إيلاف من بيروت: أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن إسرائيل نفذت ضربات جوية استهدفت مواقع استراتيجية في سوريا تشمل مواقع أسلحة كيميائية وصواريخ بعيدة المدى. جاءت هذه التحركات بعد التطورات الدراماتيكية التي عاشتها الساحة السورية خلال الساعات الماضية وأثمرت عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

تحركات عسكرية
في أول تحرك إسرائيلي بهذا النطاق منذ عقود، دخلت قوات مدرعة إسرائيلية، مدعومة بالدبابات والمشاة، منطقة كانت سابقًا منزوعة السلاح بموجب اتفاقية الهدنة لعام 1974. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الاثنين، بأن هذه التحركات تهدف إلى السيطرة على "مواقع مرتفعة" داخل سوريا، وإنشاء "منطقة أمنية" جديدة تتجاوز الحدود السابقة.
في إطار هذه العملية، استولت القوات الإسرائيلية على مواقع عسكرية استراتيجية، أبرزها نقطة جبل الشيخ (جبل حرمون) التي تعد أعلى قمة في مرتفعات الجولان. كما تقوم إسرائيل بحفر خنادق وتحصين مواقعها لمنع أي محاولات تسلل آلي عبر الحدود.

انهيار الهدنة
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خلال زيارته الحدودية، أن اتفاقية الهدنة التي كانت تشمل وجود قوات حفظ السلام الدولية قد "انهارت" بعد انسحاب الجيش السوري من مواقعه. وأكد أن القوات الإسرائيلية اتخذت مواقع جديدة "لمنع أي قوة معادية من التمركز بالقرب من الحدود الإسرائيلية".

روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، أعربت عن قلقها إزاء الوضع الجديد. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تسعى للتواصل مع السلطات الجديدة في سوريا لإجراء "محادثات جادة" حول الوجود العسكري الروسي في البلاد.

استهداف مواقع
وقال ساعر إن الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة استهدفت بشكل رئيسي تدمير الأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى لمنع وقوعها في أيدي "جهات متطرفة". وأكد أن القوات الجوية الإسرائيلية شنت غارات على مواقع متعددة تشمل مجمعات أمنية وقواعد جوية في دمشق، ودرعا، والسويداء، بهدف القضاء على تهديدات محتملة.

من جهته، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بمواصلة استهداف أنظمة أسلحة متنوعة، تشمل صواريخ أرض-جو، وأنظمة دفاع جوي، وصواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز، وصواريخ طويلة المدى وصواريخ بحر-بر.

احتواء التهديدات
أشار كاتس إلى أن إنشاء المنطقة الأمنية الجديدة يتضمن أيضًا جهودًا للتواصل مع المجتمعات المحلية، مثل الطائفة الدرزية في سوريا، لتقليل التوترات وتأمين الحدود الإسرائيلية. وأضاف أن الغارات الإسرائيلية جزء من حملة أوسع تهدف إلى منع إيران من تهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية.

الوضع الإقليمي
سقوط النظام السوري أثار حالة من الارتباك الإقليمي، حيث تسعى القوى الكبرى لإعادة تقييم مصالحها. الولايات المتحدة وتركيا، اللتان كانتا من المعارضين للنظام السوري، نفذتا عمليات عسكرية منفصلة داخل سوريا، بينما تسعى روسيا للحفاظ على قواعدها العسكرية في ظل لجوء شريكها الأساسي وعائلته إليها بعد فراره من بلاده.

من جانبه، أكد ساعر أن إسرائيل لن تتدخل بشكل دائم في سوريا، مشددًا على أن "هذه الإجراءات مؤقتة وتهدف إلى الدفاع عن أمن إسرائيل". تصريحات ساعر ونتنياهو تعكس موقفًا إسرائيليًا واضحًا بأن أي ترتيبات مستقبلية في سوريا يجب أن تضمن عدم تحول المنطقة إلى مصدر تهديد مباشر.