الخميس: 2006.11.16
عبدالله خلف
اتفق الغربيون من رجال السياسة والذين خططوا للاستيلاء على دول الشرق واستعمارها على ان اغنى دولتين هما الهند والعراق، ومن يسيطر منهم على احداهما يكسب الثراء والغنى لذا كان الصراع بين دول كبرى للهيمنة على الدولتين.. فنزلت في ساحة المنافسة البرتغال وهولندا وفرنسا وروسيا والمانيا وانجلترا ولم تكن الدولة العثمانية كالدول الأوروبية تزرع وتجني ثمار الزراعة ولا تستخرج المعادن وتصنعها ولم يكن لها تطلع لاستخراج النفط عندما كانت مهيمنة على العراق والدول العربية.. بل كان همها هو افقارها بأخذ الضرائب والمكوس بالقهر والظلم.. ولم تكن دولة صناعية تتطلع إلى ما في باطن الأرض من خيرات.. اما دول الغرب فرأت كل الخيرات والغنى في الهند والعراق..
البرتغاليون انشأوا مركزاً تجارياً مهما في البصرة في وقت مبكر في القرن الثامن عشر.. وكان الهولنديون الذين أسسوا في الهند شركة الهند الهولندية والطريق المائي من الهند إلى العراق هو طريق تجاري أسواقه في دول الخليج العربية وإيران والعراق إلى بلاد الشام..
وكان لفرنسا نفوذ في العراق وكان لها مراكز في البصرة وبغداد بسبب البعثات التبشيرية ولها مؤسسات دينية ومدارس، زارت بعثة سياسية فرنسية العراق سنة 1796 تمهيدا لمحاولات نابليون بونابرت للاستيلاء على العراق، قطع طريق الهند على الانجليز وسواهم اما البريطانيون فقد كان لهم سبق في التوغل في العراق لما يسر لهم ذلك الوالي العثماني سليمان باشا سنة 1780 وصار المقيم البريطاني في بغداد بمثابة السفير حتى صارت بغداد سنة 1802 من اهم المراكز للنفوذ البريطاني ودخلت روسيا في المنافسة للسيطرة على العراق كبوابة ذات اهمية للوصول الى الهند بلد الاحلام بعد العراق وكانت وصية بطرس الاكبر القائلة:
اعلموا ان تجارة الهند انما هي تجارة العالم وان من يستحوذها دون غيره يصبح سيد اوروبا فلا تضيعوا فرصة لاثارة الحرب على الدولة الفارسية وتعجيل اضمحلالها والتقدم في الخليج والعمل على احياء تجارة الشرق القديمة عبر بلاد الشاه والسيطرة على العراق.
شركة لنج:
احتلت شركة لنج مكانة كبرى في ا لعراق تماثل raquo;شركة الهند الشرقيةlaquo; اسس هذه الشركة هنري لنج وعمل فيها هو واخوه واعضاء اسرته وذلك في عمل النهر البحري واستخدام الزوارق ذات المكائن لذا اطلقوا على كل زورق ذي ماكنة لنج وهكذا عرفت هذه الزوارق باللنج والجمع لنجات المانيا.
ونزلت المانيا في حرب المنافسة للسيطرة على العراق وطريق الهند وذلك بعد وحدتها السياسية وقوتها الكبرى في عهد موحدها raquo;بسماركlaquo; وذلك لتبحث عن اسواق لها، وجلب المواد الطبيعية لتصنيعها في المانيا وتأكد لالمانيا كما تأكد للدول الاوروبية أن من يسيطر على العراق والهند يكسب الثراء والغنى، لذا توسعت المانيا في الدولة العثمانية ومدت خطوط الشرق الحديدية عبر تركيا ودول اوروبية، ثم الى بلاد الشام وفلسطين والعراق فهي لواء البصرة بعد ان اعترضت الكويت ان يمد القطار الى كاظمة في ارضها وانتهى العمل بخط حديد برلين، بغداد وكان الاحتمال ان تهيمن المانيا على دول الشرق دون منازع ولكن هزيمتها امام الحلفاء في الحرب العالمية الثانية علها تتراجع لتهيمن بريطانيا على العراق وايران ودول الخليج العربية الى الهند دون منافسة تذكر.
وكان العراق مقسما الى اقاليم وامارات ولم يكن له كيان سياسي الا بعد الحرب العالمية الاولى عند احتلال الانجليز لها سنة 1914 والمطالبة الشعبية في سنة 1920، للحصول على الاستقلال ومن المهازل السياسية ان بريطانيا قد خطت خطوات لتجعل لواء البصرة ملحقا بالادارة الهندية. في سياسته وتجارته وانظمته القانونية... وهكذا تكالب الغربيون وتنافسوا وتحاربوا لكسب دولتين يرون فيهما الغنى والثراء هما العراق والهند... حيث فيهما الماء، والمعادن واراض خصبة، بالاضافة الى ذلك يمتلك العراق نفطا هائلا ومخزونا كبيرا في باطن الارض، ومازال الغرب يطمح في العراق كبلد غني يمكن ان يثري مستغليه ثراء كبيرا.
التعليقات