laquo;14 آذارraquo; توقفت أمام كلام الأوساط الإيرانية لـ laquo;الحياةraquo; وقررت... وlaquo;حزب اللهraquo; المشاركة بإيجابية ...
بيروت - وليد شقير
يفتتح رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحادية عشر قبل ظهر اليوم، أسبوعاً حاسماً ومفصلياً من حياة لبنان السياسية، بترؤسه طاولة التشاور بين الأقطاب الـ 14 لطاولة الحوار من اجل التشاور في المخارج الممكنة من المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد حول الخيارات السياسية المستقبلية، والذي بات يختصر بمطلب laquo;حزب اللهraquo; والعماد ميشال عون وحلفائهما في المعارضة، قيام حكومة وحدة وطنية، وبحصول هذا التحالف على ثلث عدد وزرائها من اجل ضمان القدرة على التأثير في سياستها، نظراً الى ان الدستور ينص على اتخاذ قرارات أساسية بأكثرية الثلثين من جهة ولأن الحكومة تعتبر مستقيلة اذا استقال ثلث أعضائها من جهة ثانية.
وتنعقد الطاولة المستديرة التي تضم قادة الأكثرية والأقلية في المجلس النيابي، وسط أعصاب مشدودة على الصعيد الإعلامي بين الأفرقاء المختلفين وفي صفوف المواطنين الذين يتخوفون من إنذار الأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصر الله بالنزول الى الشارع في نهاية هذا الأسبوع، اذا لم تتم تلبية مطلب حكومة الوحدة الوطنية، ومن رد فريق الأكثرية الذي لوح بعض قادته بالنزول الى الشارع في المقابل. لكن الأوساط السياسية تراهن على الدور الوسطي والتوفيقي لبري الذي أجرى خلال الأسبوع الماضي سلسلة اتصالات لتشجيع الأفرقاء على الإقبال على تسوية للأزمة التي تتناول مواضيع اخرى مهمة غير الحكومة مثل المحكمة الدولية والقرار الدولي الرقم 1701 وإجراء انتخابات رئاسية لاستبدال الرئيس الحالي اميل لحود الممدد له... على رغم جدول الأعمال بالحكومة وقانون الانتخاب.
وتوقعت مصادر سياسية متابعة ان يفسح بري في المجال امام الأفرقاء ان يتناولوا مواضيع الخلاف كافة إذا أرادوا انطلاقاً من العناوين الفرعية الحتمية التي يفرضها عنوان قيام حكومة وحدة وطنية. إلا ان هذه المصادر التي رأت ان اتصالات بري أنتجت مناخاً ايجابياً تجاه التشاور، من دون ضمان حصول اتفاق، حتى مساء امس، أبدت تخوفها من ان تلقي الأجواء الإقليمية بثقلها على إرادة الأطراف بالتوافق على مخرج، اذا وجدوا ان ثمة مخارج من المأزق ومن المواقف التي حشر كل منهم نفسه فيها، في شكل يساعدهم على تجنب كأس التصعيد المرة التي تفتح الوضع اللبناني على احتمالات الفوضى والمجهول، وفق تحذيرات دول كثيرة للأقطاب السياسيين، وفي مقدمها السعودية التي قام سفيرها في بيروت عبدالعزيز خوجة باتصالات ولقاءات شجعت على الحوار تفادياً للصورة السوداوية. كذلك فعل السفير المصري حسين ضرار.
ولم تستبعد أوساط مراقبة ان يترك بري للأفرقاء ان يقولوا ما لديهم في جلسة او اثنتين، قبل ان يطرح اقتراحه الذي تتداوله وسائل الإعلام منذ أسبوع، ويقضي بتوسيع الحكومة الحالية من 24 الى 30 وزيراً، بإضافة 3 وزراء للعماد عون، وواحد لتحالف laquo;أملraquo; ndash; laquo;حزب اللهraquo; واثنين لقوى 14 آذار، مع وجود سيناريوهات اخرى لتوزيع هؤلاء الوزراء المضافين اذا اقتضت المخارج ذلك.
وعلمت laquo;الحياةraquo; ان بري الذي يبدو موقعه الوسطي مؤثراً على اتجاهات الأمور في التشاور حول الموضوع الحكومي، ينطلق من اقتناع بأن المخرج بالتوسيع وليس بتغيير الحكومة، وبالتمسك برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة باعتباره ضمانة خصوصاً على الصعيدين العربي والدولي في هذه الظروف نظراً الى أهميته مهما كانت ملاحظات الحزب وحلفائه عليه ومهما كانت مآخذه هو ايضاً على بعض أدائه الحكومي والإداري، وباقتصار التوسيع على ضم وزراء يمثلون العماد عون الى الحكومة بحيث يكون التوسيع برلمانياً، ولا يضم وزراء جدداً من رموز المعارضة الآخرين.
