محاكمة صدام أم محاكمة العراق...محاولات لطمأنة محمود عباس
طغت أخبار تقرير ميليس عن جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق، وكذلك أخبار محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين على تغطية الإعلام الأمريكي للشئون العربية. وحظيت موضوعات عديدة أخري من أهمها ازدياد المشاكل التي تواجه إدارة بوش وعدم رضاء الكثير من الجمهوريين عن احتياره للمرشحة لمنصب قاضية بالمحكمة الدستورية العليا ، إلى جاني تبعات قضية تسريب اسم عميلة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي تتفاعل في واشنطن بما قد يمس أشخاص مقربين جدا من الرئيس نفسه.
سوريا وتقرير ميليس
ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز Los Angles Times أنه حسب تقرير ديتليف ميليس بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري فإن مسئولين في جهازي الاستخبارات السوري واللبناني متورطون في تلك الحادثة.
وقالت الصحيفة إن التقرير يجعل الشكوك تحوم حول دور محتمل للرئيس اللبناني أميل لحود في هذه القضية, رغم أن هذا التقرير يتحاشى توجيه اللوم لأفراد بعينهم.
وعن نفس الموضوع نسبت صحيفة نيويورك تايمز New York Times لدبلوماسي على اطلاع بمجريات التحقيق قوله إن أصابع الاتهام موجهة في الأساس لرئيس المخابرات العسكرية السوري عاصف شوكت. وقال ذلك الدبلوماسي إن هناك أدلة مستفيضة حول الذي تقع عليه مسئولية هذا الاغتيال, لكن تركيبها بعضها مع بعض يحتاج لبعض الوقت في ظل الحساسية الشديدة التي تتميز بها هذه القضية.
وذكرت الصحيفة أن قرارا يجري الآن إعداده قد يطالب باتخاذ إجراءات مشددة ضد سوريا من قبيل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية إن ثبت تورطها في هذه الجريمة.
أما صحيفة واشنطن بوست Washington Post فنقلت عن جون بولتون سفير الولايات المتحدة لدى هيئة الأمم المتحدة قوله إنه ينوي قراءة التقرير هذا اليوم قبل بدء مشاورات مع الحكومات المعنية لتحديد الخطوات المقبلة.
ولكن بوش بحسب المسئولين لا يملك إستراتيجية أو خطة حالية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد خشية ممن سيتولى بعده، مشيرين إلى أن واشنطن لم تخطط لعمليات عسكرية واسعة النطاق داخل سوريا، وأن الرئيس لم يخول أي برنامج سري للإطاحة بالحكومة السورية
محاكمة صدام... أم محاكمة العراق
ذكرت صحيفة يو أس أي توداي USA Today في أحد افتتاحيتها على محاكمة صدام حسين قائلة إنها ستمثل بالنسبة للجميع سواء أكانوا في العراق أم في الشرق الأوسط أم حتى في العالم أجمع، رمزا لما يعنيه استخدام حكم القانون لتحقيق العدالة لضحايا دكتاتور ظالم.
وخلصت الصحيفة إلى أن تلك المحاكمة تشكل خير نموذج في ظل الظروف الراهنة واحتياجات العراق فضلا عن نداء التاريخ، مشيرة إلى أنها تستحق التشجيع وليس الانتقاد.
وتحت عنوان "العراق وصدام في قفص المحكمة" قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الفرصة التي تهيأت من جراء محاكمة صدام حسين لتقديم حكم القانون، فضلا عن فكرة التسوية في العراق، قد تبددت حتى قبل أن تبدأ فعاليات المحاكمة. ومضت تقول إن السياسة تأتي على قائمة أولويات معظم القرارات التي تتخذها الولايات المتحدة والحكومة العراقية، مضيفة أن الثمن سيكون الإخفاق في التمييز بين ملاحقة جرائم دكتاتور محددة ينبغي أن يعاقب عليها في المحكمة، وبين إشعال فتيل الانتقام لدى ضحايا الشيعة والأكراد ضد السنة. وعزت الصحيفة إخفاق الولايات المتحدة في تحقيق البهجة وتعجيل جهود الإعمار في العراق، إلى الطبيعة العنيفة والاستبدادية لمجتمع رزح تحت وطأة دكتاتور بسياط القتل والخوف والقمع.
وترى الصحيفة أن الطريقة المثلى لإصلاح هذا المجتمع المدمر تكمن في تحقيق قضائي منتظم بجرائم النظام السابق، ومحاسبة المسئولين عن ذلك، مشيرة إلى ضرورة الاستعانة بخبراء القانون الدوليين.
وتحت عنوان "العدالة في بغداد" كتبت آن أبليبيوم تعليقا في صحيفة واشنطن بوست أجرت فيه مقارنة بين محاكمة صدام حسين الحالية والمحاكمة التي جرت عام 1945 في نوريمبيرغ الألمانية لمحاكمة مجرمي حرب القيادة النازية. وقالت إن محاكمة صدام تبدو أكثر ضعفا وعرضه للتلاعب السياسي من محكمة نوريمبيرغ، بسبب إجرائها في ظل الفوضى من جهة وسيطرة العراقيين على المحكمة من جهة أخرى.
