جيهان محمد عبد الله


مع تقادم موعد الانتخابات القادمة بدأت الوجوه تتكشف والأقنعة الجذابة تسقط لتبرز وبوضوح الجانب الحقيقي‮ ‬لكل كتلة‮.‬

ويتضح ذلك من خلال الحملة الإعلامية الشرسة التي‮ ‬يشنها‮ ''‬الليبراليون‮'' ‬على‮ ''‬الإسلاميين‮''‬،‮ ‬وهذه الحملة ما هي‮ ‬إلا الفصل الأول من مسرحية الدعاية الانتخابية لهذه الكتلة التي‮ ‬قررت خوض الانتخابات القادمة وأصرت على الفوز بمقاعد في‮ ‬البرلمان وهو اختيار حر راجع للإدارة الشعبية‮.‬
إلا أن التحليل المنطقي‮ ‬يقول أنه إذا أراد الليبراليون خوض التجربة فلابد من إزاحة‮ ''‬المارد‮'' ‬من الساحة ونظراً‮ ‬لما للتكتل الإسلامية من ثقل شعبي‮ ‬كبير وواسع فلابد من الإطاحة بهم لأجل أن تبقى الساحة خالية للطرف الآخر ليدخل‮. ‬ومسألة الحملة الإعلامية التي‮ ‬يجند فيها الليبراليون كل طاقاتهم الإعلامية فيها ما هي‮ ‬إلا تخطيط منظم لأجل خوض الانتخابات القادمة والمسألة واضحة وضوح الشمس‮.‬
إلا أن السحر أحياناً‮ ‬ينقلب على الساحر فأصداء هذه الحملة جاءت بشكل ايجابي‮ ‬جداً‮ ‬لصالح الإسلاميين وبدل التأجيج الشعبي‮ ‬عليهم لوحظ وبوضوح الالتفاف حولهم والتعاطف معهم ضد الحملة التي‮ ‬يشنها الليبراليون وأصبحت السهام توجه إليهم وتلومهم بدل أن تلوم الإسلاميين‮. ‬علماً‮ ‬بأن الصمت الذي‮ ‬يخيم على الإسلاميين ما هو إلا صمت‮ ‬يدل على الثقة بالخطوة والهدف ولم‮ ‬يضيرهم أو‮ ‬يحيدهم عن دربهم بضع كليمات تقال‮ ‬يعرفون تقال‮ ‬يعرفون أنها لا تمسهم وذنبها على جنب قائلها وكاتبها فالأجندة مليئة بما هو أهم من الالتفات إلى هكذا مهاترات‮.‬
وأحسب أن الفرصة للالتفاف الشعبي‮ ‬حول الإسلاميين لم تكن لتأتي‮ ‬لولا حملة الليبراليين عليهم وأحسب أن لسان حال الإسلاميين لا‮ ‬يسعه إلا أن‮ ‬يقول لليبراليين‮ ''‬شكراً‮ ‬لكم‮''!‬