الأربعاء:11. 01. 2006
رجائي عطية
من المشاهد الحاضرة في القرآن المجيد rlm;-rlm; الاحترام العميق لجميع الرسل و الأنبياءrlm;,rlm; بل وجعل من الإيمان بجميع الرسالات السابقة أصلا من الأصول الاسلاميةrlm;,,rlm; وجزءا لا يتجزأ من الإيمان بالاسلامrlm;..rlm; يقول عز من قائلrlm;:rlm; قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمونrlm;(rlm; البقرةrlm;/136)..rlm; ويقول سبحان وتعاليrlm;:rlm; قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمونrlm;(rlm; آل عمرانrlm;/84).rlm;
احتفال القرآن المجيد بجميع الرسل والأنبياءrlm;,rlm; وعده الإيمان برسالاتهم أصلا من الأصول الإسلاميةrlm;,rlm; اقترن بتوقيرهم وتكريمهم أبلغ تكريم في آيات الذكر الحكيمrlm;..rlm; يقرأ المسلم في القرآن قول الله تعاليrlm;:rlm; إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران علي العالمينrlm;(rlm; آل عمرانrlm;33)..rlm; شرع لكم من الدين ماوصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيهrlm;(rlm; الشوريrlm;13)..rlm; يصافح قاريء القرآن ما أسبغة رب العالمين علي هؤلاء الأنبياء من كريم الصفات والشمائل والسجاياrlm;,rlm; وأعطر ما بثه إليهم من التحياتrlm;..rlm; سلام علي نوح في العالمينrlm;(rlm; الصافاتrlm;79)..rlm;
وعن أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلامrlm;:rlm; ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحينrlm;(rlm; البقرةrlm;130)..rlm; واتخد الله إبراهيم خليلاrlm;(rlm; النساءrlm;125)..rlm; يصفه رب العزة بأنه الحليم الأواه إن إبراهيم لحليم أواه منيبrlm;(rlm; هودrlm;75),rlm; وبأنه كان صديقا نبيا واذكر في الكتاب إبراهيم أنه كان صديقا نبياrlm;(rlm; مريمrlm;41)..rlm; سلام علي إبراهيمrlm;(rlm; الصافاتrlm;109)...rlm; تتوالي هذه النفحات المعطرة بالقرآن لجميع الرسل والأنبياءrlm;..rlm; و واذكر في الكتاب موسي إنه كان مخلصا وكان رسولا نبياrlm;(rlm; مريمrlm;51)..rlm; وزكريا ويحيي وعيسي وإلياس كل من الصالحينrlm;*rlm; وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا علي العالمينrlm;(rlm; الأنعامrlm;86,85)..rlm;
يعرف المسلم مما يقرأه في القرآن المجيدrlm;,rlm; أنه احتفي بالسيد المسيح عليه السلامrlm;,rlm; وبأمه مريم العذراءrlm;..rlm; وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمينrlm;(rlm; آل عمرانrlm;42)..rlm; إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربينrlm;*rlm; ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحينrlm;(rlm; آل عمرانrlm;46,45).rlm;
أجلrlm;,rlm; يوجد اختلاف بين الإسلام والمسيحية في طبيعة السيد المسيحrlm;,rlm; أورد فيه القرآن المجيد بيانهrlm;,rlm; بيد أن هذا البيان لاينعي شيئا البته علي السيد المسيحrlm;,rlm; بل ويورد القرآن الحكيم عما قاله عليه السلام لبني إسرائيلrlm;:rlm; وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النارrlm;(rlm; المائدrlm;72)..rlm; المسيح عيسي بن مريم رسول الله وكلمتهrlm;,rlm; والبيان القرآني حافل بآيات تنزيه وكرامة المسيح علية السلام وتأييده بالبينات والإنجيل المنزل وروح القدسrlm;..rlm; وقفينا بعيسي ابن مريم وآتيناه الإنجيلrlm;(rlm; الحديدrlm;27)..rlm; تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض منهم من كلم الله
ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدسrlm;(rlm; البقرةrlm;253)..rlm; ولقد آتينا موسي الكتاب وقفيناه من بعده بالرسل وآتينا عيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدسrlm;(rlm; البقرةrlm;87)..rlm; هذه المنزلة الرفيعة التي أسبغها القرآن المجيد علي السيد المسيحrlm;,rlm; ارتفعت به أن يناله ما ينال الناسrlm;,rlm; أو يحيق به مايحيق بهمrlm;,rlm; وهو في حصن الله عز وجل وتحت جناحهrlm;:rlm; إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفونrlm;(rlm; آل عمرانrlm;55)..rlm;
