طالباني يطلب مساعدة أحمدي نجاد... وسقوط laquo;اف 16raquo; أميركية ومقتل 56 عراقياً ...
واشنطن , بغداد , طهران - جويس كرم , حسن فحص , مشرق عباس
علمت laquo;الحياةraquo; من مصادر قريبة إلى الادارة الأميركية ان البيت الأبيض يعارض أي دعوة للحوار مع ايران طالما أنها في موقع قوي في العراق. وأكد المصدر أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تقوم على إضعاف نفوذ طهران، قبل أي حوار معها أو مع سورية.
جاء ذلك فيما بدأت لجنة بيكر - هاملتون وضع اللمسات الأخيرة على تقريرها الذي يوصي بانفتاح أكثر على الدولتين، فيما كان الرئيس جلال طالباني يطلب مساعدة طهران التي ترى أن الخروج من المأزق العراقي لا يمكن أن يتم من دون مساعدة سعودية ومصرية.
في عمان، حيث يستعد الأردن لاستقبال الرئيس جورج بوش غداً، عقد الملك عبدالله الثاني سلسلة لقاءات مع شخصيات عراقية، بينها رئيس laquo;هيئة العلماء المسلمينraquo; حارث الضاري.
أمنياً، تحطمت طائرة أميركية من طراز laquo;اف 16raquo; وقُتل 56 عراقياً وعميل سري للاستخبارات الفرنسية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من أن العراق laquo;بات تقريباً يشهد حرباً أهليةraquo;، وطالب بعمل laquo;عاجل وحاسم لوقف التدهورraquo;.
وفي محاولة للتأثير في تقرير اللجنة الأميركية حول العراق التي يرأسها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، التي ستدعو الى سياسة أميركية laquo;أكثر انفتاحاًraquo; على ايران وسورية من منطلق اشراك دول الجوار في حوار مباشر مع الولايات المتحدة وحضها على المساعدة في استقرار العراق، أفادت مجلة laquo;تايمraquo; الأسبوعية أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي يعارضان فتح أي حوار مباشر مع ايران وسورية في laquo;هذه الظروفraquo;. وأكدت مصادر قريبة من الادارة الأميركية لـ laquo;الحياةraquo; أن laquo;الحوار مع ايران لن يتم طالما أنها في موقع قوي في العراقraquo;، وأن الغرض من الاستراتيجية الجديدة هو laquo;إضعاف النفوذ الايراني في بغداد قبل البدء بأي حوارraquo;.
وكان هادلي أكد الشهر الفائت أن laquo;الجهود تركز على خلق بيئةraquo; سياسية وأمنية في العراق تجبر دمشق وطهران على laquo;تغيير سياستهما بالكامل ودعم الحكومة العراقية بدلاً من تحجيمهاraquo;.
في طهران، أعلن طالباني في مستهل زيارته لإيران أمس انه يسعى الى الحصول على laquo;مساعدة شاملة لمكافحة الارهاب وإحلال الاستقرار والامن مجدداً في العراقraquo;، ورد الرئيس الايراني أن laquo;ايران ستقدم كل المساعدة التي يمكن تقديمها الى اشقائنا العراقيين لإعادة بسط الامن في العراق وتعزيزهraquo;.
ويبدو ان العاصمة الايرانية ستتحول في الايام المقبلة الى محور لتحركات اقليمية يتركز البحث فيها، اضافة الى المسائل الاقليمية، على الوضع العراقي وسبل المساعدة في اعادة الامن والاستقرار الى هذا البلد ومواجهة مشاريع تقسيمه. وذكرت مصادر ايرانية مطلعة ان طهران تعتقد ان laquo;على كل دول المنطقة العمل للحؤول دون الوصول الى هذه النقطةraquo;، وترى ان laquo;الخروج بالعراق من أزمته الحالية لا يتم من دون تعاون وتفاهم مع اكبر دولة عربية اسلامية في المنطقة، أي المملكة العربية السعودية، من دون استبعاد الدور المصريraquo;، وهو ما يفسر حركة الموفدين الخاصين للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد باتجاه الرياض ولاحقاً باتجاه الامارات العربية المتحدة والكويت، فيما يتوقع وصول الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الى طهران في غضون أيام.
وتقول المصادر إن طالباني لن يحمل في جعبته الى طهران مسألة اطلاق عجلة التعاون الايراني الفاعل في حل الازمة العراقية، بل سيحمل للإيرانيين رسائل اميركية وبريطانية واضحة حول سلة المواضيع الاقليمية التي تشمل لبنان وفلسطين وصولاً الى افغانستان، في اطار ما بات يعرف بمساعدة الولايات المتحدة للخروج من مستنقع العراق. وكان الرئيس الايراني أعلن ان بلاده على استعداد لمساعدة واشنطن للخروج من أزمتها في العراق لكن laquo;ضمن شروط سياسية وعسكرية واخلاقيةraquo;.
في بغداد ينشغل الوسط السياسي العراقي بلقاء بوش - المالكي في عمان ولمحت الكتلة الصدرية الى استعدادها للتراجع عن اعتراضاتها عليه، واشار المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي الى وجود ثلاثة ملفات ساخنة يتعامل معها المالكي laquo;بجديةraquo;. وقال فاضل الشرع المستشار السياسي للمالكي لـ laquo;الحياة laquo;ان laquo;المالكي سيناقش مع بوش ثلاثة ملفات ساخنة هي تأهيل وتسليح القوات العراقية وانسحاب او بقاء القوات المتعددة الجنسية من العراق، اضافة الى مناقشة الاوضاع الراهنةraquo; وطالبت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بـ laquo;تفويض المالكي الحديث باسم جميع العراقيين خلال اللقاءraquo;.
أمنياً، تحطمت مقاتلة أميركية من طراز laquo;أف 16 سي جيraquo; المتخصصة بالغارات الليلية، وعلى متنها طيار واحد، خلال توفيرها دعماً جوياً لقوات laquo;التحالفraquo; بقيادة الولايات المتحدة، في منطقة تبعد 30 كيلومتراً شمال غربي بغداد، بحسب بيان عسكري أميركي لم يوضح ما اذا قُتل الطيار. كما أقر الجيش الأميركي بمقتل ثلاثة من جنوده في عمليات عسكرية أول من أمس. جاء ذلك في حين قُتل 56 عراقياً أمس بينهم ضابط وتسعة عناصر أمنية في هجمات للمسلحين وعمليات عسكرية أميركية وعراقية.
وفي إعلان غامض ونادر، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل ضابط صف في جهاز الاستخبارات الفرنسي في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري على أيدي ميليشيا محلية أثناء عملية مراقبة في مدينة البصرة. وأوضحت الوزارة في بيان أن laquo;وزيرة الدفاع ميشيل اليو ماري ترأست صباح اليوم في بربينيون (جنوب غربي فرنسا) مراسم الشرف العسكرية للراحلraquo;. ولم يورد البيان أي تفاصيل عن أسباب وجود عميل سري فرنسي في البصرة.
التعليقات