الإثنين:02. 01. 2006
مثقفون مصريون يتذكرون مأساة المسرح ويتشاءمون ... على رغم حماستهم لحركة laquo;كفايةraquo;
جمع الشهادات هاني درويش:
نشرت laquo;الحياةraquo; أمس جزءاً أول من تحقيق مع مثقفين عرب حول أبرز الأحداث التي شهدها العام 2005 سياسياً وثقافياً. اليوم تنشر آراء مثقفين من مصر والسعودية.
الباحث عبدالوهاب المسيري صاحب laquo;موسوعة اليهودraquo; انطلق في تحليله للمشهد الثقافي والسياسي من رؤية شمولية، فتحدث عما سماه انتفاضة الرأي العام العربي وهي تتمثل في تصاعد المقاومة العراقية واستمرار نضال الشعب الفلسطيني على خلفية ظهور حركات سياسية رافضة للانظمة الشمولية، ضارباً المثل بمصر، التي على رغم التفاف النظام السياسي حول مبادرة تعديل المادة 76 الخاصة بنظام الانتخاب الرئاسي، والذي رأى فيه اعترافاً ضمنياً من النظام السياسي بفشل امكان البقاء تحت الشروط نفسها، هو ما ادى الى فتح باب الاجتهاد لحركات سياسية جديدة مثل حركة laquo;كفايةraquo; ونمو رأي عام في الشارع المصري حول ضرورة التغيير. وهذا ما يراه المسيري خطوة لا يمكن التراجع عنها، والدليل ما سماه بالثورة الاصلاحية التي بدأت داخل حزب الوفد واستمرار تظاهرات حركة laquo;كفايةraquo; بعد انتهاء موسم الحراك السياسي ثقافياً. وأكد بداية ملامح نهضة ابداعية في العالم العربي روائياً، فالكمّ والكيف في النتاج الروائي المصري على الاقل، يبشر بنقلة نوعية في فن الرواية. وكذلك بداية نهضة في الفنون التشكيلية وإن عابها عدم توازيها مع حركة نقدية حقيقية، وهو ما يؤرخ لحالة من الانفصال في الجماعة الثقافية في مصر.
صنع الله ابراهيم
المشهد أشد تكثيفاً لدى الروائي صنع الله ابراهيم، وهو يوضح ان هناك مشهدين يدلان على حجم التغيير الذي حصل، اولهما مشهد هتاف الناس للمرة الاولى في شوارع القاهرة ضد النظام السياسي، والذي يعبر عن اشواق حقيقية الى التغيير. والمشهد الثاني خطير وذو دلالات سلبية وهو مشهد جائزة مؤسسة ساويرس للادب والتي فاز بها الروائي حجاج ادول، وقام مانح الجائزة خلال مراسم تسليمها بترهيب الصحافي اشرف ابو جليل عندما حاول الاعتراض على اختيار حجاج ادول. وازمة هذا المشهد في احتواء منصة الاحتفال على مثقفين كبار لم يتخذوا موقفاً من اهانة احد الصحافيين على الملأ. ويؤكد صنع الله من ناحية اخرى، ان الجائزة تمنحها عائلة اقتصادية ذات نفوذ سياسي. وحذر من الدور الخطير الذي قد تلعبه قوى المال السياسي في الحياة الثقافية مستقبلاً.
هدى وصفي
الناقدة هدى وصفي (مديرة مسرح الهناجر) قارنت حجم التغيير الحادث بحالة الركود التي سبقته، مؤكدة ان اياً كان حجم الملاحظات والمخاوف، فإن الحراك السياسي الحاصل الآن، وان شابه القصور هو مجرد بداية. فالاشياء - كما تقول - لم تتغير في اوروبا لمجرد قيام الثورة الفرنسية بل احتاجت اوروبا الى مئة عام حتى تستطيع احداث التغيير المأمول. وفي ما هو ايجابي خلال هذا العام عربياً، اكدت وصفي ان عودة الروح الى الجامعة العربية تحت الشروط السياسية الصعبة والمعقدة هي من أكبر المكاسب. وفي ما هو حدث العام ثقافياً داخل مصر أشارت إلى الدور الذي تلعبه مؤسسات خاصة اقتصادية في دعم الثقافة مثل جائزة ساويرس الادبية. وإن جاءت ولادتها متعسرة، لكنها بينت تشوهات الواقع العام. واضافت ان زيارة باولو كويلهو للقاهرة والاحتفاء بموقع مصر في كتابته من أهم الاحداث الثقافية، إضافة الى المجهود الرائع لوزارة الثقافة المصرية في مجال ترميم الآثار خصوصاً قصر محمد علي باشا.
