أقر بأن النظام السياسي محاصصة طائفية

يوسف بزي - المستقبل اللبنانية : quot;يؤسفني ان اقول ان المصدر الاساسي للارهاب الزرقاوي هو سورياquot;. هكذا بدأ رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني، حديثه الى جمع حاشد من المثقفين العرب والعراقيين، في لقاء مفاجئ، اثناء استراحة المشاركين في مهرجان quot;المدىquot; الثقافي، في المنتجع الصيفي على بحيرة دوكان، وهم في طريقهم من اربيل الى السليمانية. (نص اللقاء ص14)
ففي لقاء مطوّل، على مدى ثلاث ساعات، اعقبه مؤتمر صحافي مع بعض الصحافيين العرب استمر اربعين دقيقة، اعترف الرئيس العراقي، بأن النظام السياسي القائم في العراق الآن هو نظام محاصصة طائفية على الطريقة اللبنانية، وان التمثيل السياسي يقوم على اساس طائفي وعرقي، وما من تمثيل مختلط.
واكد جلال الطالباني بأن لا خطر تقسيمي في العراق: quot;فالشيعة هم الاكثرية ويريدون ان يحكموا العراق كله، فلماذا سيقبلون بأن يحكموا جزءاً من العراق فقط. ثم ان العرب السنّة هم من اكثر المطالبين بوحدة العراقquot;. واضاف quot;لا دعوات للانفصال. فلا الوضع الداخلي ولا الوضع الدولي يسمح بتقسيم العراق.. فلماذا هذه الضجة العربية الكبرى إذن. انها ضحة تستعمل لاغراض سياسية تخصهمquot;. اما بالنسبة للاكراد، فقال quot;الكرد، المتهمون الاصليون، القدامى، بالانفصال، هم اليوم عامل توحيد، وعمرو موسى قال ان الاكراد هم جزء من الحل وليسوا جزءاً من المشكلةquot;، واوضح quot;لنفترض اننا اعلنا، كأكراد، الاستقلال، فكيف نعيش. فحتى لو لم تأت الينا الجيوش العراقية والإيرانية والتركية والسورية، يكفي ان يقفلوا الحدود، وعندها لن نعيش ولن نصدّر ولا نستورد. إذاً، الكلام عن الانفصال او التقسيم غير منطقيquot;.
وكشف الرئيس العراقي عن تغير في تفكير الجماعات المسلحة السنّية، البعيدة عن الصداميين والزرقاويين، معلناً انه التقى ممثلين عن سبع منظمات مسلحة، ورأى ان مطالبهم ليست تعجيزية: quot;بدأوا يجدون ان لا مبرر للاستمرار في العمل المسلح، بعدما شعروا باستياء الناس من هذه الاعمالquot;.
وأبدى الرئيس الطالباني استياءه من الاعلام العربي quot;الاعلام العربي يشتمنا ويمدح القتلة ويصفهم بالمقاومةquot;.
اما عن ازمة الفلسطينيين المقيمين في العراق، فقال quot;مام جلالquot;، كما يدعونه في كردستان العراق: quot;الفلسطينيون تمادوا في تأييدهم لصدام، وقد طرد بعض الفلسطينيين من العراق، وتدخلت شخصياً منذ ايام لالغاء الرسوم الجامعية التي فرضت على الطلاب الفلسطينيين. لكن يا للاسف لم استطع فعل شيء للذين طردوا من بعض المناطق الجنوبيةquot;.
وعلى الصعيد الاقتصادي عبّر الرئيس الطالباني عما يطمح اليه الحكم العراقي الجديد quot;في امكاننا ان نحوّل العراق الى يابان الشرق. وبشأن الديون، ووفق وارداتنا علينا سداد الديون حتى العام 2050. لكننا لن ندفع الديون، ان شاء الله، فثمة حيلة قانونية سنستخدمها. فوفق خبراء القانون الدولي، اذا اقترضت حكومة ديكتاتورية واستدانت من الخارج، ثم سقطت هذه الحكومة واتت اخرى ديموقراطية فهي غير ملزمة قانونياً سداد الديون السابقةquot;.
ورداً على الكثير من الاسئلة حول الاحتلال الاميركي، كشف جلال الطالباني ان الاميركيين هددوا، في المدة الاخيرة بالانسحاب، وقالوا لنا: quot;نحن حررنا بلدكم، فاذا لم تتفقوا على تأليف حكومة وحدة وطنية فسوف ننسحبquot;.