السبت:07. 01. 2006
رسالة واشنطن ـخالد داود
كل الخيوط تؤدي إلي جون يوrlm;,rlm; أو علي الأقل هكذا يبدو كلما تفجرت فضيحة جديدة في الولايات المتحدة تكشف عن السلطات الواسعة التي منحها الرئيس جورج دبليو بوش وكبار أعضاء إدارته لأنفسهم تحت مسمي مكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبرrlm;2001.rlm; فالمحامي الشاب البالغ من العمرrlm;38rlm; فقط والمنحدر من أصول كورية هو الترزي الأول للقوانينrlm;,rlm; إذا استخدمنا المصطلح المصريrlm;,rlm; الذي اعتمدت عليه الإدارة الحالية لتوفير الغطاء القانوني لانتهاكاتها الواسعة لأبسط حقوق الإنسان علي المستوي الدوليrlm;,rlm; وإلي درجة أقل علي المستوي الداخليrlm;.rlm;
وفي الأيام الأخيرة عادت صور المحامي يو إلي احتلال الصفحات الأولي لكبريات الصحف الأمريكية ووسائل الإعلامrlm;,rlm; وذلك بعد الكشف عن البرنامج السري الذي أقره الرئيس بوشrlm;,rlm; و سمح لوكالة الأمن القومي بالتنصت علي مكالمات واتصالات المواطنين الأمريكيين أو المقيمين علي أراضيها دون الحصول علي إذن قضائي كما تقتضي القوانين الأمريكية وذلك في حالة الاشتباهrlm;,rlm; قام بإعداده المحامي يو الذي يتعرض الآن لحملة جديدة من الانتقادات الواسعةrlm;,rlm; علي الرغم من أنه خرج منذ ما يزيد علي العام من الخدمة الحكومية ويعمل حاليا أستاذا للقانون في جامعة بيركلي القريبة من سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنياrlm;.rlm;
ولا يستبعد أيضا أن يكون المحامي يو هو أيضا ا لذي وفر الغطاء القانوني لكي يقوم مكتب التحقيقات الفيدراليrlm;(rlm; أفrlm;.rlm; بيrlm;.rlm; آيrlm;)rlm; بانتهاك حرمة منازل ومساجد المسلمين الأمريكيين أيضا دون إذن قضائيrlm;,rlm; علي الرغم من أنهم مواطنون أمريكيون في الأساسrlm;,rlm; وذلك بحجة خيالية أخري هي تتبع إذا ما كانت تصدر عنها أية إشعاعات نووية تفيد باحتمال الإعداد لهجوم إرهابي جديد داخل الولايات المتحدةrlm;,rlm; وكان الكشف في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي عن قيامrlm;(rlm; أفrlm;.rlm; بيrlm;.rlm; آيrlm;)rlm; بمثل هذا النشاط في إطار إجراءات عديدة أخري تم اتخاذها بحجة منع هجوم إرهابي جديد قد أثار بعض الاحتجاجات في وسائل الإعلامrlm;,rlm; لكنها خبت سريعا غالبا لأن المشتبه فيهم هذه المرة كانوا مسلمين أمريكيينrlm;,rlm; وهو أمر يظهر أن الغالبية العظمي من الأمريكيين يتقبلونه كإجراء منطقي في إطار تهديدات عالم ما بعدrlm;11rlm; سبتمبرrlm;.rlm;
ويبدو أن الدكتور يو يسعد كثيرا بهذه التغطية الواسعة لآرائه ومواقفه القانونية المحافظة التي تثير حفيظة جميع العاملين في منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والعالميةrlm;,rlm; بل ويفخر بها ويدافع عنها باستماتة باعتباره أمريكيا لمصلحة هدفه الأول وهو حماية أمن الوطنrlm;.rlm; الدكتور يو كان قد أثار عاصفة واسعة من الجدل في منتصف عامrlm;2004rlm; في سياق الكشف عن فضائح التعذيب في سجون أبو غريب في العراق وجوانتانامو في كوباrlm;,rlm; وذلك بعد أن تسربت إلي وسائل الإعلام مذكرة قانونية أعدها في مطلع عامrlm;2002rlm; وخلص فيها إلي تعريف عبثي للتعذيب من أجل السماح لأجهزة المخابرات الأمريكية باستخدامه دون ملاحقة قانونيةrlm;,rlm; وذلك بالقول إنه لا يعد تعذيباrlm;,rlm; أي ممارسات لا تؤدي إلي فشل دائم لأجهزة الضحية أو الوفاةrlm;.rlm; وعلي هذا الأساسrlm;,rlm; أقر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قائمة