الجمعة: 2006.10.13


محمد عبد الحميد عبد الرحمن - اذاعة هولندا
ترجمة: علي حمزة

دعا غوردون براون، المرشح الأول لخلافة توني بلير في قيادة حزب العمال ورئاسة الوزراء في بريطانيا، أوروبا والولايات المتحدة إلى شن quot;حرب ثقافيةquot; مشتركة لهزيمة تنظيم القاعدة والإرهاب الدولي ndash; بالطريقة التي تمت بها هزيمة النازية والشيوعية سابقاً.

وتبدو التعليقات القوية الصادرة من السيد براون ـ الذي قيل: إنه لم يؤيد حرب العراق بقوة ـ إعادة تأكيد لالتزامه بالحرب ضد الإرهاب، ولكن بمنهج يختلف قليلاً.

وفقاً لما ذكرته الديلي تليغراف البريطانية فإن السيد براون أبلغ فريق البحث في الشئون الخارجية بمؤسسة شاثام أن quot; لدى تنظيم القاعدة رسالة عالمية ndash; من أفغانستان إلى شوارع بريطانيا، مفادها أن الغرب يشن حرباً ضد الإسلام ويحاول إفساد معتنقيه.

وحسب ما يقوله السيد براون: على أوروبا وأمريكا أن يوحدا جهودهما لتطوير رسالة تعرّي الكراهية التي تنبع منها الأيديولوجية المتطرفة، وتوضح أن الأمر ليس صراعاً بين الحضارات. يجب عليهما أن يجتذبا قلوب وعقول المسلمين المعتدلين وعزل المتطرفينquot;.

على أية حال، ظلت عملة كسب قلوب وعقول المسلمين المعتدلين في المعركة ضد الإرهاب تحت التداول منذ وقت ليس بالقصير كأكثر الأساليب سلاسة وفعالية لتجفيف المنبع الذي يصدر عنه التطرف.

كان الأمريكيون أول من التقط تلك العبارة، وقد أنفقوا أموالاً طائلة في إقامة مؤسسات إعلامية تبث باللغة العربية، وأهمها محطة إذاعة سوا وقناة الحرة التلفزيونية.

ورغم ذلك، نجد وسائل الإعلام في بريطانيا والدول الإسلامية مهتمة بشكل خاص بالمقارنة التي عقدها السيد براون بين قادة وأعضاء القاعدة الهاربين وبين الشيوعية والنازية اللتين دعمتهما أقوى دولتين في العالم.

وركز السيد براون على أن إنشاء جبهة عالمية ضد الإرهاب يتطلب المشاركة النشطة من قبل وسائل الإعلام، الفنون، الجامعات، المؤسسات الثقافية، الكنائس، والنقابات، والأندية الرياضية، بالإضافة للأدوات العسكرية.

وقد أشار أيضاً ـ وبوضوح ـ إلى أنه، وبمجرد أن يتسلم السلطة، سوف يطلب موافقة مجلس العموم بالسماح للشرطة تمديد فترة احتجاز المتهمين بالإرهاب إلى 90 يوماً بدلاً من ال 28 يوماً الحالية. بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلن تأييداً قوياًً لتصريحات زعيم مجلس العموم جاك سترو حول ارتداء النساء المسلمات الحجاب، خاصة ما قاله من أنه يعتقد أن ارتداء الحجاب هو تعبير عن العزلة.

وبوجوده على رأس وزارة الخزانة البريطانية لسنوات، فإن رئيس مجلس الوزراء المحتمل، قد كان مشاركاً فعلياً في الحرب ضد الإرهاب لفترة طويلة، وذلك من خلال تعقب تمويل شبكات الإرهاب على نطاق العالم، وتطوير صلاحيات وشروط وممارسة المحاسبة الجنائية لتحديد مكان الأموال المرصودة لتمويل الإرهاب، واحتجازها وتحييدها.

وقال السيد براون:quot;إن الكثير من المنظمات الخيرية والمانحين تعرضوا للاستغلال بواسطة الإرهابيين. ورغم أن شركات الصرافة، والمصارف ومرسلي الأموال جميعها تعمل وفقاً للقانون، إلا أنها تخضع حالياً للمراجعة الحكومية؛ لأنه من المعروف عنها أنها قابلة لإساءة الاستخدام كمصدر لتمويل الإرهابquot;.

من المؤكد أن غوردون براون ـ الذي يستعد الآن لتسلم منصب رئيس الوزراء العام القادم، والذي لا يحظى بدعم توني بليرـ يرغب في الظهور كزعيم وطني مصمم على معالجة القضايا الأمنية بطريقة مختلفة، أكثر من كونه مجرد بيروقراطي في الشئون المالية.

بالنسبة للناقدين في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، فإن المساواة بين القاعدة والشيوعية والنازية تبدو مبالغا فيها بعض الشيء، وتهدف إلى مخاطبة القوى السياسية البريطانية الداخلية أكثر من الحرب على الإرهاب.

ويعتبر بعض النقاد أن الدعوة إلى حرب ثقافية تفاقم من المناخ المتأزم أصلاً بين المسلمين والغرب، خاصة غداة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية مطلع العام الجاري والملاحظات التي أدلى بها البابا quot;بنديكت السادس عشرquot; بالإضافة إلى الأزمة التي تحوم فوق الرؤوس حالياً بشأن فيديو دنماركي.