الأحد: 21 . 08 . 2005


ازدادت كثافة المقالات والتحقيقات والدراسات الخاصة بالطلاق في المجتمع الكويتي, كلها تحاول معالجة مشكلة الطلاق في المجتمع حيث ارتفعت نسبة الطلاق لتصل إلى 35 في المئة في عام 2003 وهي نسبة مرتفعة لمجتمع محافظ مثل المجتمع الكويتي.
وبدلاً من الاعتماد على الدراسات الاكاديمية والعلمية والميدانية الموثقة ازدادت نسبة من يفتون بأنهم يعرفون الأسباب الحقيقية لارتفاع معدلات الطلاق, خصوصا رجال الدين الذين يدعون دائماً بان الابتعاد عن الدين هو السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الطلاق ولم يحاولوا أن يفسروا لنا لماذا ارتفعت معدلات الطلاق في بلد مثل السعودية, وهو بلد محافظ جداً وحكومته تطبق الشريعة الإسلامية.
هنالك أسباب كثيرة ادت إلى ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع الكويتي, قد يكون السبب اجتماعيا أو ماليا أو نفسيا أو غيره.
لقد اعجبتني التصريحات التي ادلت بها السيدة منى الصقر مديرة الاستشارات الأسرية في وزارة العدل, حيث أوضحت في تصريح للقبس يوم أمس بأن نسبة الطلاق مرتفعة بين صغار السن مما يوحي بأن قرار الزواج كان متسرعاً. الدراسات الحكومية التي أجريت في السابق, خصوصا الدراسة القيمة التي أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل, تدل على ان السبب الرئيسي للطلاق هو صغر سن الزواج.
يبقى السؤال: لماذا ارتفعت نسبة الطلاق بين الشباب? نتصور ان السبب هو الزواج المبكر, لماذا الزواج المبكر?! الأسباب واضحة وهو ضغوط الأهل على الولد والبنت بالزواج قبل ان يتم تهيئتهم للحياة الزوجية.
نتفهم تخوف الأهل على البنت ورغبتهم بتزويج الولد حتى لا يختار الفساد الجنسي كأسلوب للحياة, لكن المشكلة هل الشباب مهيأ للزواج? وهل لديه عمل وهل قابل الفتاة التي يريد الزواج منها قبل الدخول عليها?
في السابق قبل دخول تيارات الإسلام السياسي والتدين الزائف كان الأهل يسمحون للخاطب ان يلتقي بالفتاة التي يود الزواج منها لمعرفتها, وكان دائما معها أحد أقربائها من البنات أو الأم. لكن المد الديني منع اللقاء قبل الملجة أو عقد القران, لذلك يتزوج الشاب بالشابة من دون معرفة فيما اذا كانت فكريا متوافقة مع افكاره, لذلك يفشل الزواج بعد فترة أقل من سنتين لانه لا يوجد توافق وانسجام فكري بين الطرفين عدا المشكلات الاجتماعية والمادية التي لم تهيئ الطرفين لها.
خلال عملي في الجامعة أواجه مشكلة مع أبنائي الطلبة والطالبات الذين يدفعون للزواج بسبب الضغط العائلي, فهم يريدون الاستمرار في الدراسة وبعدها العمل وبعدها يفكرون بالزواج, لكن في معظم الحالات خصوصا في حالة البنات, كلهم مستعجلون على الزواج خوفا من ان يفوتهم القطار, كانت نصيحتي لهم ان يؤجلوا الزواج لما بعد التخرج, حتى يعتمدوا على انفسهم وتكون لهم حياة زوجية مستقرة, لكن معظمهم مستعجل, خوفاً من ان يفوته قطار الزوجية.
وأخيراً نرى بأن معدلات الطلاق سترتفع في الكويت, لكن المجتمع يتحول بسرعة هائلة, وان توفير المادة أصبح هو الاساس في نجاح أو فشل الزواج..لذلك نرى بان تأجيل زواج البنت حتى لتصل إلى سن 20 أو 21 عاماً وكذلك للرجل قد يساعد في تقليل نسبة الطلاق, والله أعلم.