طويلة تتضمنrlm;23rlm; طريقة لممارسة التعذيب بما في ذلك تعليق المعتقلين علي قطع خشبية وإغراقهم في المياه حتي يشعرون بأنهم سيفقدون حياتهم وحرمانهم من النوم لأيامrlm;,rlm; وتعريضهم لدرجات مختلفة من الحرارة المرتفعةrlm;,rlm; والبرودة الشديدةrlm;,rlm; والإضاءة المبهرةrlm;,rlm; والموسيقي الصاخبةrlm;,rlm; وإجبار المعتقلين علي البقاء لفترات تتجاوزrlm;24rlm; ساعة وهم مقيدون ومجبرون علي البقاء في أوضاع صعبة ومؤلمةrlm;,rlm; واعتبار كل هذه الأمور لا تمثل تعذيبا بناء علي التعريف القانوني للدكتور يو مادامت لا تؤدي إلي وفاتهمrlm;.rlm; وبعد أن تسربت هذه القائمة إلي وسائل الإعلام الأمريكية وأثارت عاصفة من الاحتجاجات في الكونجرس ومنظمات حقوق الإنسانrlm;;rlm; اضطر رامسفيلد سريعا إلي إعلان التراجع عنها وإعلان تشكيل لجنة لتحديد الوسائل المسموح باستخدامها في أثناء التحقيق مع المشتبه في انتمائهم لمنظمات إرهابيةrlm;.rlm;
كما كشفت منظمات حقوق الإنسان الأمريكية ـ وذلك في إطار جهودها المكثفة للحد من سلطات الرئيس بوش الاستثنائية التي منحها لنفسه بصفته زعيم حزب ـ عن مذكرة أخري أعدها أيضا الدكتور يو وبرر فيها عدم التزام الولايات المتحدة بمعاهدة جنيف الدولية الخاصة بحقوق أسري الحربrlm;,rlm; والخروج بذلك المصطلح المبتكر في شره وهو مقاتل عدو لحرمان المعتقلين من حقوقهم الأساسيةrlm;,rlm; خاصة إخطار الصليب الأحمر الدولي بوجودهم وتوجيه تهم رسمية إليهم ومحاكمتهم محاكمة عادلةrlm;,rlm; بدعوي أن الإرهابيين ليسوا أعضاء في جيش نظامي لدولة محددةrlm;,rlm; بل أعضاء عصابة للإرهابيين من تنظيم القاعدة تضم مقاتلين من كل دول العالمrlm;.rlm; وبناء علي ذلك الرأي القانوني تدير الولايات المتحدة سجونها السرية التي كشفت عنها وسائل الإعلام أخيرا في دول أوروبا الشرقية وفي أماكن أخري لا يعرف أحد عنها في العالم شيئا سوي دائرة ضيقة للغاية في الإدارة الأمريكيةrlm;.rlm;
وما يزيد من تلك الهالة والجدل الصاخب المحيط بالدكتور يو ـ الذي فر بأسرته من كوريا هربا من الشيوعية ـ حقيقة أنه صغير السنrlm;,rlm; ومن الناحية العملية كان يشغل منصبا متوسطا في الهيكل الوظيفي كمحام في وزارة العدلrlm;,rlm; لكنه رغم ذلك وبعد أيام قليلة من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر وجد نفسه علي اتصال مباشر بكبار صناع القرار في البيت الأبيض بدرجة تفوق غالبا اتصالات وزير العدل نفسه في ذلك الوقت جون أشكروفتrlm;,rlm; وذلك بعد أن انبهر كثيرا بمذكراته القانونية وأثنوا عليها لأنها بدت محكمة وقاطعة في منحها لهم السلطات الواسعة التي كانوا يتطلعون إليها لشن حربهم ضد الإرهاب بلا هوادة ودون أية معوقات قانونيةrlm;.rlm;
وعلي الرغم من أن الدكتور يو كان لم يتجاوز الـrlm;34rlm; من العمر في عامrlm;2001rlm; عندما وقعت هجمات سبتمبرrlm;,rlm; فإنه كان قد اكتسب بالفعل سمعة جيدة في الدوائر القانونية الرسمية المتصلة بالإدارة الأمريكية والقضاة المحافظينrlm;,rlm; وذلك بناء علي عدة آراء كان قد نشرها في مقالات سابقة وأيد فيها توسيع سلطات الجهة التنفيذيةrlm;,rlm; أي مؤسسة الرئاسةrlm;,rlm; في حالات الحروبrlm;,rlm; وذلك علي أساس صفة الرئيس كقائد أعلي للقوات المسلحةrlm;,.rlm;وكان مكتب نائب الرئيس ديك تشيني وكذلك وزير العدل الحالي ألبرتو جونزالزrlm;,rlm; الذي شغل منصب المستشار القانوني للبيت الأبيض في أثناء أحداث سبتمبرrlm;,rlm; من الداعمين الرئيسيين