وأعربت عن دهشتها لأن الجيش الأمريكي مازال يحكم قبضته على ملفات الحكومة العراقية السابقة دون السماح للعراقيين بالاطلاع عليها, وسط قلق متزايد من قلة خبرة القضاة الذين سيمثل أمامهم حسين في قاعة المحكمة. وترى الكاتبة أن المحكمة قد تحقق هدفها إذا ما علم السنة بما اقترفه صدام ضد الأكراد والشيعة، وأدرك الشيعة والأكراد أنه فعل الشيء ذاته بحق السنة، وتبين للعراقيين بأن نظامه الاستبدادي دمر الشعب برمته، فضلا عن إدراك الآخرين في الشرق الأوسط والعالم بأسره أن الإطاحة بأي دكتاتورية ليست بعيدة.
مشاكل سياسية متزايد لإدارة جورج بوش
قالت واشنطن بوست إن التحقيق في قضية تسريب اسم العميلة فالري بلامي إلى الصحافة، ترتكز الآن على مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي. وذكرت الصحيفة أن المحقق الخاص في تلك القضية باتريك فيتسغيرالد، جمع أدلة تثبت أن العداء القديم بين تشيني وجهاز الاستخبارات الأمريكي (CIA) ساهم في الكشف عن هوية بالمي. وأضافت الصحيفة أن ضابطا سابقا في هذا الجهاز أكد للمحققين في بداية التحقيق أن تشيني وأعوانه في مجلس الأمن القومي حاولوا الحصول على معلومات بشأن رحلة السفير السابق جوزيف ميلر زوج بلامي إلى النيجر، لمعرفة ما إذا كان هذا البلد باع فعلا كمية من اليورانيوم للعراق.
ونسبت صحيفة واشنطن بوست إلى محامين ذوي صلة بالقضية قولهم إن فيتسغيرالد ركز على التحقيق فيما إذا كانت الجهود الخفية التي قام بها بعض معاوني تشيني ومعاوني بوش، مثلت جزءا من حملة إجرامية كان الهدف منها معاقبة ويلسون.
وفي موضوع ذي صلة قالت لوس أنجلوس تايمز إن غيوم عاصفة تخيم الآن على الحزب الجمهوري, مشيرة إلى أن بعض مسئولي هذا الحزب لا يخفون قلقهم من أن يترجم فيضان المشاكل الأخلاقية والقضائية التي يواجهها حزبهم إلى مكاسب سياسية للديمقراطيين في انتخابات 2006. وذكرت الصحيفة أن الديمقراطيين بدورهم لا يألون جهدا لتوسيع نطاق تلك الغيوم، وتوسيع إطارها متهمين الجمهوريين بتنمية "ثقافة الفساد" في البيت الأبيض.
أما يو إس أيه توداي فأوردت نتائج استطلاعها الذي تجريه شهريا بالتعاون مع مؤسسة غالوب ومحطة CNN حيث أظهر أن شعبية بوش وصلت أدنى مستوياتها منذ أن أصبح رئيسا. كما أظهر ذلك الاستفتاء أن شعبية أعضاء الكونغرس هبطت لتصل 29% وهي أقل نسبة يحصلون عليها منذ 1994 عندما فقد الديمقراطيون سيطرتهم, ويظهر كذلك أن 68% من الأمريكيين غير راضين عن الطريقة التي يدار بها بلدهم
كذلك نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن لورانس ويلكرسون مدير مكتب وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول توجيهه لانتقاد شديد اللهجة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي قال إن سياستها الخارجية مغتصبة من طرف "عصابة تشيني رمسفيلد". وأشار ويلكرسون إلى أن بوش جعل أميركا أكثر هشاشة وأكثر عرضة للأزمات المستقبلية مما كانت عليه في الماضي.
وأكد أنه لو أن أميركا تعرضت الآن لأزمة كبيرة مثل تفجير نووي في إحدى المدن الأمريكية أو عندما ينتشر وباء بصورة سريعة فسيظهر مدى العجز المخيف للحكومة الأمريكية الحالية.
وفي موضوع ذي صلة قالت واشنطن بوست إن التحقيق في تسريب اسم عميلة سي آي أيه يمثل بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي حدثا آخر من تلك الأحداث التي أفلتت من قبضتها وتضم الإعصار كاترينا والحرب على العراق وارتفاع أسعار المحروقات. وقالت الصحيفة إن مهندسي سياسة بوش ليس أمامهم ما يمكنهم فعله لإصلاح المعادلة السياسية الحالية.
طمأنة محمود عباس
كتب السيدان ديفد ماكوفسكي ودينيس روس في تعليق بصحيفة لوس أنجلوس تايمز يتحدثان فيه عن دعم الولايات المتحدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أظهر التزاما كاملا بحكم القانون ونبذ العنف فضلا عن الرغبة في التعايش السلمي. ولخص الكاتبان مواطن الدعم في ثلاث نقاط، يأتي على رأسها صب مليارات الدولارات التي تم التعهد بها لإصلاح الاقتصاد الفلسطيني ولم يصل منها إلا القليل. وطرحا اقتراحا بإرسال وفد إلى السعودية والإمارات لتحويل التعهدات التي أعلنت عنها مسبقا إلى أموال تصب في السوق الفلسطينية خاصة في بناء البنية التحتية. ولكن الاقتصاد كما يقولان لن يكتب له النجاح دون تحقيق حرية الدخول والخروج من غزة، مشيرين إلى ضرورة وجود طرف ثالث لديه القدرة على مراقبة مهربي الأسلحة وغيرها واعتقالهم. وأخيرا يحتاج عباس إلى طمأنة بأن لا تكون غزة المحطة الأخيرة للسلام، الأمر الذي يدعو أمريكا إلى تطبيق خريطة الطريق وتحويلها من شعارات إلى عمل ملموس














التعليقات