ذعر المضيفات وراء تدافع الركاب و الحقائب سبب الوفاة والإصابات


جدة: عمر المطيري:

كشف ركاب رحلة الخطوط السعودية الذين تم إخلاؤهم في مطار كولومبو بسيريلانكا أول من أمس بعد بلاغ عن وجود قنبلة أن قائد الطائرة أبلغ الركاب بطريقة هادئة لم تسبب لهم أي خوف في اللحظات الأولى إلا أن حالة الارتباك و الذعر التي بدت على وجوه طاقم الضيافة أثارت الرعب فحدث التدافع و سقط ضحايا .
و ذكر الركاب الذين استقبلتهم "الوطن" في مطار الملك عبد العزيز بجدة قبل ظهر أمس أنهم عندما وصلوا إلى المكان المطلوب الهبوط منه طلب منهم النزول واحدا تلو الآخر من خلال الزلاجات المخصصة للطوارئ مما أثار علامة استفهام لدى الركاب إضافة إلى الحالة التي انتابت طاقم الطائرة وهم يحاولون بسرعة فائقة فتح الأبواب ووضع الزلاجات .
وقال المواطن مصطفى سيف الدين أحد ركاب الرحلة والذي كان برفقة عائلته إنه قبل وقت الإقلاع بلحظات توقف كابتن الطائرة عن السير ومواصلة الإقلاع وعاد من المدرج ليبلغ الركاب بأنه لن يمكنهم الإقلاع مبينا أن الأمر كان عاديا إلا أنه عندما وصل إلى المكان المطلوب لإخلاء الطائرة طلب من الركاب السرعة في النزول واحدا وراء الآخر من خلال الزلاجات مما أثار انتباههم لوجود أمر خطير.
و أضاف أنه مما ولد الرعب علامات الخوف على طاقم الطائرة و خاصة المضيفات حيث تم إخلاء الطائرة التي تضم نحو 420 راكبا وطاقمها في أقل من 6 دقائق.
و عزا وقوع الإصابات إلى أن الكثير من الركاب السيريلانكيين قفزوا بحقائبهم مما أدى إلى تعثر الركاب أثناء وصولهم إلى الأرض وحدثت حالات دهس ونوع من الفوضى والرعب نتج عنه وفاة سيرلانكية سقطت على رأسها بسبب التزاحم فوق الزلاجات.
و أكد المواطن أنه كان غير مصدق لنجاته و نجاة أطفاله وعائلته المرافقة له عندما علم أن سبب الإخلاء الطارئ تلقي طاقم الطائرة بلاغا عن وجود قنبلة على متنها, مشيرا إلى أنهم انتظروا في صالة المطار و تم إسعاف المصابين وبعد ذلك تم توزيعهم على الفنادق حتى تم تأمين طائرة بديلة أقلعت بهم في الساعة الرابعة فجر أمس بتوقيت سيريلانكا.
ويؤكد المواطن أحمد مصطفى الذي كان على متن الطائرة أنه أحس بوجود أمر خطير من وجوه أفراد الطاقم أثناء اتجاه الطائرة للمكان الذي تمت فيه عملية الإخلاء حيث قفز وراء أول مضيفة ويعتبر هو أول راكب يقفز من الطائرة .
و أضاف أنه انتظر عائلته تحت الطائرة وقد حدث نوع من التدافع أدى إلى الإصابات بسبب سقوط الحقائب التي نزل بها بعض الركاب مشيرا إلى أن الرعب الحقيقي انتابه فيما بعد حين أبلغوا بوجود قنبلة في الطائرة مؤكدا أن حالة الرعب هذه لازمت الجميع في الرحلة البديلة التي أقلت الركاب إلى السعودية .
و وصف ما مر معه بأنه شيء يشبه الكابوس المزعج خاصة مع الخوف وتدافع الركاب والإسعافات التي وصلت لنقل المصابين .
و أكد عدد ممن تعرضوا للإصابات من الجنسية السيريلانكية وهم محمد فوزي ومحمد نجادي ومحمد حفيظ ومحمد وفاهيم أنهم لم يدركوا أن العملية على هذا القدر من الخطورة إلا عندما طلب منهم سرعة النزول من الطائرة عن طريق الزلاجات وكانوا يعتقدون أن الطائرة حدث فيها حريق أو شبه ذلك .
و أشاروا إلى أن الإصابات التي وقعت كبيرة لأن الكثير من الركاب نزلوا بجميع الأغراض التي كانت معهم ظنا منهم أن هناك حريقا في الطائرة مما أوقع إصابات كبيرة و إن كانت خفيفة من العفش الذي سقط فوق الزلاجات.
و أكدوا أن قائد الطائرة كان حكيما في عملية الإبلاغ بأسلوب جيد حيث لو كان الإبلاغ عن وجود قنبلة لحدث نوع من الاختناقات داخل الطائرة .
من جانبه قال المواطن خالد سيف الدين و هو مشرف تربوي كان على اتصال مع أخيه الذي كان على نفس الرحلة إنهم عندما سمعوا عن وجود قنبلة في الطائرة من خلال وكالات الأنباء وأن هناك إصابات بين الركاب انتابهم نوع من الخوف و حاول إخفاء الخبر عن والدته خوفا على صحتها .
و أضاف أن عائلته القادمة من هناك تمكنت من الاتصال بهم وأبلغوهم أنهم بخير فقرر إبلاغ والدته و تابعوا أخبار الرحلة حتى وصلت إلى جدة والحمد لله على سلامة الجميع .