أسامة أنور عكاشة
الكاتب والسينارست اسامة انور عكاشة يرى في حادثة احتراق المبدعين في حادثة بني سويف اكثر اللحظات فظاعة في المشهد المصري للعام 2005. وقد غطى هذا الحدث على الاحداث الثقافية الاخرى الايجابية. وأشار الى أن المسؤولية عنه مجتمعية بالاساس، وتعبر عن نظرة متدنية للمسرح كفن. ويتساءل: كيف وصلت حال المسرح المصري الى ان تصبح قاعاته مجرد اكشاك وشوادر؟ ومن الناحية السياسية اوضح عكاشة بأن جرأة حركات التغيير مثل حركة laquo;كفايةraquo; كسرت حاجز الخوف وانهت حالة تيبس المواطن المصري امام الخوف من السلطة.
محمد البساطي
الروائي محمد البساطي اشار الى ما سمّاه laquo;مسرحية استقالة وزير الثقافةraquo; بعد حادثة بني سويف قائلاً إن الازمة اظهرت حجم التمزق في الشارع الثقافي المصري. ثمة مجموعة نادت باستقالة الوزير، وأخرى جمعت توقيعات ضد استقالته، والضحايا الحقيقيون في النهاية كانوا 50 مبدعاً، ودفع laquo;فاتورتهمraquo; بعض الموظفين الذين اتهموا بالمسؤولية الجنائية المباشرة فيما سقطت دعوى المثقفين محاكمة المسؤولين الحقيقيين.
جمال الغيطاني
الروائي جمال الغيطاني يتفق مع هذه الرؤية ويرى في تلك الكارثة نتيجة محزنة ومأسوية لسياسة ثقافية قائمة على الاستعراض، وقد تحولت نتائجها ضحايا من البشر. ويعتبر الغيطاني أن جائزة ساويرس احد أهم انجازات هذا العام، موضحاً انها ربما صادفها سوء حظ في اختيار جائزة بعينها، لكن المبادرة يجب أن تحترم. وعن الحدث الاكثر إثارة سياسياً خلال العام 2005 يقول انه وصول الاخوان المسلمين في هذا العدد الى البرلمان، وهو يعد ترجمة حقيقية لغياب الحزب الحاكم، ويدل على غياب بقية الاحزاب المعارضة. وقد اظهرت الانتخابات ان الحزب الحاكم يستند على laquo;رافعةraquo; جهاز الدولة، فيما يلعب الاخوان الدور الذي كان يقوم به اليسار تاريخياً وهو التواصل مع البسطاء والتعبير عن حاجاتهم.
محمد المخزنجي
القاص محمد المخزنجي (الفائز بجائزة ساويرس الادبية) يرى من ناحية ان اهم حدث هذا العام هو بروز ظاهرة laquo;البلطجةraquo; السياسية التي تجلت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وأكد انها علامة من علامات الانحطاط ليس السياسي فحسب وإنما الانحطاط الحضاري والثقافي، وهي تدق ناقوس الخطر على امة على شفا الهاوية. وفي ما يخص الجوائز فهو يؤكد أن جائزة ساويرس الادبية سابقة مهمة وإن جاءت متأخرة، وذلك لا يقلل من أهمية كونها اول جائزة يقدمها المجتمع المدني في مصر بعيداً من المؤسسة الثقافية الرسمية. ويرى أن فوزه بها على رغم عدم تقدمه اليها وقد يصون كرامة الكاتب المصري. فغالبية الرأسماليين المصريين يتسمون بالجلافة والفظاظة. وعلى رغم الملاحظات على منح الجائزة الا انه يحسب للمؤسسة دعم نشاط ابداعي، فالمجتمع المدني ليس مهماً من حيث الفاعلية في الامور السياسية بل اهميته تتجاوز ذلك الى الفاعليات التي تستثمر في حياة البشر. وهذا سلوك متحضر عرفه عصر النهضة الاوروبية. ونشير الى أن الازمة الراهنة ليست سياسية او اجتماعية بل هي ازمة ابداعية يعبر عنها انحطاط الذوق العام لدى النخبة والعامة على السواء.
