هواجس

عقيل سوار

فيما كنت أرتب أوراقي‮ ‬استعدادًا‮ ‬للسفر في‮ ‬رحلة خليجية سريعة‮ (‬دبي‮)‬،‮ ‬استلمت الرسالة التالية،‮ ‬من قارئة فطنة‮: ‬‮

‬اسمي‮ (‬زهراء‮)‬،‮ ‬طالبة ماجستير،‮ ‬طلب مني‮ ‬في‮ ‬هذه الفترة انجاز بحث له علاقة بالإعلام والصحافة،‮ ‬واخترت علي‮ ‬سيار كشخصية ثرية‮ (‬معنويا أقصد طبعا‮) ‬عشان ابحث عنه او بالأحرى أعيد كتابة سيرته من جديد بطريقتي‮ ‬،‮ ‬وقد تحمست لهذا الموضوع جدًّا بعدما قرأت‮ ‬آراء الناس اللي‮ ‬عاصرته،‮ ‬واستشعرت من بعضها أن الكلام عنه‮ ‬،‮ ‬سم مدسوس بعسل؟ بصراحة هذا اللي‮ ‬وصلني‮! ‬لكني‮ ‬شعرت أيضا أنه‮ ‬حتى السم المنســــوب لرجل مثله كان مقبولا لدى من عرفه‮ ! ‬فما السر‮ ‬يا ترى؟ اعتدت ان أرى في‮ ‬المناسبات المماثلة ذكر الحسنات لدرجة البكاء واظهار الشخص على أســـاس انه ملاك بلا أخطاء،‮ ‬فلماذا‮ ‬يحظى علي‮ ‬سـيار بكل هذا الحب ولماذا‮ ‬يختلف معه آخرون حتى الموت؟‮ ‬
أستاذي‮ ‬الفاضل‮ ‬يا صاحب الكتابة المسرحية المميزة ذات البصمة‮ (‬لزوم الاستعطاف‮!) ‬هل أحظى بما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يفك طلاسمي‮ ‬وانا اكتب السيرة؟
‮ ‬في‮ ‬انتظار ما ستقوله لي‮!‬

في‮ ‬اليوم التالي،‮ ‬تحدثت للفاضلة زهراء،‮ ‬على المسنجر،‮ ‬لساعتين تقريبا تداولنا فيهما في‮ ‬سيرة علي‮ ‬سيار،‮ ‬تداولا مأزوما،‮ ‬انتقلت خلاله عدوى السؤال،‮ ‬لي‮ ‬وجيشت الرغبة في‮ ‬إعادة قراءة ما كنت قد كتبته في‮ ‬مناسبتين أخيرتين من مناسبات تكريم عميد صحافتنا‮ ‬،‮ ‬وقررت أن تكون هذه القراءة مادة هذه المساحة للأيام التالية،‮ ‬أملا في‮ ‬تأريخ أكثر دقة‮ ‬،لأكثر شخصيات صحافتنا البحرينية إثارة وثراء‮.‬
تصديقا لانطباع الدارسة الفطنة،‮ ‬كنت قد كتبت أن أيًّا من روايتين‮ ‬لسيرة علي‮ ‬سيار،‮ ‬سوف تختلف لدرجة التناقض مهما حاولتــــا تدويـــن شخصية علي‮ ‬سيار تدوينا منصفا‮ ‬،‮ ‬فلا أكاد أذكر صحافيا عمل تحت إمــــرة علي‮ ‬سيار إلا اختلف معه وانتهى الأمر بينهما بالانفصال انفصــــالا‮ ‬غير ودي،‮ ‬وقد زعمت‮ ‬لنفسي‮ ‬ولا أزال من هذا الوجه درجة من التميز،‮ ‬إذ اختلفت وانفصلت عن علي‮ ‬سيار مرتين،‮ ‬وليــــس مــرة واحــــدة‮ ‬،‮ ‬ولكل من المرتين دلالة ومعنى خاص في‮ ‬أي‮ ‬تدوين لسيرة علي‮ ‬سيار‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يؤهلني‮ - ‬بسنة تراكم التجارب‮ - ‬لقراءة‮ ‬،‮ ‬ثم تدوين‮ ‬أكثر دقة وموضوعية‮ ‬،‮ ‬سأحاول فيها التمـــاس إجابة صحيحة لأسئلة الدارسة الفطنة‮.‬

للحديث صلة