البيع.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2023 ، طُرحت مجموعة "ذي ديلي تلغراف" للبيع لسداد ديون ضخمة، وحينها ذكر بيان أصدرته مجموعة "تلغراف ميديا غروب" أن "مجلس إدارة الشركتين الأم لمجموعة تلغراف ميديا غروب ومجلة ذي سبيكتايتور، يعلنان أن مستشاريهما سيطلقون، عملية البيع لكل من هاتين المؤسستين".

وكان مصرف (غولدمان ساكس) يدير هذه العملية، بحسب العديد من وسائل الإعلام البريطانية. وفي يونيو، أشار مصرف لويدز البريطاني وبنك أوف اسكتلند التابع له إلى أنهما يعتزمان طرح المجموعة للبيع لسداد الديون المتوجبة.

وفي وقت سابق من أكتوبر 2023، حاولت عائلة باركلي، دون جدوى، تقديم عرض في اللحظة الأخيرة لسداد ديون تبلغ قيمتها نحو مليار جنيه استرليني (1.22 مليار دولار) واستعادة السيطرة على المجموعة.

وكان مصدر مطّلع على الملف أبلغ لوكالة فرانس برس إن مجموعة أكسل سبرينغر الاعلامية، أكبر ناشر في ألمانيا والتي تملك صحيفة بيلد، هي من بين الشارة المحتملين، كما هي الحال مع منافسة صحيفة التلغراف DGMT، الشركة الأم لصحيفة "دايلي ميل" اليمينية الواسعة الانتشار.

كما كانت وكالة الانباء البريطانية نقتل عن محللين قولهم إن بيع أصول التلغراف قد يجلب حوالي 500 مليون جنيه إسترليني. وقام مصرف لويدز البريطاني في يونيو بتعيين حراس قضائيين، بينما استمرت أنشطة النشر كالمعتاد.