الإثنين: 2006.11.20

دعا إلى مؤتمر دولي يضم الحلفاء والجوار والمعلم في بغداد

بغداد، دمشق، لندن - عمر حنين، الخليج

رسم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أمس الأحد صورة قاتمة للوضع في العراق، واستبعد قدرة الحكومة العراقية على قمع العنف الدائر في البلاد، ودعا الى عقد مؤتمر دولي لبحث مستقبل البلد المحتل، ووصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بغداد في أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول سوري للعراق منذ سقوط النظام السابق، في وقت شهد العراق أمس مقتل 55 شخصاً وجرح أكثر من مائة آخرين في سلسلة من الهجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات في بغداد والحلة وبعقوبة وكركوك، واحتل مسلحون 4 أحياء من بعقوبة حيث سقط أكثر من 18 قتيلاً في أعمال عنف، واختطف مسلحون وكيل وزارة الصحة من منزله في الأعظمية شمال بغداد.

واعتبر كيسنجر عراب السياسة الأمريكية لعقود أن نصراً عسكرياً واضحاً في العراق لم يعد ممكناً، وأنه لا بد لقوات التحالف من إعادة تحديد استراتيجيتها في العراق. وحذر من أن ldquo;حدوث انهيار مدو في العراق، ستكون له انعكاسات كارثية سيكون علينا دفع ثمنها لعدة سنوات ويمكن أن تعيدنا بشكل أو بآخر الى المنطقةrdquo;، وأشار الى حرب أهلية طاحنة أكثر عنفاً يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة، ويمتد نطاقها الى أبعاد تفوق الأسباب التي دعت التحالف الغربي للتدخل العسكري في يوغسلافيا السابقة.

وقال رداً على أسئلة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) من منزله في كونكتيكت شرق الولايات المتحدة ldquo;علينا أن نقدم في المدى القصير تحديداً دولياً لما يمكن أن يكون حلا شرعيا، أي أمراً يمكن قبوله من الدول المجاورة ومنا ومن حلفائناrdquo;. وأضاف: ldquo;يجب في المدى القصير أن يتم تنظيم مؤتمر دولي يضم دول الجوار وربما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول صاحبة المصلحة الكبرى في حل الأزمة مثل الهند وباكستانrdquo;. وشدد على أن ldquo;أمريكا يجب أن تقيم حواراً بأي طريقة مع إيرانrdquo;. وأوضح ldquo;إذا كانت إيران دولة فإنه يجب أن يكون ممكناً إقامة علاقة تساهم فيها إيران مع باقي الأطراف المعنية، في استقرار المنطقة ويكون لها دور محترمrdquo;.

وفي وقت دعت فيه واشنطن دمشق وطهران الى أن تتعاملا بشكل إيجابي مع العراق وذلك عبر دعم حكومته التي تساندها الولايات المتحدة، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد أمس في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها نظيره العراقي هوشيار زيباري، ويجري مشاورات مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي. وقال وكيل الخارجية العراقية وليد عباوي ldquo;إن هذه الزيارة ستؤدي إلى معالجة الكثير من الإشكاليات وسوء التفاهم بين البلدينrdquo;، موضحا أن ldquo;من بين أهم القضايا التي سوف يتم مناقشتها بين الطرفين هو الطلب من الوفد السوري بذل جهود إضافية للسيطرة على الحدود بين البلدين لمنع تسلل المسلحين عبرها، وكذلك إثارة موضوع تواجد بعض قيادات النظام السابق ونشاطهم المعادي للعراق متخذين من سوريا قاعدة لهمrdquo;. وترى مصادر في الحكومة العراقية أن لزيارة المعلم أهمية كبيرة لتحسين العلاقات بين البلدين والعمل للتوصل إلى تنسيق أمني بينهما بالاضافة إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ نحو ربع قرن.

وأعرب وزير الخارجية السوري عن أمله في وضع ldquo;جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبيةrdquo; للمساهمة في ترسيخ الأمن وrdquo;تحجيم العنفrdquo; في العراق.

وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري ldquo;تؤيد سوريا العملية السياسية والحكومة العراقية كما أنها تؤيد بشكل تام جهود المصالحة الوطنية، ونأمل بجدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية يساهم في الأمن وتحجيم العنفrdquo;. وتابع أن ldquo;سوريا معنية جداً باستقرار العراق (...) أمن العراق من أمن سورياrdquo;.

من جهة أخرى اختطف مسلحون يستقلون أربع سيارات وكيل وزير الصحة عمار الصفار من منزله في منطقة الأعظمية شمال بغداد مساء أمس الأحد، واقتادوه الى جهة مجهولة. وجاء هذا الحادث ليثير المزيد من الجدل حول ظاهرة الاختطاف التي تفشت في البلاد وما عادت مقصورة على الأفراد العاديين، واتهم مستشار وزير الدفاع اللواء الركن صالح المالكي قوات مغاوير الداخلية وقوات حفظ النظام (الميليشيات المحلية لحماية الأحياء) بأنها باتت أوكاراً للميليشيات والأحزاب السياسية، وأداة لتصفية الحسابات وزعزعة الأمن وتأجيج العنف الطائفي. وفيما تمسكت وزارة التعليم العالي بأن 46 موظفاً و22 مراجعاً ما زالوا مفقودين إثر حادث الاختطاف الجماعي، اعتبر المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبدالكريم خلف أن الملف أغلق وأن جميع المختطفين أطلق سراحهم. وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال نحو 200 شخص في غارات وعمليات دهم بحثاً عن اربعة أمريكيين ونمساوي اختطفوا في صفوان، وأكدت الوزارة ان المختطفين الأجانب ما زالوا أحياء، رغم أنباء سابقة متضاربة تحدثت عن مقتل النمساوي وتحرير أمريكيين اثنين.