مصطفى ذكري
القاص الشاب مصطفى ذكري يرى أن حدث الجائزة يكمن في أنها سقطت مع اول اختيار لكنه يجدها حدث العام بامتياز، لأنها تؤرخ لانقسام الوسط الثقافي نفسه. فالجائزة انقسمت الى نصفين، ثمة ثلاث جوائز لا غبار عليها، ولكن ظهرت من ناحية أخرى المجاملة والفساد الثقافي في اختيار الجوائز الثلاث الاخرى. وعلى رغم قناعته بأهمية دور رأس المال في دعم الانشطة الثقافية إلا أنه يتهم جهات التحكيم بتسيس الجائزة وكان من المفترض برأيه ان تخضع لشروط موضوعية في التحكيم. وقد ترتب على التسييس فوز اسماء متواضعة نتيجة ضغوط من قوى ودوائر نافذة في الوسط الثقافي، وهو ما افسد المبادرة الرائعة لمؤسسة ساويرس.
سامية محرز
الناقدة سامية محرز، الاستاذة في الجامعة الاميركية في القاهرة، وعضو لجنة تحكيم الجائزة، اعتبرت هذه الجائزة من ايجابيات العام 2005، مؤكدة أن كل الجوائز الثقافية في مصر لا ترضي دوماً كل الاطراف. وتشير الى أن لجنة تحكيم جائزة الشباب حاولت ان تنأى بنفسها عن ضغوط عدة. فتسييس الجائزة ظاهرة منتشرة في كل الجوائز العالمية مثل نوبل وبوكر، لكن الايجابية ان الجائزة تفتح باباً جديداً لجهات لا بد من أن تشارك فيها. ومع ازدياد الجوائز وتعدد جهاتها قد تخف حدة أو وطأة هذه الاعتبارات السياسية. وتشير الى أن لجان التحكيم خضعت الاقلية فيها لرأي الغالبية، وعن الاحداث الاخرى الثقافية في العام 2005 اوضحت ان تشكيل حركة 9 اذار (مارس) لاستقلال الجامعات المصرية تؤرخ لبداية جديدة في علاقة المثقفين بالسلطة، وهي تمثل مع حركتي laquo;أدباء وفنانون من أجل التغييرraquo; وحركة laquo;كفايةraquo; مشهداً فارقاً في الحياة الثقافية المصرية. وعلى المستوى العربي اعتبرت الانسحاب الاسرائيلي المنفرد عن غزة اثر سلباً على ما يسمى بعملية السلام. وكذلك حادثة اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق رفيق الحريري لعبت دوراً في اشعال الملف السوري ndash; اللبناني، إضافة الى انتفاضة المهاجرين في فرنسا التي تعيد تشكيل وعي المهاجرين في اوروبا واميركا، بقضايا مثل المساواة والهوية.
خيري شلبي
المشهد العربي المأزوم من سورية ولبنان الى العراق وفلسطين وأخيراً السودان هو ما دفع الروائي خيري شلبي الى اعتبار عام 2005 عاماً كئيباً، وقد اضاف الى المشهد ابعاداً كابوسية. ويرى شلبي أن الحديث عن عام يمضي يعد شيئاً من الترف. فالنفوس تحمل مرارة كامنة في داخلها. ويلفت الى كآبة الوضع السياسي الداخلي في مصر بعد فشل محاولات احداث تغيير حقيقي بعد كل الحراك السياسي، مؤكداً أن اليأس هو عنوان ذلك العام.
