رسالة فييناrlm; ـ مصطفى عبدالله، الأهرام

سيطرت المحرقة النازية المعروفة باسمrlm;(rlm; الهولوكوستrlm;)rlm; علي الساحة السياسية في النمساrlm;,rlm; لتبرز من جديد مدي حساسية هذه المسألة بالنسبة للنمساويين تجاه اليهودrlm;.rlm; وكلما ذكرت المحرقة تتعالي الأصوات التي تناهض النازيةrlm;,rlm; خاصة النازيين الجدد والتيارات اليمينية المتطرفةrlm;.rlm;

ولعل الحدث الأبرز في هذا الخصوص كان مشاركة شخصيات من النمسا في المؤتمر الذي عقدته الحكومة الإيرانية للتشكيك حول المحرقةrlm;,rlm; وفي مقدمتهم الحاخام اليهودي الأرثوذكسي موشيه أريه فريدمانrlm;,rlm; وهو معروف بمناهضته للحركة الصهيونية لإيمانه بأن اقامة دولة اسرائيل تتناقض تماما مع الديانة اليهودية وبالتالي فهم يريدون القضاء علي هذه الدولةrlm;.rlm;

ويعتبر فريدمان أن دولة اسرائيل هي الخطر الذي يهدد اليهود الحقيقيينrlm;,rlm; كما يؤمن اليهود المناهضون للفكر الصهيوني بأن إسرائيل هي سبب النزاع والدماء في منطقة الشرق الأوسطrlm;,rlm; ويطالب هؤلاء اليهود باقامة نظام بديل عن دولة اسرائيل يتوافق تماما مع تطلعات الشعب الفلسطيني عندما يكون العرب واليهود قادرين علي العيش في سلام كما كانوا لقرون طويلة من قبلrlm;.rlm;

ويستند هؤلاء اليهود الي كتاب الشريعة أو التلمود الذي يعلمهم أن المؤمنين لا يجب أن يستخدموا القوة البشرية لاقامة دولة يهودية قبل مجيء المسيحrlm;.rlm;

والحاخام فريدمان يعتبر أن مشاركته في المؤتمر لم تكن لمناقشة وقوع المحرقة من عدمهrlm;,rlm; ولكن للخروج بالدروس المستفادةrlm;,rlm; لكنه أشار الي أن المحرقة كانت ذريعة لتبرير معاناة شعوب أخريrlm;,rlm; في اشارة منه الي الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; وهو بمشاركته في المؤتمر يريد كسر تحريم مناقشة الهولوكوستrlm;.rlm;

ولا يعتقد فريدمان الذي يرأس جماعة يهودية ارثوذكسية في النمساrlm;,rlm; أن عدد اليهود الذين قتلوا في المحرقة النازية ستة ملايينrlm;,rlm; حيث يصف هذا الرقم بأنه مبالغ فيهrlm;,rlm; مشيرا الي أن الرقم هو مليون شخص تقريباrlm;.rlm;

ويضيف أن رقم ستة ملايين جاء نتيجة الاستناد الي تكهنات أدلي بها النمساوي تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية العالميةrlm;,rlm; التي تحدد بناء عليها فكرة إنشاء الدولة اليهوديةrlm;.rlm;

كما رددت الأنباء مشاركة اليميني المتطرف فولفجانج فرويلخ وهو أحد السياسيين البارزين في حزب الأحرارrlm;,rlm; وهو يرفض أيضا الاعتراف بأن عدد ضحايا الهولوكوست ستة ملايين ويقيم حاليا في ايرانrlm;,rlm; وكان قد طلب في عامrlm;2000rlm; حق اللجوء الي إيرانrlm;.rlm;

وأشارت التقارير الي مشاركة المحامي هيبرت شالر أحد أبرز المدافعين عن النازية الجديدةrlm;,rlm; ويوصف بأنه واحد من أكبر مزوري التاريخ في الدول الناطقة بالألمانيةrlm;.rlm;

وبالإضافة الي ذلكrlm;,rlm; شارك أيضا الإعلامي النمساوي هانز جامليش الذي ينتمي للتيار اليميني المتطرف الذي يعتبر أن ستة ملايين ليس إلا خيالا مبالغا فيهrlm;.rlm;

وتمثل رد الفعل الرسمي علي مشاركة شخصيات نمساوية في استياء وغضب علي المستوي الرسميrlm;,rlm; حيث أعلنت وزيرة الخارجية أورسلا بلاسنيك أن الشخصيات التي شاركت في مؤتمر طهران ستحال الي التحقيق وربما سيمثلون أمام القضاء بمقتضي قانون صادر في عامrlm;1992rlm; يخضع له كل مواطن نمساوي يشكك في الأرقام المعلنة لضحايا المحرقة أو يقلل من فظاعتهاrlm;.rlm;

