إيلاف من واشنطن: ذكرت مصادر أن الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران تشهد تحولًا لافتًا في ظل تنامي نفوذ جنرال أميركي بارز داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، يُمنح حاليًا صلاحيات غير مسبوقة لتوجيه خطط عسكرية محتملة ضد طهران.
وبحسب تقرير موسع نشرته مجلة "بوليتيكو" الأميركية، فإن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منح قائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، الجنرال إريك كوريلا، سلطة استثنائية لتوجيه التحركات العسكرية في الشرق الأوسط، وهو ما أثار جدلاً داخل البنتاغون حول تغوّل النفوذ العسكري على القرار المدني.
وتشير الصحيفة إلى أن كوريلا، المعروف بلقب "الغوريلا" وبمواقفه المتشددة تجاه إيران، تمكن من تمرير معظم طلباته العسكرية خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك نشر حاملتي طائرات ومقاتلات متطورة من طراز F-22 وF-35 وF-16 في المنطقة، وهي خطوة تُعدّ نادرة وتعكس إعادة ترتيب أولويات واشنطن نحو الشرق الأوسط بعد سنوات من التركيز على منطقة المحيط الهادئ.
وبحسب "بوليتيكو"، فإن كوريلا تجاوز في تأثيره شخصيات بارزة في البنتاغون، مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ورئيس السياسات الدفاعية إلبرج كولبي، اللذين عبّرا عن تحفظات على الانخراط العسكري المتزايد. ورغم ذلك، حظي كوريلا، الذي ينهي قريبًا ولايته على رأس "CENTCOM"، بدعم مباشر من وزير الدفاع، ما مكّنه من لعب دور مركزي في توجيه الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن كوريلا كان "بارعًا في انتزاع الموافقة على مطالبه"، مضيفة أنه حصل على وقت لقاء مباشر مع ترامب يفوق ما ناله معظم القادة العسكريين. كما أكدت المصادر أن البيت الأبيض يدعم تصعيد الحضور العسكري في الشرق الأوسط، رغم التحفظات الداخلية.
ورداً على تساؤلات حول هيمنة القيادة العسكرية، صرح المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل بأن "الوزير هيغسيث يستفيد من خبرات الميدان، ويفوّض القيادة العسكرية في اتخاذ القرارات بما يخدم أجندة الرئيس للأمن القومي".
وعلّق مسؤول دفاعي سابق لـ"بوليتيكو" بأن "كوريلا يجسّد الصورة التي يبحث عنها ترامب وهيغسيث في الجنرالات: القوة، والخبرة الميدانية، والميل للمواجهة"، مشيرًا إلى أن الجنرال كان يقود القوات الأميركية خلال اشتباكات عنيفة في العراق عام 2005، وأصيب بثلاث رصاصات خلال معركة ميدانية، ما عزز صورته كرجل مواجهة.
وفي المقابل، أكد دان شابيرو، مسؤول سابق في شؤون الشرق الأوسط بالبنتاغون، أن كوريلا لا يتمتع فقط بالكاريزما الميدانية، بل "هو مقنع استراتيجياً ويعرف كيف يبرر أهمية الموارد الإضافية للقيادة المركزية".
المشهد يتصاعد: قرار الضربة خلال أسبوعين
وفي سياق متصل، نقلت RT عن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب قد يُصدر خلال أسبوعين قرارًا بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم الإدارة الأميركية، إن "ترامب لا يخشى استخدام القوة عند الضرورة، رغم التزامه بالحلول الدبلوماسية أولًا".
على الجانب الإيراني، شدد المجلس الأعلى للأمن القومي على أن أي تدخل خارجي في النزاع الجاري مع إسرائيل سيُواجه بلا تردد، فيما حذر المرشد الأعلى علي خامنئي من أن "أي تدخل عسكري أميركي سيُسفر عن أضرار لا يمكن إصلاحها"، مؤكداً أن "الشعب الإيراني لن يستسلم".
التعليقات