علمه ربه سبحانه وتعالي الكتاب والحكمةrlm;,rlm; وأيده بالمعجزات المصدقة لرسالتهrlm;:rlm; ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيلrlm;*rlm; ورسولا إلي بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتي بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنينrlm;*rlm; ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعونrlm;(rlm; آل عمرانrlm;48-50).rlm;
هذا الاحتفال بالأنبياء عموماrlm;,rlm; وبالسيد المسيح عليه السلامrlm;,rlm; محفور في وجدان المسلمrlm;,rlm; يستقيه ويتشربه من آيات القرآن الحكيمrlm;,rlm; الذي سميت بعض سورة بأسماء السابقين علي الإسلام من الرسل والأنبياء وآلهمrlm;..rlm; سورة آل عمرانrlm;,rlm; ويونسrlm;,rlm; وهودrlm;,rlm; ويوسفrlm;,rlm; وإبراهيمrlm;,rlm; ومريمrlm;,rlm; والأنبياءrlm;,rlm; ويسrlm;,rlm; ونوحrlm;..rlm; يتبرك المسلمون بتسمية أولادهم بهذه الأسماءrlm;,rlm; وبأسماء موسي وعيسي ويعقوب وإسحق وأيوب وهود وصالح وهارون وشعيب وزكريا ويحيي وغيرهم من الرسل والقديسينrlm;..rlm; ويتعلم المسلم من قرآنه المجيد أن الأسرة الإنسانية تنتمي إلي أصل واحدrlm;,rlm; لافرق فيه بين أحد وآخر إلا بتقوي الله عز وجلrlm;..rlm; يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبيرrlm;(rlm; الحجراتrlm;13)..rlm; مرد الخلق إلي نفس واحدةrlm;..rlm;
هذا التوقير القرآني للرسل والأنبياءrlm;,rlm; ولرسالاتهمrlm;,rlm; واكبه ماروي عن رسول القرآن صلي الله عليه وسلمrlm;,rlm; في سياق منظومة كاملة لاتعادي الآخر أو تزدريهrlm;..rlm; لم يدع عليه السلام إلي سبيل ربه إلا بالحكمة والموعظة الحسنةrlm;,rlm; ولم يجادل إلا بالتي هي أحسنrlm;,rlm; ولم يلو أحدا أو يكرهه علي دينrlm;,rlm; لا إكراه في الدينrlm;(rlm; البقرةrlm;256)rlm; ولم يلاحق من يعرض عن الهداية والدعوة إلي سبيل اللهrlm;..rlm; والمسلمون لايتعاونون إلا علي البر والتقوي ولايتعاونون علي الإثم والعدوانrlm;..rlm; هذا كله وغيره يصب في عقيدة المسلم وحناياه سماحة وإقبالا خالصاrlm;..rlm; هذا الإقبال ينطوي علي المزيد من الإخاء للنصاري من واقع ما علمه ويعلمه المسلم من القرآن الحكيمrlm;..rlm;
قد لاقي بني القرآن صلي الله عليه وسلم المسلمون والأوائل عداء وكيدا من يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضيرrlm;,rlm;
ولكنهم لاقوا مودة ورحمة من المسيحية والمسيحيين ومن نجاشي الحبشة المسيحيrlm;..rlm; حدث القرآن المجيد فقال عن ذلكrlm;:rlm; لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا و وانهم لايستكبرونrlm;(rlm; المائدةrlm;82)..rlm; العبرة في هذه الآيةrlm;-rlm; ككل آيةrlm;-rlm; هي بعموم النص لا بخصوص السببrlm;..rlm; في المنظومة المحمديةrlm;:rlm; المسلم آلف ومألوفrlm;,rlm; ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلفrlm;..rlm; في الحديث النبوي أن السلام قبل الكلامrlm;..rlm; وفيهrlm;:rlm; ولاتؤمنوا حتي تحابواrlm;:rlm; ألا أدلكم علي شئ إذا فعلتموه تحاببتمrlm;:rlm; أفشو السلام بينكمrlm;....rlm; هذه الدوحة الإسلامية اتسعت ولا تزال متسعة لأهل الأديانrlm;,rlm; وللنصاري علي وجه الخصوصrlm;..rlm; في القرآن المجيدrlm;:rlm; اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهمrlm;(rlm; المائدةrlm;5)..rlm; في رسالة رسول القرآن صلي الله عليه وسلم إلي عامله في اليمنrlm;:rlm; من كان علي يهودية أو نصرانية فلا يفتتن عنهاrlm;,rlm; والذميون في الحديث النبويrlm;:rlm; لهم مالنا وعليهم ما عليناrlm;..rlm; من آذي ذميا فأنا خصمهrlm;,rlm; ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامةrlm;..rlm;
طبيعي أن يكون إيمان المسلم بإسلامه لابسواهrlm;,rlm; وأن تكون عقيدة المسيحي في مسيحيته لاسواهاrlm;..rlm; ولكن المؤكد أنه لايوجد في المدونات الإسلاميةrlm;,rlm; قرآنا وسنةrlm;,rlm; ما يحمل عداوة أو بغضاء أو كراهية للمسيحيrlm;,rlm; أو سببا للاحتقانrlm;,rlm; وهو الدين الذي قال قرآنه عن النصاري إنهم أقرب أهل الأديان إخاء ومودة للمسلمينrlm;,rlm; فهل يوجد في المدونات المسيحية المقدسة ما يناقض هذا؟ دعونا نطل علي ذلك في المقال القادم إن شاء اللهrlm;.rlm;
التعليقات