للمحامي يو وتبنوا المذكرات القانونية التي قام بإعدادها وضمنوا موافقة الرئيس بوش عليها بسعادة بالغة طبعا علي ما يبدوrlm;.rlm;وكما هو معروف فإن الرئيس بوش وكبار مساعديه لا يحبون الاستماع سوي إلي الآراء التي توافق توجهاتهم وإيمانهم العميق بأنهم يقودون مهمة تاريخيةrlm;,rlm; وبالتالي يجب ألا تعوقهم أي مبررات قانونية أومعاهدات دوليةrlm;.rlm; وكشفت الوثائق الرسمية عن أن تشيني ورامسفيلد كانا يقومان باستبعاد المحامين الحكوميين المعارضين لمنح هذه السلطات الواسعة للجهة التنفيذية بدعوي مكافحة الإرهابrlm;,rlm; خاصة المستشارين القانونيين لوزارة الخارجية الذين كانوا يتمسكون بضرورة احترام الولايات المتحدة للمعاهدات والقوانين الدوليةrlm;,rlm; والتذكير بأنه من غير المعقول أن يكون الرئيس بوش هو المحاضر الأول في العالم عن ضرورة احترام حقوق الإنسان ونشر الديمقراطيةrlm;,rlm; بينما الأجهزة الأمنية وجنود الجيش الأمريكي يقومون بممارسة أسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسانrlm;,rlm; بل ويرون أن ذلك قانوني وصائبrlm;.rlm;
وبجانب الآراء القانونية التي قام الدكتور يو بتوفيرها للبيت الأبيضrlm;,rlm; بناء علي قراءته التي يري الكثير من المحامين الآخرين أنها خاطئة للدستور والقوانين الأمريكيةrlm;,rlm; علي الرغم من إقرارهم بذكائه وطموحه الواسعrlm;,rlm; فلقد استغل المحامي الشاب أيضا القرار الذي أصدره الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة بعد ثلاثة أيام من هجمات سبتمبر ومنح فيه الرئيس بوش الحق في اتخاذ كل وسائل القوة اللازمة والمناسبة ضد الدول والمنظمات والأفراد الذين يقرر الرئيس أنهم قاموا بالتخطيط أو التوجيه أو التنفيذ أو المساعدة في ارتكاب الهجمات الإرهابيةrlm;.rlm; ولكن كبار أعضاء الكونجرسrlm;,rlm; ومنهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في ذلك الوقت توم داشيلrlm;,rlm; أكد أنه كان حريصا قبل تمرير ذلك القرار علي رفض اقتراح قدمه البيت الأبيض بأن تشمل هذه السلطات الاستثنائية ملاحقة المشتبه فيهم داخل الولايات المتحدة وهو ما قام به بوش عمليا من خلال إقراره برنامج التنصت السري الذي جري الكشف عنه أخيراrlm;,rlm; لكن يبدو أن المحامي يو وكبار المستشارين من ترزية القوانين في البيت الأبيض ووزارة العدل الأمريكية لم يكترثوا لتحفظات الكونجرس هذهrlm;,rlm; واعتبروا أن الرئيس بوش ـ بعد هجمات سبتمبر ـ أصبح الملك المتوجrlm;;rlm; ليس لأمريكا فقطrlm;,rlm; ولكن للعالم بأكمله يحق له اتخاذ ما يشاء من إجراءات لحماية أمن بلاده والقضاء علي الإرهابrlm;.rlm;
وكان هذا ما أكدته صحيفة واشنطن بوست في تحقيق بارز آخر لها يوم الجمعة الماضي كشفت فيه عن أن المستشارين القانونيين الرسميين لم يكتفوا فقط بتوفير الغطاء القانوني لأجهزة المخابرات بإنشاء سجون سريةrlm;,rlm; بل ذهبوا إلي حد إعداد مذكرات قانونية سمحوا فيها لضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكيةrlm;(rlm; سيrlm;.rlm; آيrlm;.rlm; أيهrlm;)rlm; بالتخلص من جثث من يلقون مصرعهم في السجون السريةrlm;,rlm; وذلك بإحراقها بعد التوقيع علي محضر تشريح دون أن يعرف أي طرف خارجيrlm;,rlm; بما في ذلك الصليب الأحمر الدوليrlm;,rlm; سواء باعتقال هؤلاء أو بالطبع وفاتهمrlm;..rlm; نموذج رائع آخر من قائدة العالم الحر في احترام أبسط حقوق الإنسان بناء علي نصائح ترزية القوانين الأمريكيين من أمثال الدكتور جون يوrlm;.rlm;
التعليقات