داوود عبد السيد
باللهجة المتشائمة نفسها يؤكد المخرج السينمائي داوود عبد السيد أن مشهد الثقافة المصرية خلال العام 2005 مؤسف للغاية. فهو لا يتذكر فيلماً أو كتاباً أو عرضاً مسرحياً يستحق التقييم الايجابي. ويشبه ما حدث في هذا الخريف بالزوبعة التي انتهت بعودة كل شيء الى وضعه الطبيعي. فالإخوان بعددهم في البرلمان لن يمثلوا تغييراً حقيقياً، والحراك الناشئ ضعيف المردود. ويرى ان حادثة بني سويف هي أشد احداث العام كآبة. فهي تعكس حالة الفساد المستشري في الثقافة المصرية، مؤكداً أن الركود الثقافي هو نتاج الحالة الضبابية في المشهد السياسي.
ياسر عبداللطيف
الروائي الشاب ياسر عبداللطيف الفائز بجائزة ساويرس للروائيين الشباب يرى أن مشهد حادثة بني سويف هو تكثيف لحالة الاهمال المصري في كل مكان. laquo;انها ليست الاولى ولن تكون الاخيرة. فحادثة قطار الصعيد الشهيرة مات فيها المئات، لكن الفارق هنا أن المسرحيين ضحايا سلطت عليهم الاضواء والحادثة ستحل مرة أخرى بل تحصل يومياً ربما في مصنع او سواه. فالاهمال والبلادة اصبحا حالة مجتمعية مؤسسة.
رضوى عاشور
الروائية والناقدة رضوى عاشور ترى ان مشهد حادثة بني سويف لا تقتصر على الحادث وحده وهو كاف، بل على متابعته الاهمال الحاصل في المؤسسات الصحية كالمستشفيات التي استقبلت الضحايا. وكذلك التعامل الامني العنيف مع اهل الضحايا وهو ما يمثل استهانة بالحياة البشرية، وعلامة من علامات التدهور العنيفة. لكن عاشور تجد من ناحية اخرى أن العام 2005 كانت له ملامح ايجابية مثل فوز هارولد بنتر بجائزة نوبل، وهو - كما تصفه - كاتب ملهم ويعد الوجه الابرز في الكتابة المسرحية في النصف الثاني من القرن العشرين. وتستشهد بتعليق الكاتب المسرحي laquo;ديفيد هيرraquo; في معرض حديثه عن فوز هارولد بنتر بأن لجنة نوبل اخيراً وعلى غير عادتها اعطت الجائزة الصحيحة للشخص الصحيح.
محمد هاشم
محمد هاشم مدير دار نشر laquo;ميريتraquo; احدى اكثر الدور انتاجاً يرى أن الحدث الاهم في 2005 يتمثل في عودة المثقفين المصريين الى لعب دور محوري في ما سماه بالحراك السياسي، متثملاً في نشأة حركة laquo;أدباء وفنانون من اجل التغييرraquo;، وهو التحرك الاكثر فاعلية للمثقفين المصريين في الثلاثين سنة الاخيرة، خصوصاً بعد فشل كل المحاولات السابقة لفك الارتباط العضوي بين المثقفين والسلطة السياسية. ويتحدث هاشم عن بداية تبلور جبهة من المخلصين والمهمومين بقضايا الوطن الرافضين للديكتاتورية السياسية والفساد المؤسسي وتواطؤ الاحزاب.
حريق المسرح في بني سويف (الحياة)
شهادات سعودية
سعد البازعي: الحدث الذي لم يحدث
الحدث الذي أود الحديث عنه، وهو ما شدني على الصعيد السعودي، ذلك الذي ما زلنا ننتظره، وبدت طلائعه تتضح، لكنّ شيئا لم يصدق حتى الآن. أقصد ما وعدتنا به وزارة الثقافة والإعلام من تطوير في الثقافة، وبات حديث الكثير من المنتمين في الوسط الثقافي، وهو الدور المنتظر الذي أشار إليه مسؤولو الوزارة، ولكن من دون أن تتخذ حياله أي خطوات عملية. وكان في طليعة تلك الأحدث المتوقعة ما يمكن أن يحدث للأندية الأدبية. لكننا نلاحظ الآن بكل أسف، أن الوقت يمضي ولا شيء يحدث. وأخشى أن قصتنا مع التغييرات الثقافية لن تكون بعيدة عن أحداث مسرحية صموئيل بيكيت laquo;في انتظار غودوraquo;. فنحن أيضا في انتظار laquo;غودوraquo; الثقافي في المملكة. كل ما أخشاه أن يكون المسؤولون في وزارة الثقافة قد تبينوا ما تبين لغيرهم من قبل، أن اعطاء الوعود أسهل من التنفيذ. ولا شك في أن الإنسان الذي هو خارج المسؤولية ستسهل عليه المطالبة، لأنه لا يعرف طبيعة الظروف، لكنّ هذا لا يعفي المسؤول من أن يكون صريحاً وواقعياً كأحد الذين دخلوا المعترك الثقافي عن قرب. لا أتصور أن هناك من العقبات ما يبرر التأخير في مسألة إذا ما قيست بقفزات تعيشها المملكة سياسياً واقتصادياً.
