دونالد غريغ - واشنطن بوست



يغلي العالم الآن على أثر تفجيرات بيونغ يانغ النووية أول من أمس. ولكن وفي غضون هذا الغليان أقول إن نصيحتي لكم هي بأن لا ترتعبوا كثيرا من جراء هذا الخبر أو الحدث، الذي لا يمكن التقليل من أهميته بأية حال. ذلك لأن هدف كيم جونغ ايل رئيس كوريا الشمالية هو البقاء على قيد الحياة وإحداث نوع من التغيير النهائي في كوريا الشمالية فيما لن يكون الانتحار بأية حال هدفا أساسيا له. ومن هنا يذهب تقديري الى أن الوضع الدبلوماسي في شمال شرق آسيا سيكون معقدا الى حد كبير بسبب الاختبار الذي اجرته كوريا الشمالية، والذي اعتقد انه كان غلطة كبرى من ناحيتهم، ولكن وفي المقابل علينا أن نذكر أن الصواريخ ليست على وشك الانطلاق.

ولكن وفي المقابل، قد يشير الاختبار الى صعود في نفوذ الطرف المتشدد في جيش الشعب الكوري الذي يفرض قبضته، في الوقت الحالي على الأقل، على الاطراف الأخرى الأكثر اهتماما بالتحولات في كوريا الشمالية. ويمكن هنا للشروع بحوار ثنائي جاد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة أن يعزز موقف المعتدلين ويخفف من التوتر في الوضع عموما، ولكن ذلك غير محتمل الحدوث على الاطلاق.

ولكن السؤال الحيوي هنا هو: لماذا لا تجري ادارة بوش محادثات ثنائية وحقيقية مع كوريا الشمالية كما فعل البريطانيون (والولايات المتحدة في خاتمة المطاف) مع ليبيا؟ ، وأغنيكم عن الإجابة لأقول: لأن ادارة بوش ترى الدبلوماسية شيئا يجب اتباعه مع بلد آخر كمكافأة لذلك البلد على سلوكه الجيد. ويبدو انهم لا ينظرون الى الدبلوماسية باعتبارها اداة تستخدم مع الخصوم من الدول والأطراف، مما يمكن أن يخلق تحسنا في سلوك مثل تلك الجهات، وحلا للقضايا التي تسبب لنا المشاكل. هكذا نحن لا نتحدث الى ايران او سوريا او حزب الله او كوريا الشمالية. نحن نتحدث الى اصدقائنا فحسب، وهذه غلطة كبرى.

* مسؤول في وكالة المخابرات المركزية منذ عام 1951 وصلة الرئيس كارتر بمجلس الأمن القومي ومستشار الأمن القومي لنائب الرئيس جورج بوش الأب والسفير الأميركي لدى كوريا الجنوبية من 1989 حتى 1993. وهو الآن رئيس مجلس الجمعية الكورية.