عبدالله واد - واشنطن بوست


بالرغم من أن أسعار البنزين انخفضت مؤخراً في الولايات المتحدة، فإن العديد من الأمريكيين مازالوا قلقين بشأن تكلفة الاعتماد على النفط وتأثير ذلك على الاقتصاد الأمريكي.
وكإفريقي فإنني أشعر بآلامهم - ولو بعضها ربما، في حين أن سعر برميل الخام انخفض مؤخراً إلى ما دون الستين دولاراً، فإن النفط لايزال ذا تكلفة تفوق ضعفي نظيرتها قبل ثلاث سنوات، ويتوقع الخبراء بصورة مؤكدة أن الأسعار سترتفع.

من جهته حذر الرئىس بوش - وهو الذي عمل سابقاً في مجال النفط - الأمريكيين من خطورة كون بلدهم laquo;مدمناً على النفطraquo;، إن وجع الاعتماد على النفط في الولايات المتحدة يضاف إلى الآلام التي سببها ارتفاع أسعاره في افريقيا.

في دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى خصوصاً لاتشكل أزمة النفط laquo;سحابة صيفraquo;، إنها كارثة لم يسبق لها مثيل يمكن أن تقوض الجهود الرامية للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية لسنوات قادمة.

لقد اضطرت مؤسسة الكهرباء السنغالية إلى قطع الكهرباء في البلاد لساعات طويلة كل يوم، وهذه مشكلة يمكن تخفيف وطأتها لو أن تكلفة الطاقة تقل.
في كل مكان من منطقة غرب افريقيا، صارت الحكومات مضطرة لإعادة تخصيص إعانات إعاشية في الميزانية العامة بهدف مواجهة مشكلة ارتفاع أسعار النفط والكهرباء التي لاسابق لها.

في السنغال ازدادت إعانات النفط المباشرة التي تدفع للمواطنين خمسة أضعاف منذ عام 2002، وفي النيجر ارتفعت كلفة الوقود أربعة أضعاف، حتى في دول افريقيا المنتجة للنفط، فإن الأرباح المتولدة من النفط لم تسعف الفقراء ولم تقض على جيوش الفقر، فلايزال دخل الفرد في نيجيريا 1400 دولار في السنة.

أما إذا ما وصلت أسعار النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل السنة القادمة - كما يتنبأ بعض المحللين - فستكون تلك الطامة فوق رؤوس الأفارقة.
والدول الافريقية الغنية بالنفط ستكون معرضة إلى خطر أن تغرق بأمواج المهاجرين الساعين وراء البقاء والنجاة.
إن استنزاف ميزانيات الحكومات سيجعل من المحال التقدم في جهود مكافحة الفقر وتقديم الخدمات الصحية ومنع انتشار الإيدز.

إلى ذلك فإن موجة الصدمة النفطية تؤدي إلى إجهاض أهداف الولايات المتحدة في قارتنا، فمع ارتفاع أسعار النفط، ستقوض جهود أمريكا الرامية لتعزيز الاقتصادات الديمقراطية الحرة ومكافحة الارهاب في افريقيا، اكتب هذا كرئىس لدولة غالبية سكانها مسلمون وصديقة للغرب ويسود فيها التسامح.

فما الذي يمكن عمله إذن لمواجهة المشكلة؟ إن جزءاً من الحل يجب أن يأتي من افريقيا نفسها.
في الصيف الماضي عقدت في داكار أول اجتماع لوزراء الطاقة من 13 بلداً بهدف تأسيس منظمة الدول الافريقية غير المنتجة للنفط لتكون النسخة الخضراء laquo;بيئياًraquo; لمنظمة الأوبيك، وتطمح الدول الأعضاء في المنطمة الجديدة إلى أن تكون رائدة في مجال استثمار أشكال الطاقة البديلة والوقود الحيوي، سائرة في ذلك على خطى البرازيل.

لكن تطوير صناعة الوقود الحيوي، خصوصاً أنواع الوقود الحيوي السيلولوزية المأخوذة من الفضلات الزراعية وأعشاب البراري (تطرق الرئيس بوش لذلك في خطابه عن حالة الاتحاد) يمكن أن تأخذ عقداً من الزمان حتى تؤتي أكلها، وهكذا فإن افريقيا بحاجة لمساعدة.

أقترح أن تقوم منظمتنا بالطلب من الدول الافريقية المنتجة للنفط والمجتمع الدولي وشركات النفط الكبرى أن تساهم مما حققته من أرباح طائلة مؤخراً بغية كبح الزيادة في أسعار النفط، لو كان ثمة زمن ممتاز لتساهم فيه شركات مثل اكسون موبيل وشل وشيفرون وتوتال وبريتش بتروليوم في تحقيق الاستقرار في غرب افريقيا عبر كبح جماح أسعار النفط فإن ذلك الزمن هو الآن.
ليست مصلحة أمريكا وحسب بل هي ايضا مصلحة شركات النفط ألا تنهار افريقيا.

رئيس جمهورية السنغال