وأخيراً كيف تمكنت المرأة السعودية من الدخول في انتخابات الغرفة التجارية، في حين يصعب على المثقف الدخول في انتخابات ثقافية؟
سعيد السريحي: عام التغيرات السياسية
يمكن أن أصف العام 2005 بعام المتغيرات على الصعيد السياسي والإداري والأمني، وحينما تتقدم هذه الأصعدة يتراجع العمل على الصعيد الثقافي. وإن أردنا الدقة قلنا أنه يتراجع على الصعيد الأدبي انطلاقاً من أن المتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية هي متغيرات ثقافية في مفهوم الثقافة.
كان لمفهوم المشاركة التي عبّرت عن نفسها في هيئة الانتخابات، التي تضيق دائرتها حتى تصبح انتخابات مجالس بلدية، وتتسع حتى تصبح انتخابات لبرلمانات وطنية، أثرها الكبير في رفع الوعي المعرفي في مفهوم المشاركة الشعبية في صناعة القرار.
كما كان للسباق المحموم إلى دخول منظمة الغات، والانضمام الى السياق العالمي للحركة الاقتصادية، تأثيره الذي انعكس على جملة من الأنظمة والمتغيرات الاقتصادية لأكثر من بلد عربي، على نحو أصبح فيه المواطن شريكاً في رأس المال الوطني، إذ جمع عند ذاك بين المتغير السياسي الذي جعله شريكاً في صناعة القرار، والمتغير الاقتصادي الذي جعله شريكاً في رأس المال.
وعلى رغم ما يبدو من إيجابيات مما سلف، إلا أن تراجع الوضع الأمني في أكثر من قطر عربي جعل مصير المواطن العربي غامضاً، على نحو أصبحت فيه سلامته موطن شك في إمكان استفادته في الشراكة في رأس المال أو الشراكة في صناعة القرار.
باستطاعتنا أن نؤشر على تقدّم المواطن العربي، وتراجع المؤسسات العربية كسمة من سمات العام المنصرم.
وفي ظل ذلك كله نجد أن عالمنا العربي، أصبح بعد 2005 على حافّة منحنى جديد ربما نجد له انعكاساته على المسألة الأدبية أو الثقافية بمفهومها الضيّق، إذا ما استطاع المبدع العربي أن يتبيّن ملامح التغيير وملامح المستقبل كذلك.
فهد العتيق: كائنات مؤجلة
بإيجاز ، في العام 2005 لم يكن هناك أسوأ من زلزال تسونامي، ثم اعصار كاترينا، وكوارث طبيعية أخرى تكشف أن هذا الكوكب بكل امكاناته التقنية يظل عاجزاً، حين تريد هذه الطبيعة البسيطة أن تعبر عن رأيها بعنف. وسياسياً لاحظنا صعود نجم المقاومة في العراق وخفوت صوت الاحتلال الاميركي بخصوص الشرق الأوسط الكبير، فذهبت اميركا إلى سورية ولبنان لكي تعبر عن وجودها. وعلى المستوى الثقافي العربي والمحلي فلا نرى جديداً مهماً، أفضل من خفوت نسبي جيد لصوت الإرهاب والتزمت الديني في بلادنا وفي العالم العربي. ولكن ما زال الإعلام العربي والمحلي بعيداً من أجواء التعبير الحرة ، وبعيداً من حقوق الإنسان وحقوق المرأة الفعلية، وبعيداً من الأدب الجاد صاحب الموقف والقضية والفن، وقريباً من أدب التسلية والمتعة، وكأننا ما زلنا كائنات مؤجلة.
التعليقات