وعشية الجلسة الأولى للتشاور عقدت قيادات قوى 14 آذار اجتماعاً في منزل رئيس كتلة laquo;المستقبلraquo; النيابية سعد الحريري. وعرض المجتمعون laquo;المستجدات والمواقف وتبادلوا وجهات النظر والتنسيق في المواقف عشية عقد جلسة التشاور واتخاذ موقف موحد بشأنهاraquo;. وعلمت laquo;الحياةraquo; ان المجتمعين قرروا المشاركة في التشاور laquo;بنية ايجابية وبحثوا الاحتمالات كافة، أي إمكان التوافق وإمكان المواجهة، وما يتطلبه كل منها من خطواتraquo;. وقال أحد المشاركين في الاجتماع ان قوى 14 آذار laquo;قررت دعم حكومة الرئيس السنيورة والدفاع عنها، وهي في الوقت نفسه منفتحة على فكرة تمثيل العماد ميشال عون فيها، ولكن ضمن حدود، لا تؤدي الى تعطيلها بالتحكم في قراراتها ونحن مستعدون لحوار في كل القضاياraquo;.
وقال أحد أقطاب 14 آذار ان المجتمعين توقفوا امام ما نشرته laquo;الحياةraquo; في عددها امس عن موقف laquo;أوساط قريبة من القرار في ايرانraquo;، والتي ربطت قوى 14 آذار بالاستكبار العالمي في مواجهة laquo;حزب اللهraquo; ومشروع الشرق الأوسط الإسلامي الجديد...raquo; وحديثها عن laquo;السلطة السياسية غير العادلة في لبنانraquo;. وذكر القطب نفسه ان المجتمعين laquo;اعتبروا ان هذه المواقف من طهران وغيرها من سورية تدل الى ان الموضوع أبعد من مطلب حكومة اتحاد وطني بل ان ثمة اهدافاً أخرى وراء هذا المطلبraquo;. وأوضح ان بعضهم laquo;لاحظ ان بعض المواقف الصادرة عن laquo;حزب اللهraquo; تضع الفريق الآخر في خانة العمالة وبيع البلد، فيما هم حريصون عليه وهذا لا يجوزraquo;.
وأشار الى ان قوى 14 آذار ليست في وارد التسليم بالثلث المعطل للمعارضة وأنها ستخوض نقاشاً حول الموقف من قضايا أخرى مثل المحكمة الدولية والوضع في الجنوب وباريس ndash;3.
وفي المقابل أكدت اوساط قيادية في laquo;حزب اللهraquo; ذهاب ممثل لنصر الله (الذي سيتغيب لأسباب امنية) الى التشاور بإيجابية وجدية. وقال أحد نواب الحزب (حسن فضل الله): laquo;يدنا ممدودة لشركائنا لنصل الى حكومة وحدة وطنية لكن اذا اصر الفريق الآخر على التهويل وسعيه لقلب الطاولة فإنه سيتحمل المسؤولية وحدهraquo;.
وكرر قيادي في الحزب لـ laquo;الحياةraquo; القول انه يقترح ان يحصل الحزب وعون و laquo;أملraquo; على الثلث المعطّل، ما دامت الأكثرية تثق بالرئيس نبيه بري، الذي وزراؤه جزء من هذا الثلث، وهو اقتراح كان نصر الله طرحه علناً وفي اللقاءات البعيدة من الأضواء.
وقال المصدر رداً على تخوف مصادر في الأكثرية من ان يستخدم الحزب هذا الثلث لإسقاط الحكومة بدفع وزرائه ووزراء حلفائه الى الاستقالة: laquo;لماذا نستقيل ما دمنا قررنا البقاء في الحكومة؟raquo;.
الاتصال الإيراني ببري
ونقلت وكالة laquo;دي بي أيraquo; من طهران نبأ ان رئيس مجلس الشورى في ايران غلام علي حداد عادل أجرى اتصالاً هاتفياً امس مع الرئيس بري وأعرب له عن ارتياحه لمسار المحادثات الجارية بين الكتل السياسية اللبنانية من اجل التوصل الى تفاهم وطني وتشكيل حكومة موحدة. وقال ان ايران أكدت دوماً على وحدة الشعب اللبناني. وأضاف عادل ان ايران تدعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة أبناء الشعب اللبناني. وذكرت وكالة laquo;إرناraquo; الإيرانية ان بري وصف في الاتصال الظروف الحالية في لبنان بالحساسة وأشار الى اتفاق جميع الكتل السياسية اللبنانية على مواصلة الحوار في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن المحادثات التي ستجري اليوم تلقى تأييداً من الكتل اللبنانية ودول المنطقة والأمم المتحدة، آملاً ان تحقق النتائج المرجوة. كما نقلت laquo;إرناraquo; عن بري قوله: laquo;سيحاول الجميع من خلال هذه المحادثات عدم إلحاق الضرر بالآخرraquo;. وشكر بري دعم ايران لبلاده خصوصاً المواقف الصريحة والشفافة لقائد الثورة الإسلامية.
التعليقات