"الوسط" تجوب شوارع المنطقة الشرقية عشية وفاة الملك فهد

المنطقة الشرقية - أحمد الصفار:
أمل الشيخ حسن الصفار من خادم الحرمين الشريفين الجديد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الاستمرار في مسيرة أخيه العاهل السعودي الراحل الملك فهد في الإصلاح والتطوير بوتيرة أسرع وهمة أقوى، بمساعدة ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.

وفي تصريح خاص أدلى به لـ "الوسط" اثر وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز، أعرب الصفار عن حزنه البالغ لفقدان الملك فهد كما أثنى على خطواته الإصلاحية التي بدأت في عهده، وتمثلت في مؤتمر الحوار الوطني والانتخابات البلدية وإنشاء جمعية وطنية لحقوق الإنسان.
وبشأن توقعاته فيما يتعلق باستمرار العاهل السعودي الجديد في السير على خطى أخيه الراحل، ذكر الشيخ حسن أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحدث في أكثر من مناسبة عن ضرورة الإصلاحات السياسية في المملكة وتوسيع رقعة المشاركة الشعبية، وخلال الفترة الماضية عندما كان الملك الراحل في وضعه الصحي المعروف، استقبل الملك عبدالله جموعا من المواطنين ونخبهم من مختلف المناطق والشرائح ليصغي إلى تطلعاتهم وهمومهم وآمالهم، ليتسنى له إشعارهم باهتمامه من خلال الاستجابة إلى التطلعات الشعبية ومعالجة مختلف المشكلات التي يعاني منها المواطنون في مختلف المناطق.

وأشار الصفار إلى أن نظام الحكم في السعودية يمتاز بالاستقرار، فهناك أسرة حاكمة يحرص أمراؤها على وحدة الشعب والوطن إلى جانب الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي، كما أن هذا النظام أرسى القواعد اللازمة لانتقال الحكم بعد وفاة الملك فهد بطريقة طبيعية سلسة.
وأسترسل قائلا: "من الملاحظ أن الإعلان عن وفاة خادم الحرمين رافقه الإعلان عن مبايعة الأسرة الحاكمة لاخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكا وهو بدوره عين الأمير سلطان وليا للعهد، والذي من جهته حصل أيضا على مبايعة الأسرة الحاكمة، وهذا ما يؤكد الثقة والاطمئنان في تجاوز هذا الفراغ الكبير الذي خلفه غياب الراحل بكل سهولة ويسر ومن دون أية عوائق أو انعكاسات سلبية عدى الحزن والأسى على فقدان هذا القائد الكبير".

وعما إذا كانت لديه النية لفتح مجلس عزاء للفقيد الراحل، أوضح الصفار بأن المتعارف عليه في المملكة العربية السعودية هو عدم إقامة مجالس عزاء في مثل هذه المناسبات، ففي المجتمع السعودي العام ليس هناك مثل هذا العرف والتقليد.
وكانت "الوسط" قد زارت المنطقة الشرقية صباح أمس لتسليط الضوء على الوضع العام في الشارع السعودي، ولإفساح المجال أمام المواطنين هناك للتعبير عن رثائهم في هذا المصاب الأليم، إذ كان الحزن واضحا على أفراد وطبقات المجتمع السعودي، على خلفية الإعلان الرسمي من قبل الحكومة السعودية عن وفاة المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، إذ رصدت "الوسط" أعدادا كبيرة من السيارات السعودية وهي تغادر البحرين ظهر أمس في مشهد يرسم معالم الصدمة على نفوس المواطنين السعوديين الذين اتحدوا واجتمعوا لمواساة بعضهم البعض في مصابهم الجلل.

وفي منطقة الثقبة، لم تكن حركة السيارات بكثافتها المعهودة عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، إلا أن مراكز التسوق مثل البرادات والسوبرماركت وكذلك والكراجات كانت مفتوحة ويتردد عليها بعض الزبائن، في الوقت الذي كان الطقس مغبرا جدا.
أما بالنسبة لمنطقة الخبر، فكانت المطاعم فيها مفتوحة إلى جانب شركات خطوط الطيران، في حين شارع الأمير بندر المار في وسط السوق لوحظ أن غالبية المحلات أغلقت أبوابها "من بين 15 محلا مغلق هناك واحد منها مفتوح" في ظل انعدام حركة البيع والشراء بسبب ملازمة المواطنين السعوديين لمنازلهم لمتابعة آخر التفاصيل والمستجدات المتعلقة بتغسيل ودفن جثمان العاهل السعودي الراحل.
ومرورا بمجمع الراشد التجاري تبين أن مواقف السيارات هجرت، فليس هناك سوى خمس أو ست سيارات تناثرت هنا وهناك على رغم أن مواقف السيارات فيه تتسع لعشرات السيارات، الأمر ذاته كان في منطقة القطيف التي سادها جو من الهدوء والسكون فغالبية المحلات "إن لم تكن جميعها" أوصدت أبوابها عدى أحد المخابز وبعض الصيدليات.

إلى ذلك، أفصح المواطن السعودي محمد عبدالحسين عن عدد من إنجازات خادم الحرمين الشريفين فأشار إلى عملية تطوير التعليم الذي أزدهر في عهده، خصوصا أنه كان وزيرا للمعارف في فترة زمنية من عمره، كما أسهم كذلك في التطور العمراني والمعماري، وتوسعة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
وأتفق معه زميله محمد عبدالكريم الخنيزي الذي توقع حدوث إصلاحات في مختلف القطاعات، إذ بدأ الملك عبدالله في هذا السياق منذ توليه إدارة شئون المملكة نيابة عن أخيه الراحل، ومن المؤمل أن تستمر لمستقبل أفضل للسعودية ومواطنيها.