واعتبرت الوزيرة أن مؤتمر طهران من شأنه أن يقوض الجهود النمساوية والأوروبية التي تهدف الي إجراء حوار بين الثقافات والحضارات مع إيرانrlm;.rlm;

لكن إحالة الحاخام فريدمان للتحقيق والمحاكمةrlm;,rlm; قد لا تتم حيث انه لا يحمل الجنسية النمساوية بل هو أمريكي أساساrlm;.rlm;

ولم تمض أيام قليلة حتي طفحت علي السطح من جديد قضية المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينج منكر المحرقةrlm;,rlm; والذي حكمت محكمة الاستئناف بفيينا بتخفيف حكم أول درجة من ثلاث سنوات الي سنة واحدة فقطrlm;.rlm;

فقد أحدث حكم الاستئناف ردود فعل غاضبة في بعض الأوساط السياسيةrlm;,rlm; وكذلك اليهوديةrlm;.rlm;

فقد رفضت العديد من الأوساط اليهودية وأبرزها مركز فيزنتال الحكم واعتبرته تجاهل الضرر الذي تسببت فيه أفكار المؤرخ البريطاني ايرفينج ذات الميول اليمينية المتطرفةrlm;,rlm; الذي كان يفتخر كثيرا بأنه يعتبر من رموز النازية الجديدة علي وصف هذه الأوساطrlm;,rlm; ووصفت هذه الأوساط الحكم بأنه مزعج ومقلق للغايةrlm;.rlm;

الحزب الاشتراكي المكلف بتشكيل الحكومة رفض أيضا الحكمrlm;,rlm; واعتبر أن رئيس المحكمة ارنست مورار ليس شخصا مناسبا لتولي هذا المنصب القضائي الرفيعrlm;,rlm; ووجه له اتهامات بأنه كان من المقربين لحزب الأحرار اليميني المتطرف والمعروف بسياساته المتشددة وكراهية الأجانب ومناهضة الساميةrlm;.rlm;

المار كريسباخ محامي المؤرخ البريطاني اعتبر أن تخفيف الحكم جاء مناسبا لأن محكمة أول درجة اخطأت في الاسنادrlm;,rlm; حيث عولت علي آراء أبدي بها المحكوم عليه علي مدي خمسة عشر عاما وهو خارج النمساrlm;.rlm;

وأضاف أن موكله تلقي في السجن العديد من الرسائل التي أعرب فيها أصحابها عن تضامنهم معهrlm;,rlm; مشيرا الي أن ايرفنج سيغادر الي بريطانيا ولن يعود مرة أخري الي النمسا التي حوكم فيها بسبب آرائه وأفكاره حول المحرقةrlm;.rlm; ليس فقط ايرفنج الذي قضي ثلاثة عشر شهرا في السجن ثمنا لآرائه وأفكارهrlm;,rlm; بل أيضا البروفيسور جيرهارد باندل عضو مجلس رئاسة كلية الطب بجامعة فييناrlm;,rlm; الذي وافقت وزيرة التعليم علي قرار مجلس رئاسة الكلية بطرده من الجامعة بسبب تصريحاته الخطيرة التي أشاد فيها بدور وتضحيات الجنود النازيينrlm;,rlm; واعتبرت الوزيرة أن هذه التصريحات من شأنها الحاق الأذي والاهانة بسمعة الجامعة لأنها تندرج في اطار الاشادة بالنازيةrlm;.rlm; وقد سخر باندل من القرار عن سخريته الذي بني علي مزاعم وادعاءات تخص فكره وخطه السياسي المتطرفrlm;.rlm;

وكان باندل قد تحدث في أحد الاحتفالات الدينية التي اقيمت في مقبرة تذكارية بفيينا تضم ضريح الطيار والتر نوفونتي الذي كان ينتمي الي القوات النازية وقتل خلال الحرب العالمية الثانيةrlm;,rlm; بالاضافة الي أضرحة ورفات العديد من الجنود الألمان والنمساويين الذين حاربوا الي جانب القوات النازية خلال الحرب العالمية الثانيةrlm;,rlm; حيث تحولت المقبرة الي مزار يتجمع فيه أنصار التيار اليميني المتطرف والمتعاطفين مع النازيةrlm;.rlm;

وهاجم باندل في الاحتفال بشدة منتقدي الطيار نوفوتني وزملاءه الطيارين واعتبرهم من أبرز المتعاطفين مع الجيش الأحمرrlm;,rlm; وهو تنظيم يساري سري متطرف ضم مجموعة من المقاتلين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة خلال فترة السبعينيات من القرن الماضيrlm;.rlm;