عمر حنين - rsquo;rsquo; الخليج rsquo;rsquo;

بدأ وزير المالية البريطاني غوردون براون في تشكيل حكومته المرتقبة قبل أشهر من توليه رئاسة الوزراء في وقت قرر رئيس الوزراء توني بلير التقاعد من العمل السياسي بالكامل بما في ذلك عضويته في مجلس العموم البريطاني.

وقد شكل براون الذي اصبح من شبه المؤكد انه سيخلف بلير في زعامة حزب العمال الحاكم ما أطلق عليه في لندن ldquo;حكومة انتظار من وراء الستارrdquo; من أجل المساعدة على رسم برنامجه الخاص خلال المائة يوم الأولى من السلطة.

وأبرزت تقارير صحافية امس ان بلير يعتزم عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقعة بعد ثلاثة أعوام على الأرجح كنائب في مجلس العموم البريطاني، حيث انه قد عقد العزم على أن يتولى عملا في مجال الاقتصاد أو المصارف او الاستشارات الدولية وأن يطلق السياسة بالكامل.

ومن المؤكد ان العمل السياسي بكل بريقه وجاذبيته قد جلب ldquo;وجع القلبrdquo; على نحو حقيقي وليس مجازا بالنسبة لبلير الذي اصيب بسرعة ضربات القلب بفعل الضغوط السياسية الدولية الهائلة خاصة بعد غزو العراق.

وقد أوضحت وثائق رسمية أعدها المسؤولون في دائرته الانتخابية في منطقة سيدجفيلد شمال انجلترا نشرتها صحيفة ldquo;الديلي ميلrdquo; ان رئيس الوزراء قد استقر رأيه بالفعل على عدم خوض المعركة الانتخابية المقبلة. وهناك بالفعل خطوات اتخذها حزب العمال في دائرته لاختيار مرشح جديد بدلا من بلير. وتتردد ايضا شائعات بأن بلير قد يترك مقعده البرلماني في العام المقبل عندما يقدم استقالته من زعامة حزب العمال، وبالتالي رئاسة الوزراء أي قبل الانتخابات القادمة بأكثر من عامين ولكن هذا الأمر لم يتأكد بعد.

ومن ناحية أخرى فإن براون الذي يتعطش الى الحكم قد شكل هذه المجموعة المقربة اليه من الوزراء والنواب العماليين تمهيدا لتوليهم مسؤوليات وزارية في مجلس الوزراء الجديد الذي سيشكله فور إعلان بلير خروجه من عشرة دوانينج ستريت. وقد أثارت خطوات براون التي تتسم بالهرولة غضب الموالين لبلير، حيث اعتبروا ذلك استمرارا لنهج وزير المالية في التآمر على زعيمه الحالي، كما توضح صحيفة ldquo;الديلي تلغرافrdquo; المحافظة، التي اشارت الى ان هذه المجموعة المقربة من براون تجتمع بصفة دورية في مقره في 11 دوانينج ستريت، اي المبنى الملاصق لبلير.

وقد علمت ldquo;الخليجrdquo; ان بلير يسعى الى أن يتزامن موعد استقالته بعد أشهر عدة مع بعض الإنجازات التي يخطط لتنفيذها في المجالات الاقتصادية والتعليمية، ولكن المشكلة التي قد تقوض من خطة خروجه من الحكم وهو في أوج مجده كما يقولون هي العراق، لأنه إذا ما استمر التدهور الخطر في الاوضاع الأمنية هناك خلال الأشهر المقبلة، فإن ذلك سيترك سحابة سوداء داكنة في إرثه التاريخي، أو ما يطلقون عليه اسم ldquo;الفيل الهائجrdquo; الذي سيدمر كل ما حققه داخليا وعالميا. وقد بدأ المحيطون ببلير يفقدون أي أمل في تحسن الأوضاع المأساوية في العراق، حتى بعد نشر تقرير بيكر - هاملتون في أمريكا. ويقول المتشائمون ان هذا التقرير لن يكون بمثابة ldquo;وصفة سحريةrdquo; ستؤدي الى أن يتحول العراق الى واحة من الهدوء والأمن والاستقرار لأن ذلك يخرج عن إرادة امريكا أو بريطانيا ويتوقف على مجريات الأمور داخل العراق نفسه.